الخميس 2024-12-12 12:40 ص
 

.. على شبر ماء!

08:25 ص

جمّع أهل الصوت العالي، والمهرجانات، والخطابات النارية ما قيمته 4ر1 مليون دينار للأهل في غزّة، ولا نعرف كيف سيصل هذا المبلغ إلى مستنقع الدم الفلسطيني،.. ولكننا نعرف أن هذا المبلغ لا يبرر كل هذا الهجوم على البلد والحكومة والنظام السياسي، وهذه «الشنخرة» على الناس و»التفاشر» عليهم.اضافة اعلان

ترى هل يوازي مبلغ 4ر1 مليون دينار كلفة شهر واحد للمستشفى العسكري الأردني في غزّة..؟؟ وكم في معادلات العطاء والوطنية تعادل هذه القوافل الأردنية، أو التي تمرُّ عبر الأردن من أشقاء يعرفون الواجب، ويقدمون دون مِنّة؟!
جماعتنا «يطيشون على شبر ماء»، كما يقول الفلاحون، وحين نستمع إلى الخطابات الناريّة، نحسب أن أصحابها عادوا لتوهم من غزة، وأنهم يفاخرون بجهادهم.. ونحسب أننا كنا طوال الوقت نحارب مع المعتدين الإسرائيليين!!، وهذا ليس جديداً، فقد سمعنا من أحد قادة الاخوان لدى نجاح مرشحي حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني.. سمعنا منه أن الجماعة مستعدة لتسلّم الحكم في الأردن. دون أن يكون هناك رابط منطقي بين المجلس التشريعي في منطقة الحكم الذاتي الإداري، وبين مجلس الأُمّة الأردني!
ولعل ظهور مجموعة من الذين يغطون وجوههم ببرقع أسود في مظاهرات البقعة، وخروجهم إلى الشارع ومهاجمة السيارات المسافرة إلى الشمال.. بالحجارة، لم يكن بعيداً عن التكهنات المعروفة للجماعة.. فهم يريدون تخويف الناس، وعلى طريقة نقتلكم ونحكمكم.. فما الفرق حين يطلع المقنّع على الناس بهذه العدوانية، وبين داعش اياه وبينهم، سوى هذه الأسلحة التي من أسهل الأمور الحصول عليها!
إنّ الكلام المعسول عن الاعتدال والوسطية لم يثبت أبداً حين يفلت الزمام.. وحين تُفتح الأبواب للعمل المسلح.. فشيوخ الاعتدال والوسطية جلسوا في خيمة العزاء بالزرقاوي، ووعدوا أقرباء «الشهيد» بأنه سيشفع لهم بسبعين يوم القيامة، وهؤلاء بالاعتدال والوسطية ذاتها رفضوا قبول الذين قضوا بالعشرات في تفجيرات فنادق عمّان.. رفضوا وصفهم بالشهداء، وسمعنا بعدها بأنهم «ماتوا حين كانوا يحضرون عرساً»، وكأن العرس خيانة وطنية، وكان الذي يموت على يد منتحر مجنون إنما هو.. «فطيسة»، يجب دفنها فقط!
إننا نحاول قراءة مشهد المهرجانات والاعتصامات والتبرعات، طيلة شهر من كارثة غزة، وتكون النتيجة 4ر1 مليون دينار.. وهي كما قلنا لا تكفي لهذا الحجم من الشتم والتعريض والتخوين للبلد والحكومة والنظام السياسي!!. ولا تساوي كلفة شهر واحد للمستشفى العسكري الأردني في غزة!
وننسى كل الكلام الكبير الذي يرد تباعاً من الذين حضروا المهرجانات.. والحركات «العسكرية» والأقنعة التي خرجت بالحجارة على سيارات الناس!
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة