عندما تحرك الجيش ومعه فئات سياسية وشعبية في نهاية حزيران لعزل محمد مرسي كان متوقعا أن يكون هناك ردة فعل قوية من الإخوان المسلمين، فليس سهلاً على تنظيم كان يحكم أن يجد نفسه محظوراً وقيادته في السجون، وأن يفقد حضوره الدولي.
ولم يكن سهلاً على الجماعة بتنظيمها الدولي أن تخسر الساحة المصرية التي كانت قاعدة لتحالفات الجماعة في الإقليم، فعزل مرسي وإنهاء حكم الإخوان كان قراراً أحدث تغييراً في بنية تحالفات الإقليم وأحدث أثراً على ملفات المنطقة.
لهذا كانت التوقعات أن ردة الفعل ستكون قوية، وحتى تنظيمات الجماعة في المنطقة فإنها تريد أن يكون رد الفعل قوياً من إخوان مصر، وكانت معركة إخوان مصر معركة كل الإخوان إضافة إلى حماس، فلو رضخ الإخوان في مصر واكتفوا برد محدود فإن هذا سيكون رسالة لأطراف أخرى بأن الجماعة ستقبل بأي تعامل حازم.
وفي سيناء كان هناك جبهة أمنية مفتوحة على الدولة المصرية من تنظيمات متشددة لكن هذا لا يلغي وجود مصالح وروابط ومصالح تمويل لها مع قوى إسلامية ( معتدلة !!).
وفي غزة والدوحة كانت قيادة حماس تعلم أن رحيل حكم الإخوان لا يعني فقدان حليف وتابع أحياناً، بل أيضاً دخول الدولة المصرية إلى خانة العداء لحماس، فالجيش وكل معارضي الإخوان يرون في حماس عدواً، وكل ما يجري على الحدود من إغلاق للأنفاق حرمان لحماس من موارد مالية تصل لمئات الملايين فضلاً عن إغلاق بوابات تهريب السلاح.
اليوم أنهت مصر مرحلة الاستفتاء على الدستور بنجاح، والاستعداد يجري لانتخابات رئاسية، لكن صورة مصر غارقة في أخبار التفجيرات والاغتيالات والصدامات بين الإخوان والشرطة والناس، بل إن الاغتيالات أصبحت ناجحة وأصابت رجالاً من الصف الأول في الداخلية.
قلقون على مصر أن تدخل في دوامة العنف والتفجيرات و شعور المواطن والزائر أن انفجاراً يمكن أن يحدث في أي مكان وأي وقت، والمتابع للإعلام المصري يدرك أن الهاجس الأمني مسيطر على الجميع.
وفي زحمة أي فوضى أمنية يصبح أي بلد مستباحا لدول وتنظيمات وأجهزة مخابرات، الدولة هناك تضع الإخوان وجماعة أنصار بيت المقدس عدواً مباشراً وتحمله مسؤولية الإرهاب والعنف، لكن مصر المستهدفة ستكون هدفاً أيضاً لجهات عديدة، لأن إدخال مصر إلى حيز الفوضى الأمنية هدف، والآثار ستنعكس على الاقتصاد والمسار الطبيعي للدولة.
قلقون على مصر فمشهد التفجيرات والدم والفوضى أصبح هو الشكل الطبيعي لدول المنطقة والآمان هو الاستثناء، وهذا مصدر قلق حقيقي.
قلقون على مصر فمن يعبث باستقرارها ليسوا خصوم الجيش فقط بل من يريدون الفوضى عنواناً، ومن يريدون إدخال المنطقة ودولها وشعوبها في حالة من استنزاف الذات سنوات بعد سنوات.
مصر واجهت موجة إرهاب في التسعينات واستطاعت أن تخرج منها بنجاح لكن بعد أثمان باهظة، لكن موجة العنف اليوم واسعة التفاصيل والعناوين.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو