الأحد 2024-12-15 06:41 ص
 

في شركة الكهرباء يصعقنا الروتين

10:22 م

فايز شبيكات الدعجه

-انقطع التيار الكهربائي عن منزلنا انقطاعا كاملا قبيل انتصاف ليلة من ليالي الثلج الماضية.صبيحة اليوم التالي وبعد مئة اتصال حضر فريق الطوارئ التابع لشركة الكهرباء، وغادر بعد بضعة دقائق ، معلنا أن العطل في الكيبل الأرضي ،وسيأتي فريق آخر مختص لإجراء اللازم .
حضر هذا الفريق الآخر ظهر ذات اليوم وأجرى كشفا خاطفا ،وقال كبيرهم سيأتيك اليوم من يوصل التيار مؤقتا ،بينما وشوشنى أحدهم محذرا ،وقال الكيبل المعطوب لك ،وإياك أن تمكنهم من أخذه ...لم يأت ذلك الفريق بعد انتظار طويل دام طوال النهار.
ومع ان غرفة عمليات الطوارئ كان قد صعقها تيار الشكاوي ،وبدا حالها مرتبكا ومتشنجا والاستجابة رديئة ومتوترة ، فأن هبوط الليل زاد مخاوفي من استمرار الظلام ليلة أخرى في المنزل ، فأمعنت بإجراء الاتصالات السلكية واللاسلكية ،منها على سبيل المثال عشرين مكالمة مع طوارئ الشركة ،والغريب أنهم كانوا يسألونني كل مرة عن العنوان، فقلت لهم أخيرا وقد يئست (درب التبانة- الكرة الأرضية -الأردن –طبربور- آخر طلعة العلكة)،فأبدى الموظف انزعاجه قائلا، عليك أن تكون هادئا وساكنا ولا تتحرك، فلا يهمنا كثيرا ولا قليلا انقطاع التيار عن منزلك .أجبته ..انك محق فيما ذهبت إليه لكن أرجوك اعذرني ،فأنا في هذه الساعة أرعن، وصاحب الحاجة كما تعلم يا سيدي أرعن، لكنه رفض العذر وتمادى وقال .. وبعدين معاك هلكتنا يا رجل حل عنا يا ..ولا تعاود الاتصال ،وحالتك ليست حالة استثنائية شاذة كما تظن، وهناك مناطق معتمة يزيد سكانها عن عشرة آلاف نسمة .
هز نفسيتي هزا عنيفا فانا إذن مجرد نسمة ،والأولوية للمناطق الكبيرة المعتمة ،ولن يعود التيار عما قريب ،وتبادلنا أشباه الشتائم والتهديد بالشكوى والوعيد ،وعندما حل الليل فعلا ،وفي ساعات الغروب زادت رعونتي ووسعت من دائرة اتصالاتي ،وامتدت محاولاتي لعمليات مديرية الأمن العام وكبير المناوبين فيها ،والدفاع المدني والمركز الأمني ،وشركة الكهرباء ،لكن فشلت جميعها أيضا ،وبعد عشرين ساعة من الانقطاع كانت كعشرين ألف ساعة مما تعدون ،عاد التيار بعد ان رويت كل التفاصيل لقائد شرطة العاصمة العميد فاضل الحمود ،فانجدني بحكم الزمالة ،وبحكم علاقاته الودودة الواسعة منهيا الجزء الأول من المعاناة ،وقد تم أبلاغي بأنه يجب حل المشكلة جذريا ،وبأنه جرى معالجة الوضع بصفة مؤقتا ليومين او ثلاثة بأسلاك مكشوفة ومتدلية ،وهي بوضعها الحالي خطره وغير آمنة ومعرضة للتماس .
في اليوم التالي وبدوافع الخوف الفطري من الكهرباء أعلنت ان منطقة الأسلاك المدلاة هي مناطق محظورة بسبب احتكاكها المستمر بالأبواب والشبابيك ،وبدأت وبخضوع لا مثيل له بتنفيذ تعليمات وأوامر صارمة تعدت حدود الواقع، راجعت خلالها مكاتب الشركة بجبل الحسين لأجل تمديد كيبل كهربائي أفقي بدلا من الكيبل الأرضي المعطوب ،طلبوا مني الجماعة إحضار تقرير من الطوارئ برأس العين ،أحضرته وعدت إلى جماعة جبل الحسين ،وهناك سعيت سعيا متكررا بين الطوابق، اصعد تارة واهبط تارة أخرى للتختيم والشرح والعرض والتوقيع وبعد الانتهاء طلبوا مني العودة مرة أخرى إلى جماعة رأس العين ،وفي الأثناء تعرفت على مسئول كان دمثا ولطيفا ساعدني عند المدير، وكان دمثا ولطيفا أيضا ،و طلب مني بعد حوار ساخن مع مسئول جماعة الحسين العودة لمراجعته هناك ،عدت إليه، وكان لطيفا حازما صارما ،وهمس بإذن المهندس المسئول موبخا ،لأنه اخطأ في إرسالي لجماعة رأس العين ، وقيل لي لا بد من إجراء الكشف مرة أخرى ،وبعد أيام حضر فريق الكشف مجددا وغادر، وطلب عمل ثقوب متعددة في الجدران وإحضار ماسورة ، ففعلت ،واتصلت بهم وضربوا لى موعدا ،وبعد أسبوع حضر موظف في اليوم الموعود ،وأجرى كشفا جديدا على الماسورة والثقوب ،وغادر قائلا ربما تدفع ثمن الكيبل الجديد ، وردد القول، ربما ،لكن سنرى.قلت ومتى التوصيل الأفقي؟ قال لا أردي لكن فيما بعد .ومضى.
الآن وبعد كل هذه الحوادث والأحداث المكهربة ،فلا زالت المشكلة فيما يبدو في أولها ،وخطر تدلي الأسلاك العشوائي لا زال قائما أيضا ،رغم مرور ثلاثة أسابيع بالكمال والتمام

اضافة اعلان

فايز شبيكات الدعجه

[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة