الأحد 2025-01-19 08:43 ص
 

“صنم العجوة الديمقراطي”!

08:57 ص

قرار الو??ات المتحدة بإغ?ق سفاراتھا في أغلب الدول العرب?ة ?وم ا?حد الماضي، وتفو?ض السفارات بتمد?د ھذا ا?غ?ق، ?طرحاضافة اعلان

أسئلة عن مدى جد?ّة التھد?دات التي كشفت صح?فة ”ن?و?ورك تا?مز“ أنّ ا?جھزة ا?من?ة ا?م?رك?ة اعترضتھا خ?ل ا??ام السابقة،
وتف?د بأنّ ھنالك عم?ً ما ?حضّر عبر ”القاعدة“ ضد المصالح ا?م?رك?ة في الخارج!
مثل ھذا ا?جراء ا?حترازي ا?ستثنائي ? ?ُقرأ فقط في س?اق ھذه ”الرسائل“، بل أ?ضاً في إطار خش?ة إدارة الرئ?س باراك أوباما من
تكرار حادثة السفارة ا?م?رك?ة في بنغازي، وقتل السف?ر ھناك؛ إذ وُجّھت اتھامات شد?دة من الس?اس??ن ا?م?رك??ن ل?دارة ا?م?رك?ة
بعدم التعامل بصورة جد?ّة مع تحذ?رات وصلت مسبقاً باحتمال وقوع عمل كب?ر ضد السفارة ھناك.
?عزّز من المخاوف ا?م?رك?ة المؤشّرات التي تكشف عن عودة ”القاعدة“ خ?ل الفترة ا?خ?رة إلى المشھد بقوة، وتمكّنھا من إعادة بناء
قدراتھا ا?من?ة والعسكر?ة؛ فتمكّنت من تنف?ذ عمل?ات نوع?ة في العراق، وأطلقت سراح عدد كب?ر من السجناء من سجن أبو غر?ب، من
ب?نھم ق?ادات في ”القاعدة“ نفسھا. ھذا بالتوازي والتزامن مع صعودھا الجد?د في سور?ة، وحضورھا في كل من ال?من والعراق
وباكستان وأفغانستان.
المفارقة بأنّ ھذه ”العودة“ القو?ة للقاعدة جاءت بعد أن راجت فرض?ات انھ?ار التنظ?م في بدا?ات حقبة ”الرب?ع العربي“، مع بزوغ فجر
الثورات السلم?ة. وھي الثورات التي أربكت خطاب ”القاعدة“ نفسھ، الذي بني في ا?صل على ث?ث فرض?ات أساس?ة: ا?ولى، عدم
جدوى التغ??ر السلمي؛ والثان?ة، أنّ خ?ار الشعوب إقامة الدولة ا?س?م?ة؛ والثالثة، أنّ شرّ الب?ء ھي الو??ات المتحدة؛ الداعم الحق?قي
للنظام الرسمي العربي. ومن ثم، أدت ھذه الثورات إلى دفع ق?ادات ”القاعدة“ للق?ام بتطو?ر خطابھا نحو القبول جزئ?اً بالعمل السلمي،
والترك?ز على مطلب إقامة الشر?عة ا?س?م?ة، وعدم ا?صطدام مع حركة الشارع.
تلك الفرض?ات بدت متھاو?ة متھافتة مع ثورتي مصر وتونس؛ فالتغ??ر السلمي أثبت جدواه، والشعوب خرجت طلباً للد?مقراط?ة والعدالة
والحر?ة، والو??ات المتحدة قدّمت خطاباً تصالح?اً مع ھذه الثورات في البدا?ة. إ?ّ أنّ ا?نتكاسة التي تعرّضت لھا الموجة الثان?ة من
الرب?ع العربي، والدخول في ”طور العسكرة“، ومن ثم ا?زمات التي حاقت بدول الرب?ع العربي ا?خرى، وتحد?داً في مصر، ثم ا?نق?ب
ا?خ?ر.. كل ذلك كان بمثابة ”ھد?ة تار?خ?ة“ للقاعدة، وكأنّھ جاء تأك?داً لخطابھا ا??د?ولوجي ودعا?تھا الس?اس?ة وا?ع?م?ة وردّ
ا?عتبار لھا.
?لخّص ذلك زع?م ”القاعدة“ أ?من الظواھري، الذي عنون خطابھ المخصّص لعزل الرئ?س محمد مرسي بـ“صنم العجوة الد?مقراطي“،
وأعاد ف?ھ طرح موقفھ من الد?مقراط?ة، بالتأك?د على أنّھا ل?ست الطر?ق لتحق?ق التغ??ر (أو إقامة الدولة ا?س?م?ة)، ود?لة ذلك الواضحة
ما حدث مع إخوان مصر، وقبلھم إس?م?و الجزائر. إذ بالرغم من كل الضمانات والتناز?ت، وفقاً للظواھري، التي قدّمھا ا?خوان
المسلمون، إ?ّ أنّ القوى العم?قة في الداخل، والو??ات المتحدة، ? تقبل بالد?مقراط?ة التي تأتي بإس?م??ن، ما ?عني أنّ على ھؤ?ء اخت?ار
طر?ق أخرى ?كون ھدفھا إقامة ”دولة إس?م?ة“ بصورة واضحة.
بالطبع، رفضت ق?ادات من جماعة ا?خوان المسلم?ن في مصر خطاب الظواھري، وأكّدت تمسكھا بالخ?ار الد?مقراطي والسلمي، وعدم
قبولھا ھذا اللون من الخطاب. لكنّھ خطاب (في المقابل) ?ستھوي ا?ج?ال الشباب?ة الجد?دة المندفعة، والتي تشعر بمرارة شد?دة من موقف
الو??ات المتحدة في مصر، وحتى في سور?ة (إذ تقف مكتوفة ال?د?ن أمام مجازر النظام). وھو ما ?ع?د الع?قة ب?ن الت?ار ا?س?مي
العر?ض، ومعھ شر?حة واسعة في المجتمعات العرب?ة والمسلمة، وب?ن ا?دارة ا?م?رك?ة إلى ”المربع ا?ول“!
بذلك تكون إدارة أوباما في تحس?ن صورتھا في العالم العربي، ومحاولتھا تقد?م مقاربة مختلفة مع بدا?ات ”الرب?ع العربي“، قد انتھت إلى
وضع أسوأ من السابق!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة