الخميس 2024-12-12 11:41 ص
 

حنّا مينا .. هل شبعتَ من الحياة ؟

11:14 ص

التقيتُ الروائي الرّاحل حنّا مينا صاحب رواية « الشراع والعاصفة» و»نهاية رجل شجاع» و»الثلج ياتي من النافذة» وغيرها ،مرّتين إحداها في عمّان في فندق» ماريوت» وكنتُ بالمصادفة أسكن خلفه، والمرة الثانية في «دمشق» وكنا (رسمي محاسنة) وانا بصدد زيارة الدكتورة نجاح العطّار والتي كانت تشغل منصب وزيرة الثقافة (الآن هي نائب رئيس الجمهورية).اضافة اعلان

وبسبب انشغالاتها في ذلك الحين،جلسنا ننتظرها في مكتب الكاتب حنّا مينا (الذي كان يعمل مستشاراً لها).
وبالطبع كانت «جلسة استثنائية» مع صاحب التجربة الحياتية والروائية الخصبة.
وب»خباثتنا «،اخذنا نسأله عن « المرأة في حياته» ورواياته. وكأننا كنا (نتجسّس على روحه وجسده )..!
ومن ذلك ،سألتُه عن المرأة « المُلْهِمَة».. وعن المرأة « الحرون»،أي « الصّعبة».
يومها اشعل سيجارة وقال:
« المرأة الحرون افضل للمبدع لانها تثيره على الكتابة،بعكس المرأة العادية التي تشغله بالامور اليومية الساذجة».
وخرجنا من عنده بـ»طاقة عاطقية» كبيرة،وانطلقنا وقتها الى «نهر بردى» ،نسرح ونمرح.
قبل اسبوعين، جاءنا خبر وفاة حنّا مينا. وبحسي الصحفي رجعتُ الى «البوم الصور» لعلي اجد «الصورة التي جمعتني به».. ولم اجدها،وأظنها اختفت مع رواياته التي طلبها مني احد الاصدقاء وكالعادة لم يُعِدْها ونسيت مَنْ هو ذلك الصديق ...!
خلال اجازة «عيد الأضحى»،انشغلتُ بقراءة سيرته التي حملت عنوان « كيف حملتُ القلم». وفيها يروي سيرته منذ ولادته في «لواء الاسكندورن/ المُحتلّ». مرورا بعمله «حلاّقا « في « اللاذقية» ومن قبلها امنية والدته ان يُصبح «كاهناً». لكنه اكتفى بالدراسة « الابتدائية»،وعاش الحياة بالطول والعرض،وكتب عن « البحر» والصيادين كاحسن ما كتب غيره من المبدعين العرب والعالَم.
أكثر ما آلمني،»وصيته» التي قرأتُها بعد وفاته،والتي «أوصى فيها الاّ يُذاع خبر وفاته في اية وسيلة اعلامية والا يُقام له حفل تأبين» والاّ يحزن على وفاتي أحد. فقد « عمّرتُ طويلا حتى صرتُ أخشى الاّ أموت»
تخيّلوا...
هل شبع من الحياة وباتت سنواته الاخيرة ،» فائضاً « عن العُمْر؟
يقول حنّا مينا :
« اكثرنا تطلّبا للحب
اكثرنا حاجة للأمان
واكثرنا رغبة في المرأة
أكثرنا خوفاً من فقدانها «... !!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة