الخميس 2024-12-12 09:20 ص
 

خلايا بشار الأسد النائمة تثير قلق الإجتماعات المغلقة لأركان الحكم !

02:21 ص

الوكيل- رصد/حصل في الساعات القليلة الماضية وتحديدا على الحدود الأردنية السورية بعض ما عرضه رئيس الوزراء الأردني فايزالطراونة على شكل مخاوف خلال سلسلة إجتماعات مغلقة عقدت في العاصمة عمان على مستوى أركان الحكم والحكومة مؤخرا.اضافة اعلان


توترت مناطق التماس الحدودية جدا خصوصا في محيط منطقة يعتقد بان منشقين سوريين محتملين من الوزن الكبير يقيمون فيها الأن وهي نفسها المنطقة التي تشير مصادر المعارضة السورية النشطة حاليا في عمان الى إن رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب أقام فيها بآمان ليومين قبل عبوره الحدود مع الأردن .

لذلك صنفت منطقة تل شهاب- الطرة بإعتبارها أكثرنقاط التماس الحدودي إثارة وأهمية فكل المعطيات تؤكد وجود نشاط معلوماتي وإستخباري هائل في هذه النقطة من الأرض لإن أهالي القريتين في الجانبين يرتبطون بصلات المصاهرة وقرابة الدم ويلقون التحية على بعضهم البعض صباح كل يوم منذ عقود كما يوضح هيثم المليسي أحد نشطاء اللاجئين في المنطقة .

وعبر محور تل شهاب – الطرة دخل على الأرجح رياض حجاب وهرب قبله ضابط الإستخبارات العميد يعرب الشرع الذي تربطه أوساط النشطاء بملف قريبه المنشق المحتمل فاروق الشرع وقبل كل ذلك دخل من هذه النقطة الحدودية على الأقل ثمانية عمداء منشقين من الأمن والجيش في سوريا إضافة لعشرات الضباط والأفراد الذين تكدسهم السلطات الأردنية في مخيم آمن بمدينة المفرق وتقدم لهم الخدمات وتمنع خروجهم منه حفاظا على حياتهم.

بعض هؤلاء قدموا معلومات تفصيلية عن مسئولين عسكريين وسياسيين قيد الإنشقاق أو يتحينون الفرصة للإنشقاق وعدد منهم يساعد لوجستيا في إنفاذ القرار السياسي الأردني المتخذ ببقاء الحدود مفتوحة أمام حركة اللاجئين والهاربين .

هذا النمط من المعلومات يعتقد أنه ساعد في تحضيرعملية هروب رياض حجاب وقبل ذلك تأمين هروب شخصيات بارزة من عائلة رستم غزالة أحد أهم أركان النظام الأمني السوري وقد يساعد لاحقا في تأمين هروب شخصيات أخرى تتعاكس المعلومات حول إعتبار فاروق الشرع أحدها .

أما حلقات المعلومات الأهم التي قدمتها شخصيات مهنية وفنية منشقة فتلك التي عززت مخاوف أردنية كانت ولا زالت مؤرقة عن إحتمالات إختلاط {خلايا نائمة} تابعة للنظام الأمني السوري في أوساط اللاجئين الذين لا يتسنى للسلطات الأردنية التحقق منهم فعليا .

وعبارة {خلايا نائمة} يسمعها الصحفيون في كل الجلسات المغلقة لكبار المسئولين الأردنيين وإستخدمها الرئيس الطراونة في الإجتماعات المغلقة مرتين على الأقل حيث لا يوجد أدلة على أن السلطات الأمنية الأردنية تستطيع فنيا التدقيق بجميع الهاربين ويوجد تسريبات حول تعاون محتمل لعدد كبير من النشطاء الأردنيين المؤيدين بقوة لبشار الأسد مع دمشق ضد بلادهم إذا تطورت الأمور.

ومن الواضح أنه ثمة أدلة وقرائن توسع من دائرة القلق في هذا المجال فالسفير السوري في العاصمة عمان يتجول برفقة طاقم حراسة واضح للأردنيين أنه تلقى تدريبات مؤهلة جدا للحماية وفي بعض الأحيان تمكن السفير بهجت سليمان من إرسال شبان مجهولين بأجساد قوية لطرد مجموعات نشطاء حاولت إقتحام السفارة .

وتحتفظ السجلات الأمنية الأردنية بحادثين على الأقل لهما علاقة بملف اللاجئين ويدللان على جاهزية دمشق لتحريك جزء من تلك الخلايا النائمة المقلقة فحتى الأن لم يعلن عن التحقيقات الخاصة بمحاولة تفجير سيارة رجل أعمال أردني ثري من أنشط المستقبلين للاجئين السوريين وأكثرهم إنفاقا للمال عليهم .

وفي حادثة ثانية تعاملت أجهزة الإستخبارات مع محاولة تسميم خزانات مياه كبيرة في الأردن ومع شحنات أدوية فاسدة وصلت كمساعدات للاجئين قبل ضبطها من قبل جهاز الغذاء والدواء الأردني.

حتى داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين الذي يعاني من ظروف صعبة يتحدث بعض اللاجئين عن ظهور طبقة من {الشبيحة} بينهم يهتفون لصالح بشار الأسد أو يدافعون عنه والسلطات تختبر وتدرس ظاهرة مستجدة في أوساط اللاجئين قوامها أشخاص يظهرون أمام وسائل الإعلام التي تزور مخيم الزعتري لرفع شعار {نار بشار ولا جهنم الزعتري} وهو شعار يطالب أصحابه بإعادتهم إلى جحيم بلادهم تحت ذريعة نقص الخدمات.

وراء كواليس القرار الأردنية يوجد من يدرس الظاهرة على أساس أنها قد تكون محاولات مدفوعة من نظام بشار لإرباك الدور الأردني في قضية فتح الحدود أمام اللاجئين , ورئيس وزراء سابق أبلغ القدس العربي بأن الأجهزة الأمنية تعمل وفقا لسيناريو يفترض فعلا وجود خلايا نائمة يمكنها محاولة إثارة القلاقل في عمان بلحظة مناسبة في وضع يكشف في الواقع هشاشة العلاقات الحذرة جدا بين عمان ودمشق.

المثير أن رئيس الوزراء الأردني إشتكى عدة مرات ماليا وأمنيا من العبء الكبير لمسألة اللاجئين الذين يزيد عددهم اليوم عن 160 ألفا وتحدث مليا عن العبء {الأمني} الكبير الملقى على عاتق سلطات وأجهزة بلاده .

قال الطروانة في إجتماع مغلق مع عدد من أعضاء مجلس الأعيان: مخيم الزعتري للاجئين السوريين تحول إلى {صداع } يومي لحكومتي.

أضاف: عدد كبير من اللاجئين غير منضبط وكثير منهم يحاولون مغادرة المعسكرات المخصصة والأمر يتطلب فتح كل العيون .

ورغم هذا العبء تعتبر الحكومة الأردنية إستقبال اللاجئين مهمة إنسانية يريدها المجتمع الدولي وعمان ماليا تراهن على مساعدات مالية ضخمة من أمريكا وأوروبا والسعودية تحت عنوان بقاء الحدود الأردنية مفتوحة أمام حركة اللاجئين وعدم إغلاقها رغم أن السفير السوري بهجت سليمان قدم مذكرات رسمية بالخصوص .

بالنسبة للطراونة إحتمالات تحول الوضع شمالي البلاد إلى وضع حساس وخطير هي وحدها التي ستدفع لتأجيل الإنتخابات العامة التي تستعد لها المملكة قبل نهاية العام الحالي 2012 .

ومع بواكير اليوم الأول لعطلة العيد برزت {أدلة وقرائن} على مخاوف الطراونة فالجيش السوري لم يعد يطلق الرصاص فقط في حدود محور تل شهاب- الطرة بل الصواريخ والقذائف والنشاط العسكري في المنطقة أصبح محموما وتعزيزات أردنية عسكرية وصلت والمنطقة تمشط يوميا بعد تسريب قصة إنشقاق فاروق الشرع.

وهذا التوتر إنتهى بسقوط قذائف سورية في الأرض الأردنية مع إصابات بشظايا لأطفال أردنيين ورصد حالة هلع ورعب بين الأهالي في الجانب الأردني بعدما أصبحت نقطة الحدود تلك بمثابة نقطة العبور المخصصة لكبار المنشقين .

ما حصل يومي السبت والأحد في نقاط التماس على الحدود الأردنية السورية جزء مما ألمح إليه رئيس الوزراء وهو يتحدث عن وضع حساس جدا في الشمال والعلاقات التي بقيت حتى الأمس الأول {ملبدة بالغيوم} لكنها آمنة بين البلدين تفتح على سيناريوهات أكثر حساسية قوامها التحول من منطقة {الإحتكاك} العسكري على حد تعبير السياسي المخضرم ممدوح العبادي إلى منطقة الإشتباك .

عمان- القدس العريي- بسام البدارين


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة