الأحد 2024-12-15 08:20 م
 

سذاجة انتظار «الثلج»

08:55 ص



الناس في الاردن يتحدثون عن الطقس والتوقعات الجويّة، بتساقط الثلوج، بإهتمام ودهشة مبالغ فيها. وكأنهم لاول مرة يعيشون فصل الشتاء.اضافة اعلان


وأصبح هناك «منافسة» غريبة وعجيبة بين مرجعياتنا «الجوّيّة».

وتحوّل الوضع الى ما يشيه «لقاء القمّة/الكلاسيكو» بين فريق «برشلونة»، والذي نفترض أنه يمثله موقع «طقس العرب»، وبين «الارصاد الجوية» الحكومية، والتي يمكن ان تكون فريق «ريال مدريد».

وكل مشجع يرنو ويدافع عن «فريقه» الذي يعتبر «الأصدق والأصحّ».

ومثل قصة «ابريق الزّيت»، او مثل اغنية «الهُوّارة» استمرت «المماحكات» وامتدت بين الشيوخ والشباب والنساء والاطفال.

كل فريق، يستشهد بـ «خرائطه» التي «تخرّ منها المياه»، وأعني مياه «الخطأ».

والناس يا حرام «مساكين». يحتارون من يصدقون، «طقس العرب»، الخاص، أم «الارصاد الجوية»، الحكومية.

الناس مُنشغلون، كأنهم لأول مرة، يواجهون «برودة الطقس»، او كأن «الثلج»، «كائن» غريب عنا. يحتاج الى «استنزاف» طاقاتنا و»تجميع» قواتنا، للتعامل معه، كأحسن ما يكون التعامل.

وخلال الايام الماضية، احتدمت» معركة الترقّب»، وانعكس ذلك على «المخابز» ومحال بيع المواد التموينية، خاصة التي تقدم «العروض»: اشترِ بيضة وخذ الثانية مجانا.

حتى «معجون الأسنان»، تهافت الناس عليه، واشتروا «كمّيات» كافية لتنظيف اسنانهم طيلة مدّة «المنخفض/المُتوقّع»، بعد ان يكونوا قد « التهموا» ارتالا من الطعام،... وبلا رحمة!

الناس في الاردن، ينتظرون «الثلج» ليس لأنهم يريدون التمتع ببياضه، بل لكي يحصلوا على «اجازة مجانية»، تكون بمثابة «هبة ربانية»، خاصة وهم معذورون.فلا الشوارع مهيأة لـ «شمّات الهوا» ولا سياراتهم، الاّ ما ندر، جاهزة للتعامل مع الظروف الجوية وما يفرزه تساقط الثلوج.

الحكومة، هي الجهة الأكثر سعادة، كما أظن، لأن الناس، نأوا عنها، ولو، قليلا، وانشغلوا بما هو أهم. وهي تتأمل المشهد، بدهشة وابتسامة.

السؤال، ماذا لو انتهت «المباراة» بالتعادل «السلبي»، أي بسقوط «زخات خفيفة من المطر، ماذا سيفعل الناس بـ «شوالات» الخبز والكعك والقورشلّة والكستنا، بل ماذا سيفعلون بـ «معجون الأسنان» الذي اشتروه، ضمن «العروض» الموسمية؟

يا للغباء
يا للسذاجة!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة