السبت 2024-12-14 07:59 ص
 

عيد ميلاد الملك

12:08 م

أصبح عمر الملك الان (53) عاما , وكما يقال :- كثر الشيب ولكن القلب ما زال شابا ..وأنا لا اكتب عن المناسبة من زاوية أني كاتب مناسبات , ولكني أكتب من زاوية , الإحساس بالعمر ..والإحساس بتعب المشوار .اضافة اعلان

(53) عاما عبرت من عمره , أمضى منها (16) عاما في الحكم ...وحين يمر عيد ميلاد المرء عليه يتذكر محطات من حياته , ويقيم العمر الذي عبر ...ولا أظن أن سنة مرت كان الملك فيها مرتاحا ...ففي بداية حكمه سقطت بغداد , وتحملنا أزمة لاجئين تقصم الظهر وعبرناها بكل تعبها , وفي بداية حكمه أيضا .. إندلعت الإنتفاضة الفلسطينية الثانية ..وتحملنا ضغوطا لا تحتمل ...ثم جاءت تفجيرات عمان التي أودت بحياة العشرات من أهلنا , وبلعنا حزننا وعبرنا ..المشهد وبعد ذلك خذله البعض , في مواقع المسئولية ...ويجب أن نكون صريحين حين نقول أن بعضهم خذلوا الملك ولم يكونوا بحجم ..التحدي ولا بحجم المرحلة ...
ثم مر الربيع العربي , والبعض بشر بإنتهاء الدولة , والبعض بشر بالفوضى ..وكانت مرحلة قاسية بكل معطياتها , فتلك المرة الأولى في عمر وطن متسامح مبني على الوئام والتي يتطاول فيها البعض ويشتم , ويتجاوز , ويهدد ...وتحملنا المرحلة بكل السكاكين المغروسة في الخاصرة ..وكان من نتيجتها ظهور محافظة جديدة في الأردن تحتضن عشرات الالاف من اللاجئين السوريين وهي الزعتري ...
وها نحن اليوم ..أيضا نمر بأزمة الطيار الأسير (معاذ الكساسبه) ...ويشبه حالنا قول المتنبي :- على قلق كأن الريح تحتي ..تسيرني يمينا أو شمالا ..
(16) عاما في الحكم , مرت على الملك ...فيها قلق , فيها قتال ..فيها سقوط دول وبروز أخرى , إنهيار زعامات كبيرة...ودماء تسيل في عواصم عربية لم نكن نتوقع في يوم من الأيام أن يكون المشهد فيها دمويا بهذا الشكل ...
لم يطل بالرغم كل هذه الظروف , عابسا , لم يشك يوما ...لم يهدد الناس يوما , ولم يستعمل قبضة حديدية ....
ظل في كل مشهد وكل زيارة , مبتسما متسلحا بالأمل ...حاملا أحلام الناس على كفيه ...ولم يشك ممن خذوله , أو ممن لم يحسنوا التصرف حين حملوا أمانة المسئولية ...وهاهو اليوم يمر أيضا بأزمة متعبة أزمة الطيار الكساسبة ومع ذلك ما زال يحمل إبتسامته , ويتسلح بالأمل والغد الافضل .....
كل ما أود قوله للملك في عيد ميلاده , لقد كثر شيبك ...أدري مولاي ولكن الحب مازال في قلبك , والإبتسامة ظلت على محياك بالرغم من تعب هذا المشوار ..والإصرار ما زال هو ذاك الإصرار الذي إبتدأت فيه مشوار الحكم ..لك السلام والحب ...وأعانك الله .
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة