الأحد 2024-12-15 02:06 م
 

صباح الخير

04:13 م

أمي غادرتني منذ أعوام ، ومازال صوت هدهدتها علي في أذني كأنه الآن ...

' ننيه يا عين خلدون بدها تنام في حفظ الله والرسول اضافة اعلان

نامت عيون الناس وعين الله ما نامت
ما عمر شده يمه على مخلوق دامت '

بصراحة .. أحيانا كنت أصطنع النعاس كي أستمع لهدهدتها ولصوتها وأنام في حضنها بسلام .

أكثر هدهدة كنت أحبها ، هدهدة البارودة

' أه يا يمه شردان ما ريده واريد الشب الغاوي بارودته بيده
لأنه رمى وانتخى راس القوم بصيده ويرد كيد العدا وبارودته بيده '

على تلك الأغاني كنت كل ليلة انام ، وما أجمل النوم في حضن أمي كان .

الجميل أنني أحيانا كنت أستيقظ من نومي وأجد أمي ما زالت بجانبي ، فالقارص كان كثيرا في منزلنا ولوخفها علي ، كانت تبقى مستيقظة لتحميني من لسعات البعوض الغادرة ، وما أن أفتح عيني حتى تعود للهدهدة علي من جديد :

' يأبو الطقم الليموني قديش حقه يا عيوني
حبك ساكن في ضلوعي وفراقك عمى عيوني '

ماتت أمي وأنا كبرت ، وتعب العمر ومشقة النهار ترميني كل ليلة على فراشي مستسلما للنوم من غير هدهدة أمي .

لكن الأردن ما زال ينام كل ليلة على هدهدة رجال حقيقين مهمتهم الهدهدة عليه كي ننام فيه بأمن وسلام .

إلى نشامى المخابرات .... صباح الخير والله يعطيكم العافية .


المحامي خلدون محمد الرواشدة
[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة