الأحد 2024-12-15 02:24 ص
 

رؤيا في خطاب جلالة الملك ..

06:19 م

إسراء أبو جبارة - يقف جلالة الملك عبد الله الثاني مخاطباً الشعب الأردني في كافة مواقعه و مستوياته .. فالشعب الأردني غالي على قلب الهاشميين فلم تختل تلك المحبة رغم صعوبة الأزمات التي مر بها و رغم ردات الفعل الذي قام بها بعض أبناء الوطن بما يسمى بالاعتصامات و المظاهرات و الاضرابات و الحراكات الفوضوية التي مست ممتلكات الوطن و أرواح أبنائه ووضع اصابع اللوم على هؤلاء الذين تخلوا عن شمات الأردنيين عرق و أصل.. يقف الملك بكل شموخ و فخر ويضع النقاط على الحروف لتعريف الشعب الأردني بحقيقة الأمور الذي قد يغفل عنها أو قد غفل عنها حقاً و حثه على ضرورة التلاحم و الاطمئنان بأن الأردن لا يزال قوياً و صامداً رغم التوترات السياسية في المنطقة المحيطة و الظرف الاقتصادي المربك للحياة و تزامن هذه الظروف مع توافد اللاجئين من كافة البلدان المنكوبة و صمود الأردن من أجل احتضان الشعب الأردني و ضيوفه و إن طالت مدة إقامتهم في البلاد.. اضافة اعلان


للأردن كما ذكر جلالته في خطابه الأخير له قواعد أساسية تستند على العشائرية التي اعتز بها و بقيمها و بالقبائل العربية .. فالعشائر الأردنية قوى لا يستهان بها من أقوال حكيمة و أفعال سديدة .. فهي لا تخضع للأقاويل و تتربص للفتن و تقف درعاً لحماية الوطن بكل ولاء و انتماء و إخلاص محتمين بقانون لا للخروج عنه.. فكل أردني هو ابن عشيرة مهما كبرت أو صغرت و عليه الالتزام بالأصول العشائرية التي عرف عنها في أنحاء المملكة.

لا يغفل جلالته عن المسيرة الإصلاحية التي يناشد بها منذ فترة و ضرورة السير بالإصلاح مهما كلف الأمر.. فالإصلاح لا يأتي إلا بالتزام المواطن بالقوانين و احترامها و تنفيذها و السير بها من أجل تحقيق العدالة .. فالقانون يحكم الجميع فلا يعلو أحداً على أحد.. فالفساد الذي سعى إليه بعض أبناء الوطن في مواقعهم و الإخلال بالمسؤولية و خلوهم من الأمانة في الحفاظ على أموال الدولة و سلبها من غير وجه حق.. سيتخذ القانون مجراه و سيكون رادعاً لمن بعده فلا يحق لمسؤول مهما علت مناصبه أن يتعدى على أموال الدولة و حقوق شعبها .. و سيلاحق بالقانون والقضاء على الفساد و استئصاله من جذوره كي لا تتفرع شجرة الفساد و تتبرعم أغصانه بلا ثمر يجنى..

إن الشعب الأردني لا يتصرف بفوضوية من جراء نفسه و دون الالتفاف إلى وطنيتهم و إحداث زلزلة في الأمن .. فهذا لا يحدث إلا بالإنصياع لتدخل خارجي يسعى لتفكيك قاعدته .. فما نشهده من شغب و عنف ما هو الا عمليات تهديد لزعزعة الأمن و بث السموم من أجل إقناع الشعب بمستقبل لا يبشر بالخير و إقناعه بضعف أمنه .. فالترابط بين الأردنيين لا يفسح المجال لأحد من اختراق أمنه .. فنحن الآن في مواجهة لقوى خارجية تتدخل في سياسات الدول من أجل السيطرة على سيادتها و تدميرها ... فالأردن يحتاج إلى قوام ثابت و سواعد متلاحمة لمواجهة تلك التحديات بدبلوماسية و عدم التسرع في اتخاذ القرارات التي قد تؤدي بأحداث لا يمكن السيطرة عليها إلا و كان الثمن غالياً..

الوعد و إن طال الوفاء به فلا يزال قيد الوفاء .. فالقضية الفلسطينية هي من مرتكزات الأردن و من أولوياته لإنشاء الدولة الفلسطينية و التي هي حق لكل فلسطيني على وجه الأرض .. فإنشاء دولة فلسطينية في أراضيها و حق العودة لأبنائها تلك مساعي الأردن دون التعرض للمساس بأمنها و قوامها .. فالمفاوضات التي كانت و التي لا تزال من أجل استقلالية الدولة الفلسطينية و التي لا تقوم على مصلحة طرف دون الآخر.. فبناء دولة فلسطينية معترفاً بها دولياً تحتاج إلى قرارات و سياسات تتحد عليها الدول قاطبة دون استثناء من أجل الحفاظ على تلك الدولة على مر العصور و إنهاء الصراع المزمن بين الدولتين المتصارعتين و بقيادة تطبق النظام دون التعرض لنظام وقوانين الدولة الأخرى.. فالتحلي بالصبر و الشجاعة لمواجهة تلك التحديات من أجل حل القضية الفلسطينية و تجاهل الإشاعات و الأقاويل التي تعرقل تلك المسيرة التي تبنت القضية الفلسطينية منذ نشأتها، فنحن نقترب من أبواب القدس الشريفة و لن نتراجع خطوة خلاف هذا التقدم..

الأردن دولة مستهدفة من قبل الدول المجاورة و يلجأ إليها المنكوبين لما يتمتع به من أمن و استقرار .. فنحن كشعب وقادة نفتح أبواباً رحبة لهولاء و التمتع باللجوء دون السماح لهم بالتعدي على أمنه و استقراره .. فالأردن يجند كل مساعيه من أجل المساعدة إلى حين الرجوع إلى مواطنهم الأصلية .. فالأردن وطن مستضيف و ليس بديل .. فلتعي هذه الشعوب و ما فيها الشعب الأردني بأن أولوية الإقامة هي حق للأردني في المرتبة الأولى .. فالأردن يعاني من تفاقم المشكلات بسبب توافد الشعوب الأخرى عليها .. و استغلال مواطنيها بشتى الطرق .. فعلى الشعب الأردني التعامل بوعي كامل في هذه القضية المعترضة و المفروضة على الدولة و الحفاظ على خيراتها لأبنائه .. فالأردن يصل إليه الدعم لللاجئين بما يكفي لحمايتهم دون أن يشكل خطراً بأمن الأردن و التعدي على مصالح شعبه..

الأردن بحاجة إلى ثقة شعبه في قواه .. فهو لا يتراخى مهما كانت الظروف .. و قد تجاوز الكثير من المحن و لا يزال صامداً لأجل مصلحة الشعب الذي لا يقبل التعرض إليه من أي جهة كانت .. فالأردن لا يتمتع بالأمن و الأمان إلا على أيدي قوة لا تتهاون و ولاء لا يتناقص و حكمة القيادة .. فكلنا جنود الأردن داخله و على حدوده، فالعراك بين الأفراد لا يأخذ الحق بل يؤدي إلى تفاقمه و ضياعه.. فليحرص كل منا على بقاء الأمن باتباع النظام و الحفاظ على الممتلكات الخاصة و العامة فلا ذنب إلا لمن تجرع السم و أغفل عن القانون وتهاون بقواه الامنية..

دام الاردن قادة و شعباً و أرض أمن و أمان...


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة