الوكيل- اجمع رؤساء جامعات محلية على ان التهاون في تطبيق القانون حفز البعض لافتعال الازمات الاجتماعية التي جعلت من العنف ثقافة مكتسبة واسلوب حياة لدى البعض منهم للوصول لأهدافهم.
واقترحوا حلولا ناجعة لمعالجة هذا الظاهرة، ومنها اعطاء الامن الجامعي صفة الضابطة العدلية او استحداث الشرطة الجامعية كما هو معمول به في الجامعات الاجنبية، اضافة الى رفع معدلات القبول الجامعي واعادة الخدمة العسكرية وتعزيز استقلالية الجامعات واختيار اصحاب الكفاءات لتولي المناصب.
واكدوا ان العادات والاعراف العشائرية وما عرف عنها من انضباط والتزام بالدين وتعاليمه السمحة والاخلاق العربية الحميدة لم تكن يوما مثارا للعنف والاضطهاد بل كانت ملاذا لحل الكثير من الخلافات الكبيرة الاجتماعية والعشائرية منها.
ودعوا الى ايجاد بيئة جامعية آمنة داخل الحرم الجامعي من خلال منع دخول اية ظواهر سلبية الى داخل الحرم الجامعي بواسطة التأهيل والمراقبة.
وانتقدوا تعامل الدولة مع عنف الجامعات، محذرين من ان استمرارها يشكل تهديدا للمسيرة التعليمية برمتها.
وأكدوا ان ما جرى من تعامل مع هذه الظاهرة لم يتجاوز اطر التعريف والدارسة، ويجب العمل فورا بجهد جاد يجتث الظاهرة بعيدا عن الحلول الآنية التي أثبتت التجارب عقمها.
وأرجع هؤلاء أسباب العنف الى قصور في الخطط التدريسية والمناهج التعليمية التي تشغل الطالب، وغياب البحث العلمي والعمل السياسي في الجامعات، كما انتقدوا أسس تعيين رؤساء الجامعات التي تتم على أسس غير موضوعية، وعدم تفعيل دور عمادات شؤون الطلبة بطريقة توفر للطلاب البرامج والنشاطات التي تنمي الحوار وقبول الآخر لديهم.
ولفتوا الى ان القيم لا تأتي فقط من الكتب والمناهج، وان هناك دورا أساسيا على المجتمع وعلى رؤساء الأقسام والمدرسين في التواصل مع الشباب لتوعيتهم بمختلف القضايا الوطنية وسبل التعامل مع محيطهم بطرق ايجابية.
واقترح عدد منهم عقد مؤتمر وطني بمشاركة الجميع لدراسة الظاهرة وللوقوف على الأسباب والحلول بأطر زمنية وقرارات وقوانين تعيد الهيبة للمؤسسات التعليمية.
*الدكتور اخليف الطراونة.
وقال رئيس الجامعة الاردنية الدكتور اخليف الطراونة إن 'السلوك الطائش في الجامعات ناتج عن المنظومة الاجتماعية السائدة في مجتمعنا منذ اكثر من عشر سنوات حيث أن أساس هذا العنف يعود الى عدم اهتمام الاسرة بالتربية الحقيقية وتخلي بعض الاسر عن دورها الاجتماعي.
واضاف ان انتقال هذه الاسرة الى حلقة اوسع، وهي المدرسة التي انشغل فيها الاستاذة بهمومهم الحياتية وتحول التعليم الى تلقين، اضافة الى خلو المناهج من تعزيز القيم الدينية وقيم الانتماء الحقيقي، كل ذلك ساهم بزيادة وارتفاع هذه السلوكيات الطائشة.
ولفت الى ان غياب المؤسسة الدينية عن ممارسة دورها الحقيقي من خلال خطبة الجمعة التي اصبحت موجهة ومن ثم الانتقال الى تربية الاقران ورفقاء السوء ودور الملاهي وتعاطي الخمور والمخدرات وتشكيل عصابات السطو على السيارات والسرقات ادى لانتشار ظواهر غريبة تستقوي على هيبة الدولة الاردنية وهي عادات دخيلة على المجتمع الاردني.
وبين أن تغير منظومة القيم الاجتماعية تزامن مع انتشارها انكار لهيبة الدولة وتفكك بعض مؤسساتها ما ادى الى ادخال مفاهيم جديدة كالأمن الناعم الذي تخلت فيه بعض الاجهزة الامنية عن بعض مهامها حيث اصبحت الجامعات بيئة خصبة لاستقطاب المشاكل العابرة للمؤسسات.
واضاف 'اعتقد ان بعض الايدي الدخيلة اصبحت تلجأ الى ترحيل مشاكلها من الشارع الاردني الى الحرم الجامعي والتي تحولت فيها السلوكيات الطائشة الى سلوكيات عدوانية مسلحة احيانا'.
وعن تأثير الربيع العربي قال 'ان الربيع العربي رفع سقف الحرية وقلل من وصول الايدي الامنية في الوقت المناسب للقضاء على السلوكيات الطائشة'.
وحول الحلول لمعالجة هذه الظاهرة قال الطراونة 'ان الدولة الاردنية مرت بفترة عصيبة غيبت فيها القيادات العشائرية الحقيقية وتم اغتيال شخصيات معظم الساسة الاردنيين وكبار رجالات الدولة ما ساهم بتطاول هؤلاء الاشخاص على هيبة الدولة والمؤسسات'.
وطالب الطراونة الدولة ببسط هيبتها على كافة المؤسسات وتعزيز قيم الشخصيات العشائرية الاردنية وإعادة الهيبة لها ضمن اطار المسؤولية القانونية لكل من يثبت تورطه بإحدى القضايا والبدء بسحب الاسلحة النارية من المواطنين وتطبيق قانون الذخائر والاسلحة على الجميع وبالتساوي وتحت طائلة المسؤولية.
ودعا الى اعطاء الامن الجامعي صفة الضابطة العدلية او استحداث الشرطة الجامعية كما هو معمول بالجامعات الاجنبية اضافة الى رفع معدلات القبول الجامعي واعادة التدريب العسكري وتعزيز استقلالية الجامعات وانتقاء المسؤولين في الدولة على قاعدة اصحاب دولة وليسوا اصحاب منافع خاصة.
*الدكتور يوسف ابو العدوس
وقال رئيس جامعة الزرقاء الدكتور يوسف أبو العدوس ان العنف الجامعي اصبح ظاهرة ولم يعد حالة في الجامعات الاردنية وبدأ يشكل خطورة بنتائجه الكارثيّة على المجتمع ما يستدعي تكاتف الجميع لمعالجته والخروج بالحلول الناجعة له.
واستعرض الدكتور ابو العدوس تجربة جامعة الزرقاء بمكافحة العنف الجامعي من خلال إصدارها وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة في حينه وثيقة بعنوان 'جامعة الزرقاء..خالية من العـنف' حيث وقع على الوثيقة نحو سبعة الاف طالب وطالبة، اكدوا التزامهم بمضامينها التي تدعو الى نبذ العنف الجامعي ما يؤدي الى تعظيم القيم الاجتماعية الجامعية النبيلة وتهيئة المناخ المناسب لاكتساب المعرفة العلمية والمساهمة بازدهار الوطن وتعزيز مسيرته.
ودعا ابو العدوس رؤساء الجامعات الاردنية الى الاجتماع لدراسة ظاهرة العنف الجامعي بكافة صورها ومناقشتها لجهة معرفة اسبابها والخروج بتوصيات تشكل بمجملها حلولا مناسبة لمعالجة هذه الظاهرة والتي اصبحت مقلقة للمجتمع بكافة شرائحه.
واشار الى ان الجامعة بصدد الدعوة الى مؤتمر يشارك فيه رؤساء الجامعات وعمداء شؤون الطلبة في الجامعات وطلبة جامعات ورجالات المجتمع المحلي لوضع وثيقة لبحث اسباب ظاهرة العنف الجامعي بموضوعية والخروج باستراتيجية تشكل اطارا لمعالجة هذه الظاهرة بحيث تكون ملزمة للطالب ويتبناها المجتمع.
واكد اهمية احترام القوانين والانظمة ما يؤدي الى الامن والاستقرار ومعاقبة كل من يحاول انتهاك تلك القوانين، فعلى الطالب الجامعي ان يتحمل مسؤوليته ويدرك حجمها ومن هذا المنطلق يستطيع الطالب ان يكون مساهما فاعلا بالقضاء على هذه الظاهرة وتوعية زملائه بمخاطرها وتجاوزها، مشيرا الى ان جامعة الزرقاء اتخذت عقوبات رادعة بحق احد الطلبة الذي حاول الاعتداء على احد اعضاء الهيئة التدريسية فيها.
وقال ان الاعلام له دور مميز في التوعية بمخاطر العنف الجامعي، اضافة الى دور الاسرة لتنشئة الاجيال على القيم والمبادئ النبيلة ما يؤدي بالتالي الى تحقيق الفائدة التي جاء الطلاب لتحقيقها فهم قادة المستقبل وعنوانه.
*الدكتور نبيل شواقفة
ورأى رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور نبيل شواقفة ان العنف الجامعي هو انعكاس للعنف المجتمعي وهو ظاهرة دخيلة على المجتمع ولا بد من الاعتراف بأنه ظاهرة موجودة لا بد من معالجتها، مبينا ان معالجته تبدأ من المجتمع الى الجامعة وجميع المؤسسات المعنية بقطاع الشباب ومؤسسات المجتمع المدني والاعلام بجميع وسائله.
واضاف 'يقع على الجامعات دور اساس يجب ان يتم باتخاذ اجراءات داخل الحرم الجامعي للحد من هذه الظاهرة وترسيخ مبدأ الحوار من خلال المحاضرات والانشطة سواء المنهجية او اللامنهجية، اضافة الى التواصل بين الطلبة واعضاء هيئة التدريس والادارات الجامعية'.
وطالب بإشراك المجتمع المحلي بنشاطات التوعوية للجامعات واشغال الطلبة في النشاطات المنهجية او اللامنهجية وتوجيه طاقاتهم نحو الاتجاهات الايجابية وترسيخ مفهوم المساواة والعدل بين الطلبة، اضافة الى الاهتمام بالطلبة من ذوي الظروف الخاصة، داعيا الى ايجاد بيئة جامعية آمنة داخل الحرم الجامعي وان يكون هذا الحرم محميا من دخول الظواهر السيئة إليه بالتأهيل والمراقبة.
*الدكتور طه العبادي
واكد رئيس جامعة الحسين بن طلال الدكتور طه خميس العبادي ان احداث العنف التي شهدتها الجامعة اخيرا لا يمكن النظر اليها بمعزل عن ظاهرة العنف الجامعي التي عصفت وما زالت بعدد من جامعتنا الاردنية.
واعتبر الدكتور العبادي ان المتغيرات الاجتماعية القت بظلالها على الحياة اليومية للمجتمع الاردني وباتت كذلك تتحكم في تصرفات الفرد الذي اصبح رهينة لها.
وقال ان العشائرية التي تتمتع بقيم انسانية واجتماعية نبيلة ألبست ثوبا من العصبية والجاهلية لا يليق بتاريخها المشرق، فيما صنع منها البعض شماعة للفشل ومظاهر العنف في المجتمع والجامعات.
واكد ان العادات والاعراف العشائرية وما عرف عنها من انضباط والتزام بالدين وتعاليمه السمحة والاخلاق العربية الحميدة لم تكن يوما مثارا للعنف والاضطهاد، مبينا ان القيم العشائرية كانت ملاذا لحل الكثير من الخلافات الكبيرة الاجتماعية والعشائرية منها.
وبين الدكتور العبادي ان الربيع العربي وتبعاته اسهم بشكل كبير في زيادة مظاهر العنف المجتمعي والجامعي في المملكة بشكل عام من خلال ما اوجده من مظاهر وطرق متعددة للتعبير عن الرأي والمطالب التي رافقها تطاول على الدولة ومؤسساتها وقانونها.
واكد ان إفرازات الربيع العربي جعلت الكثير من المسؤولين يشعرون بأنهم يديرون المسؤولية وسط 'حقل من الالغام' , معتبرا ان التهاون في تطبيق القانون حفز البعض لافتعال ما قال انه ازمات اجتماعية جعلت من العنف ثقافة مكتسبة واسلوب حياة لدى الناس في الوصول الى اهدافهم.
ودعا الى اهمية فرض هيبة الدولة وتعزيز سلطة القانون واحترام سيادته وعدم التهاون في تطبيق القانون وتنفيذه لإعادة الهيبة للدولة وفرض قوتها وسيطرتها في ظل مراهنة البعض على فقدان الدولة لهيبتها وحضور مؤسساتها.
وقال ان الامن الجامعي لم يعد بمقدوره ضبط الامور في الجامعات لافتقاره الى الصلاحيات، داعيا الى منحه صفة الضابطة العدلية ليكون بمقدوره لعب الدور المنوط به داخل الحرم الجامعي.
واكد الدكتور العبادي اهمية التنشئة التربوية للطلبة في المنزل والمدرسة قبل الحياة الجامعية من خلال تعميق الشعور لدى الطالب بعظم المسؤولية الملقاة عليه بالجامعات وكذلك تعزيز قيم التسامح لدى الطالب، داعيا الى اعادة النظر في سياسات القبول بالجامعات وبخاصة للطلبة من ذوي المعدلات المتدنية واعادة توزيع الطلبة على مختلف الجامعات الاردنية بما يحقق التمازج بين الطلبة وتبادل الافكار فيما بينهم.
*الدكتور عبدالله الموسى
وقال رئيس جامعة اليرموك الدكتور عبدالله الموسى ان ظاهرة العنف الجامعي شهدت اخيرا تسارعا في وتيرتها ونتائجها ما يثير الكثير من المخاوف حول وجود اياد خفية ترغب بدفع المملكة وأمنها الى حالة من الضعف والفوضى وعدم الاستقرار.
واعتبر الدكتور الموسى ان ما يجري في جامعاتنا لا يمكن ان يكون مصادفة في ظل انتشار ظاهرة العنف الجامعي واتساع رقعتها وزيادة آثارها المجتمعية وارتقائها الى مستويات تعدت الحرم الجامعي ووصلت آثارها الى المجتمع ومكوناته وخلفت الكثير من الاصابات في الارواح والاضرار بالممتلكات.
ورفض الدكتور الموسى ربط العنف الجامعي بالعشائرية التي اعتبرها تتمتع بقيم العدل والمساواة والتسامح ولا يمكن ان تكون مثارا للحقد والكراهية والنزعة المناطقية والاقليمية.
واعتبر ان تأثيرات الربيع العربي باتت حاضرة في جامعاتنا الاردنية من خلال ما اوجدته من شعور وجرأة لدى البعض حول سهولة التعدي على الدولة ومؤسساتها والقوانين الناظمة لها دون محاسبة او عقاب.
واكد ان التهاون في تطبيق القانون وفرض هيبة الدولة من خلال بعض التدخلات العشائرية والمجتمعية شجع الكثير من الناس على الاستمرار في هذا النهج غير الحضاري والذي عزز الرغبة لدى البعض في افتعال العنف وإثارته.
ودعا الدكتور الموسى الى ما اعتبره وقفة مع الذات اول،ا ومع وطننا الغالي ومع جامعاتنا وصروحنا التعليمية للخروج من نفق العنف المجتمعي والجامعي وتغليب المصلحة الوطنية العليا على غيرها من المصالح الى جانب العمل على فرض هيبة الدولة وقوانينها وعدم التهاون في هذا الامر.
وشدد على ضرورة الالتزام بالأنظمة والقوانين والتعليمات الناظمة للحياة الجامعية وايقاع اشد العقوبات بالمتسببين في مظاهر العنف الجامعي دون الرضوخ لأي ضغوطات مهما كانت.
وقال رئيس جامعة اليرموك ان هناك حاجة ملحة لتوفير ما قال انه الحماية الاجتماعية والقانونية والعدلية للأمن الجامعي الذي لم يعد بمقدوره فرض قوانين الجامعات وانظمتها من خلال منح الامن الجامعي صفة الضابطة العدلية كما كان معمولا به في وقت سابق.
ودعا الى اعادة النظر بسياسات القبول الجامعي والارتقاء بالعملية التعليمية في الجامعات الاردنية وايجاد برامج لامنهجية من شأنها إشغال اوقات الفراغ لدى الطلبة.
بترا
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو