باتريشيا أحمد الحجاوي - شعور مقرف ومقزز ذاك الذي انتابني مساء أول أمس الجمعة وأنا أتنقل بين صفحات المواقع الإخبارية وصفحات الفيس بوك بين مجموعات وصفحات شخصية لبعض الأصدقاء. ذاك الشعور انتابني بعد أن قرأت العديد من المواضيع المتعلقة بالحجاب والتي من شأنها تشويهه بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة.
وأكثر ما أثار اشمئزازي بعض صفحات الأصدقاء ممن يحملون في هويتهم 'الديانة مسلم' والتي هاجمت الحجاب بصور تشبه من يرتدينه بالوحوش والعفاريت، معقبين على الموضوع بدعوة لخلعه كون الإسلام كلف به زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام فقط متبجحين في ذلك أنها دعوة للمدنية والحضارة.
اعذروني حين أقول لكم 'أنكم تهرفون بما لا تعرفون' وسحقا لعقول مغلقه منغلقة متأثرة ومتشبعة بثقافة دسها الغرب, فأصبحتم عبارة عن آلات تسجيل تردد ثقافتهم المسومة ليس إلا.
وفي عودة لموضوعنا, إضافة إلى ما تناقله البعض عبر صفحات التواصل الاجتماعي ومن ضمنها الفيس بوك فقد تناقلت أيضا بعض المواقع الإخبارية عداء الغرب للحجاب والذي يقع ضمن عدائها للإسلام في دعوة ساذجة إلى التحضر والمدنية والديمقراطية.
قضية الحجاب ليست بقضية جديدة, وقد كانت ولا تزال جزء من السياسة الغربية في محاربة الإرهاب الإسلامي المزعومة.
وتعد مسألة الحجاب من عواقب السياسة العنصرية التي تمارس ضد المسلمات في تلك الدول الغربية, بل إنها جزء منه.
وعندما تأكد هؤلاء الحاقدين أن حجاب المرأة المسلمة 'ونقصد هنا الحجاب بمختلف أنواعه وليس النقاب فقط' آخذ في الانتشار وسط نساء المسلمين لم يجدوا بداً من إعلان الحرب عليه.
وعلى الرغم من أن الدساتير الأوربية تكفل الحريات الدينية إلا أن العلاقة القانونية بين الدولة والدين تختلف كثيرًا من دولة لأخرى, إلا أنه في العموم يلاحظ أن معظم دول الاتحاد الأوروبي ما زالت تفتقر إلى الإطار التشريعي الواضح فيما يتعلق ببعض القضايا الرئيسية التي تؤثر على الممارسة الدينية والتماسك الاجتماعي.
فعلى الصعيد الأوروبي, ذكر تقرير أوردته منظمة المؤتمر الإسلامي عن هيئات و مؤسسات غربية رسمية أن مؤسسات معتبرة, أجرت دراسات ومسوحات تحذر فيها من حملة عدم التسامح التي يتسبب بها مسلمو أوروبا، فضلا عن الأعباء الاقتصادية والاجتماعية التي تترتب عن هجرة المسلمين وفق منظور هذه الدراسات التي تم استغلالها من قبل ساسة أوروبيين لتحقيق أغراض انتخابية, واستعرض التقرير أبرز هذه المنشورات تمثلت في كتاب الدنمركي فليمنغ روز 'طغيان الصمت', وكتاب ثيلو سارازين 'ألمانيا تزيل نفسها', حيث يحذر الكتابان من أن الإسلام يمثل خطرا وطنيا على أوروبا.كما لعب الإعلام الغربي دورا ضمنيا من خلال ربط الإرهاب والعمليات الإرهابية بالمسلمين من خلال دمج الاعتداءات الإرهابية مع مفردات 'مسلم ومسلمون وإسلامي', ما أدى إلى انعكاسات سلبية على فرص العمل, والخدمة الصحية في بيئة العمل التي يعاني المسلمون تمييزاً واضحاً.
ففي نيوزيلندة على سبيل المثال والتي يشكل عدد السكان المسلمين فيها أكثر من 40 ألف مسلم,وقد صرحت إحدى الطالبات المسلمات بجامعة 'فيكتوريا' قائلةً: 'أعلم جيداً أنه لدى الانتهاء من دراستي سأواجه العديد من المشكلات لإيجاد عمل بسبب ارتدائي للنقاب ومن الممكن ألا أجد قط'. وفي حدث آخر تم إجبار سيدتين على النزول من حافلة بسبب ملابسهما الإسلامية.
أما في أمريكا فقد قامت مسلمة أمريكية بمقاضاة شركة للطيران بعد القيام بتفتيشها وإجبارها على ترك الطائرة بمطار 'سان دييجو' الدولي ورفض سفرها في؛ حيث أكد فريق الطائرة عدم ارتياحهم لاصطحابها على إثر مكالمة تليفونية قامت بها. وقد أكد المحامي 'جيمس مك إلروي' أنها تعرضت للشكوك بسبب كونها مسلمة، وأنها لو لم تكن محجبة وكانت متبرجة لما تعرضت لذلك, وهو ما جعلها تشعر بالحرج والخوف والإهابة مُطَالِبةً بالتعويض لما تعرضت له من تمييز ديني وعرقي.
وما الحال في ألمانيا بأفضل من غيرها, فقد وصل الأمر لدرجة مداومة الاستخبارات الداخلية, والأجهزة الشرطية المختلفة على مراقبة المسلمين ومنظماتهم منذ فترة طويلة سبقت أحداث الحادي عشر من سبتمبر, وتكثيف الدوائر الأمنية لهذه الرقابة بشكل غير مسبوق في العامين الأخيرين, ودأبها على القيام بحملات دهم وتفتيش مفاجئة وغير مبررة للمساجد ومقار الهيئات والمراكز الإسلامية ومنازل المسلمين.
كما تعد أسبانيا هي الأخرى من الدول الأوربية التي تمارس التمييز ضد المسلمين, حيث قامت إحدى الولايات الإسبانية بإغلاق كبرى المساجد بعد ملاحظة زيادة عدد المصلين بها!, حيث أصدر رئيس بلدة ' لايدة ' الواقعة شمال شرق منطقة كتالونيا الإسبانية بإغلاق أكبر مساجد بلديته من حيث عدد المصلين بعد تجاوز عدد المصلين به الألف نسمة, علمًا بأن المسجد الذي كان يستخدم من قبل كجراج لخدمة الشاحنات لا يمكن أن يسمح بأن يتجاوز عدد المصلين به مائتين وأربعين مصليًّا.
ولكن في اسكتلنده كان الأمر بخلاف سابقيه, فقد قضت محكمة 'كيركلدي' الاسكتلندية بمعاقبة 'دونكان جاندي' 31 عامًا بالسجن 135 يومًا لقيامه بجذب النقاب من على وجه ورأس إحدى المسلمات تحت تأثير المخدرات والكحوليات،وقد اعترف المتهم الاسكتلندي بارتكاب جريمته.
وما يجدر بنا ذكره هنا في هذا السياق أن مراكز الأبحاث التي تقوم بعمل دراسات تهدف فيها إلى تشويه الإسلام وربطه بالإرهاب هي الأكثر تقاضيا للرواتب.
وأخيراً فلا يستغرب ما يحدث من كل تلك الدول التي ترفع لواء الصليب حيث أن رأسهم المتمثل الفاتيكان والذي ينفق مليارات الدولارات في سبيل التنصير في العالم الإسلامي خصوصا في مناطق الحروب والتي يمنع فيها المسلمون وجمعياتهم الاغاثية من نجدة إخوانهم - تحت مسميات محاربة الإرهاب - المتضررين من الحروب العدوانية عليهم مثل أفغانستان والعراق وغيرهم, يحذر من تأثير المسلمين على الهوية الأوربية؟ فما الذي يقوم به المسلمون في الغرب المحاصرون إعلامياً والمراقبون أمنيا من أنشطة ونشاطات والتي تقلقهم إلى هذا الحد؟.
والآن هل من مشمر أو مشمرين لنصره الإسلام ودعوة لصحوة إسلامية صحيحه, ندافع فيها عن الإسلام بمفهومه الصحيح, ونحارب كل من يحاولون تشويهه بالأدلة والبراهين وتوضيح المعاني والمفاهيم الإسلامية بشكلها الصحيح؟؟؟ هل من مشمر؟؟
يا من يسرني قربك .. سوى رضاك لا أريد ' الله '
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو