شخصيات من الداخل

مستطيل أخضر يلوح على امتداد البصر، يقبع في نهايته الزميل المنافس. اللاعبون يحتلون المستطيل ... هذا جناح أيمن، وذلك أيسر ، هذا دفاع وذاك هجوم ،هذا معادي(منافس)وذاك صديق ... وهو يقف متحفزا طوال الوقت ليحمي مستطيله الخاص من الصواريخ العابرة للأفراد.اضافة اعلان

انه خط الدفاع الاخير والجدار النهائي الذي على فريق الخصم تجاوزه ... ينجح غالبا ويفشل أحيانا. أذا نجح يصف الجمهور للفريق، واذا فشل يلعنون (سنسفيل ) أبوه لوحده ....يصنع النصر فينال الفريق التقدير ..يهزم فيلعنه الجميع بمن فيهم اعضاء فريقه.
يخاطر بنفسه .. يطير باتجاه الكرة محاولا القاء القبض عليها، لكن قوانين الفيزياء لا يمكن تجاوزها ، وللجسد قدرات لا يمكن اجتيازها. جل ما يخشاه أخطاء اللاعبين الزملاء التي تعرضه الى مواجهة صعبة مع لاعب الخصم، وكرة صاروخية من مكان بعيد.
مربعه الصغير متناقض الابعاد... يراه اللاعب الخصم بالغ الضيق بفضل تغطية الرجل الطائر المحترفه ... اما رجلنا الطائر فيرى ان مستطيله الواقف بالغ الاتساع بفضل براعة الخصم وعدوانية الكرة.
انها لعبة... مجرد لعبة!!
لكن الحياة بأكملها هي لعبة مجرد لعبة .. تبداء بمستطيل صغير فوق الأرض(السرير ) وتنتهي الى مستطيل صغير تحت الارض.
(2)
صافرة...لباس قاتم... شورت...بوط رياضي وحركة سريعة بإتجاه عقارب الكرة وأقدام اللاعبين...... كرتات حمراء وصفراء .. دفتر ملاحظات... مساعدون على الخطوط...فريقان متنافسان... ومباراة.
بين النارين يقف القاضي الكروي وبيده الصافرة والكرتات الصفراء والحمراء ، لا يأبه لشتائم هؤلاء ولا لصراخ أولئك .... كل همه السيطرة على المستطيل الأخضر وعلى الفريقين المتحاربين المتنافسن على الفوز.
حكام الخطوط يساعدونه ..... لكن ..هو من يتخذ القرار، وهو من يتحمل مسؤوليته وتبعاته. نادرا ما يخطيء ، لكن خطأه قاتل ، وقد يؤدي بسمعته وبسمعة فريق خسر المبارة عن طريق الخطأ الذي اقترفه.
انه بشر في النهاية ، والخطأ ممكن ، لكنه يسعى ويتمنى تقليص هذه الاخطاء – خصوصا الخطرة منها – وتخفيف حدتها قدر الإمكان.
يتلقى اللعنات من الخاسرين ولا يأبه له الرابحون .
يكون الحاكم بأمره لساعة ونصف او اكثر قليلا .
لكنه بعد ان تنتهي المباراة لا يأبه به أحد، بينما يحتكر اللاعبون الذين كان يتحكم بسكناتهم وحركاتهم قبل دقائق ... يحتكرون عدسات الكاميرا، وصفحات الجرائد وأوتوغرافات المعجبين والمعجبات.