عندما رفعت حكومة دولة الطراونة أسعار المحروقات كتبنا وحذرنا بأن لقمة العيش خط لا يمكن التهاون فيه، وأن المساس فيه سيكون مساساً بإستقرار البلاد ومستقبلها، وجاء القرار الملكي و تدارك الأوضاع سريعاً، واليوم نحترق من داخلنا، ونحن نرى دموع الوطن تنهمر بعد أن عمت أرجائه الإحتجاجات والمظاهرات في ذكرى ميلاد باني نهضته الملك حسين رحمه الله، ونتألم لإستغلال البعض الأوضاع لمحاولة تدمير البلد، وبث الفتن بين أبنائها في ذكرى ولادة من كان أحرص الناس على إستقرار البلاد وتماسكها.
توقعنا رفع الحكومة لأسعار المحروقات، لكن ما لم نتوقعه أبداً هو إختيار هذا التوقيت لمثل هذا القرار، فهل كان من الحكمة إختيار بداية فصل الشتاء لإعلان رفع أسعار الغاز والمحروقات !
ألم يكن بالإمكان للحكومة الإنتظار لتنظيم الإنتخابات بعد أشهر قليلة، ثم ترك هذا القرار للحكومة النيابية القادمة، أم أن الإحتقان في البلد كان يتحمل مزيداً من صب الزيت على النار!
يخرج علينا دولة النسور ليحذر من إنهيار الدينار، كلام صحيح، والشعب يعلم بأن مديونية الأردن تجاوزت 22 مليار دولار، وإقتصاد البلد شبه منهار ... ولكن !
لماذا لم ترفع الضرائب على المواد والسلع الثانوية كالمشروبات الروحية والدخان وغيرها من المواد التي لا تمس لقمة عيش المواطن بشكل مباشر، لماذا لم ترفع على المواد والسلع التي تمس الطبقة الغنية فقط، ثم هل يعقل أن تأتي الزيادة على أكثر المواد التي يحتاجها المواطن وفي أكثر توقيت يحتاجها فيه؟ أم أن 420 دينار في السنة، 19 قرش في اليوم، تكفي لسد حاجة الأسر الفقيرة مقابل الزيادة ...!
هل كان من الحكمة يا دولة الرئيس تحميل مسؤولية التدهور الإقتصادي للحراك والمظاهرات، وإغفال قضايا فساد مازالت تتنظر من يدق بابها في هذا الوطن !
وفي ذكرى الملك الذي قدم من أجل هذا الوطن الكثير، الحسين رحمه الله، نقول لكل غيور على هذا الوطن، لكل من أحب هذا الوطن بصدق، نقول لكل من خرج منادياً بحقوقه، من حقك التظاهر السلمي، ومن واجبك وواجبنا جميعاً المحافظة على الوطن ومقدراته، هذا وطننا جميعاً، ولا يجوز أن تمتد أي يد لتخريبه، والعبث به وبمستقبله.
لماذا نسمع عن حرق محكمة، وكشك أمني، وإعتداء على منزل محافظ، وغير ذلك من الأخبار المؤسفة، لماذا نتعدى على الممتلكات، ونحن ننادي بإعادة الحقوق لأصحابها، وننسى أن أكبر حق يجب المحافظة عليه هو حق الوطن علينا، حق سلامة الوطن، وسلامة جميع من فيه.
والله الذي لا إله هو كان هناك من ينتظر مثل هذا القرار الحكومي ويترقبه، ليعلنها تخريباً وعبثاً، وبثاً للفتن في هذا الوطن، وعلينا تفويت الفرصة على هؤلاء المتربصين من داخل وخارج الوطن، وهم كثر للأسف، كما أن علينا أن لا نشمت بنا الحاقدين والأعداء أكثر من ذلك.
ونناشد الملك عبدالله الثاني بالله، يا إبن الحسين وأبا الحسين، يا من عرفناك هاشمياً محباً للشعب، حريصاً على مستقبله ومستقبل أبنائه، الشعب ينتظر قرارات حاسمة تحدث زلزالاً بين كل من خرج للتظاهر، قرارات لا تترك في الشارع غير أبواق الفتنة، قرارات تعزز في ذكرى ميلاد الحسين، حكمة الحسين، وأبا الحسين، وجميع الهاشميين، قرارات نمسح بها دموع الوطن بإلغاء قرار الحكومة رفع الأسعار، وإقالتها بعد إستخفافها بالشعب، وبصقها في وجهه بهكذا قرار في هكذا توقيت، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، والدعوة لإستفتاء شعبي لإقرار قانون إنتخاب 'شعبي'، وتفويض الحكومة 'النيابية' القادمة بملاحقة الفاسدين في كافة مواقعهم، وبدون أي حصانة لأحد.
سألتني زوجتي في أول أيام الثورة المصرية، هل تتوقع أن تتحول إلى ثورة، قلت لها: إذا إستمرت المظاهرات أياماً أخرى، وقمعها الأمن، وأغفل النظام مطالب الشعب ستتحول إلى ثورة، وهو ما حدث.
واليوم لا نريد أن نرى في بلادنا السيناريو ذاته، بعد أن عمت المظاهرات أرجاء البلاد، ولم نسمع تصريحاً رسمياً واحداً منذ إندلاعها ليلة أمس، والأمن اليوم يقمع ويعتقل، وكثر ينتظرون سقوط أول شهيد لإشعال البلاد أكثر، وهو ما نسمع عن وقوعه قبل قليل للأسف، فهل يرضيك يا أبا الحسين أن نستقبل عامنا الهجري الجديد بدماء أبنائنا التي نزفت اليوم !!
ولأننا نعلم بأن كرة الثلج ستكبر يوماً بعد يوم ولن تصغر، لأجل ذلك نناشد الملك مرة أخرى في ذكرى ميلاد والده الحسين الباني رحمه الله مسح دموع الوطن بيديه قبل أن تزداد وتلتهب عين الوطن أكثر من ذلك ...
م. عبدالرحمن 'محمدوليد' بدران
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو