في كوكب ما

في بلد ما في زمان ما في كوكب ما، طُلب من جميع الوزراء ان يقدم كل وزير تقريرا مفصلا عن الأعمال والمشاريع التي انجزتها وزارته منذ بداية هذا العام حتى الان، وذلك قبل نهاية الشهر ، وعلم مندوبنا ان مستودعات رئاسة الوزراء تغض بالأضابير والمجسمات والتقارير، وإن جميع ممراتها المؤدية الى الشعب قد اغلقت بأطنان من هذه الإنجازات التي وصلت بقلابات عملاقة ورافعات تمخر عباب السماء، وبعضها تم ايصاله بطائرات الأباتشي التي تم تحويلها من طائرات مهاجمة الى ناقلات للقرطاسية.اضافة اعلان

من ناحية اخرى قال موظفون من احدى الوزارت رفضوا ذكر اسمائهم، بأن اللجنة التي شكلها الوزير لم تعثر حتى الان على اي انجاز رغم البحث الدؤوب، الذي تضمّن اطلاق كلاب الأثر للبحث عن اي انجاز قد يكون استغل فرصة انشغال الموظفين وهرب على حين غفلة.
وعودا على بدء، فقد علم مندوبنا بأن الحكومة تنوي بناء مخازن عملاقة على طريق المطار لتخزين الإنجازات الوزارية ،إذْ سيتم شراء اربعين الف دونم وبناء ابراج لتخزين هذه البيانات، وفي اجابة عن سؤال لمندوبنا قال الناطق الإعلامي بأن الحكومة تقدمت بطلب قرض ملياري دولار من البنك الدولي من اجل تمويل هذا المشروع الوطني العام الذي يعتز به كل مواطن.
ومن ذات الناحية قال وزير المالية افي دولة ما في مكان ما على كوكب ما بأن وزارته تنوي تقديم مشروع قانون ضريبي جديد يقوم على الغاء جميع الأنواع الضريبية المعمول بها حاليا- بما افيها الضريبة على المبيعات، واستبدالها ببند ضريبي واحد يعمم على جميع المواطنين.
وأكد وزير المالية ان الضريبة الجديدة تعتمد على قياس نسبة التذمر عند المواطنين واحتساب الضريبة بحجمها؛ ما يحقق العدالة الضريبية بين جميع الفئات والشرائح الاجتماعية، على اعتبار ان المواطن الأعلى دخلا يتذمر أكثر من المواطن الأقل دخلا، حسب وزير المالية، طبعا.
وردا على تساؤل مندوبنا حول امكانية تأثر الخزينة سلبا في حال العمل بهذا المشروع بعد اقراره، قال وزير المالية بأن الدراسات الإكتوارية اكدت بأن الخزينة ستشهد مدخولات ضريبة عالية جدا بالاعتماد على نسبة التذمر العالية التي يحظى بها المواطن الأردني، وفي حال حاول المواطن التخفيف من تذمرة طمعا في تقليل ما يدفعه للخزينة فإن لدى الحكومة الكفاءة المشهود لها والوسائل المبتكرة من أجل زيادة نسبة تذمر المواطن، مهما بلغ من الفطنة والذكاء والجلد والصبر.