من محاسن الأقدار أن نعيش هذه الأيام قرب ذكرى ميلاد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأيضاً غداً عيد الميلاد المجيد أي ميلاد رسول المحبة والسلام عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وهما رسولان كريمان حملا رسالتين سماويتين بل إن المسيح عليه السلام بشر بقدوم محمد عليه السلام كما ورد في القرآن الكريم «ومبشراً برسول يأتي من بعده اسمه أحمد» ومحمد وعيسى عليهما السلام من أولي العزم من الرسل، وكانت منطقتنا العربية مهد الرسالتين، وعلى أرضها ولد محمد وعيسى وأنبياء ورسل كرام آخرون.
مولد سيدنا المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام وهو الذي نطق وهو في المهد يذكرنا بكلماته الأولى وكانت لأمه العذراء عليها السلام لحظة ولادته عندما خاطبها :- « أن لا تخافي ولا تحزني» وهو ذات المضمون الذي تحدث به عليه السلام عندما خاطب الناس وهو في المهد « وبراً بوالدتي» أي قيمة بر الوالدين فضلاً عن قيم السلام والمحبة التي بشر بها عليه السلام.
وهذه القيم النبيلة التي تخرج من مشكاة واحدة ونبع واحد جوهر كل الرسالات السماوية التي عبر عنها الرسول الكريم محمد عليه السلام بقوله « الدين المعاملة» و «خير الناس أنفعهم للناس» وغيرها من الأحاديث الشريفة التي تعرف التدين ليس فقط بمظاهر العبادات على أهميتها بل اولا بالمعاملة والسلوك والأخلاق التي يتعامل بها الإنسان مع مجتمعه بل مع كل من يصادفه في حياته.
والمسيحية ليست قادمة من الغرب بل هنا مهدها، وعلى أرضنا العربية كان المهد وكان مولد المسيح عليه السلام، وهنا أيضاً كل المقدسات المسيحية من كنائس وآماكن وأحداث، فهي جزء من هوية أرضننا وأمتنا وليست ضيفا قلقاً أو مشروعا مهاجرا أو هارب من تضييق أو ضيق أفق، والمسيحية جزء من هوية الأمة العربية فإن كان تهجيرها أو صناعة روح الغربة لدى أهلها غاية للبعض فإن نصاب هوية الأمة سيكون حينها غير مكتمل.
والإسلام منذ عهد النبوة والخلفاء الراشدين لم يكن يتعامل مع أي دين آخر بعقلية الإجتثاث أو صراع الوجود، وكان المبدأ القرآني واضحاً « لا إكراه في الدين...»
أي تكريس مبدأ التعددية في بقاء كل صاحب دين على دينه، ولهذا كان طبيعياً أن يكون جار النبي محمد عليه السلام يهودياً وأن تكون درعه عليه السلام مرهونة عند يهودي، ولو كان فكر الإجتثاث الذي نراه اليوم في فكر التطرف فكيف يكون اليهودي جاراً للرسول الكريم، وكيف يبعث محمد عليه السلام أتباعه إلى الحبشة فارين من أهلهم ليطلبوا الأمن عند ملكها المسيحي والذي قال فيه الرسول عليه السلام :- « إن فيها ملكاً لا يظلم عنده أحد».
أفق الدين الهي عظيم، وآفاق فكر البعض بحدود ثقافتهم وفهمهم الظالم للدين وجوهره لهذا يظلمونه ويظلمون أمتهم فلا يسلم من تطرفهم مسلم ولا مسيحي ولا حتى أبناء ذات هذه التنظيمات.
ونقول لأهلنا المسيحيين وهم يحتفلون غداً بعيد الميلاد المجيد كل وأنتم بخير، ونتمنى لهم أياماً سعيدة فعيدهم جزء من أجندة الأمة ومواعيد الفرح فيها.
وبعد أيام سنحتفل جميعاً بذكرى ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة والحكمة والخلق الكريم، الذي يريد منا أن نحتفل بكل مناسباتنا بأن نكون مسلمين خلقاً وسلوكاً مع أنفسنا ومع كل الآخرين وهو القائل عليه السلام «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو