«الكعك والشاي» وجبة قديمة جديدة ، قالكعك بكل انواعه موجود في المخابز ، بل المخابز ابدعت في اختراع انواع عديدة من الكعك باليانسون وجوز الهند وبعضه « مسمسم « وآخر « ساده « ، وهناك القرشلة بانواعها والكعك ( المدور) ، ومازال الكعك القديم الصلب موجودا في مخابز قليلة بحجمه الكبير وقسوته والذي يحتاج الى وقت طويل حتى يذوب في كاسة الشاي ، والكعكة قد « تشرب « أكثر من نصف كاسة الشاي ، فليس من السهل على ذلك النوع من الكعك ان يذوب بعكس انواع عديدة جديدة لا تكاد تدخل كاسة الشاي حتى تذوب و( تتفتت ) ، فلا يصبح الكعك كعكا ولا الشاي شايا وتحتاج الى معلقة تأكل بها قطع الكعك التي غرقت في كاسة الشاي الصغيرة.
والكعك والشاي كانا نوعا من الرفاهية في البيوت، فالشخص بعد تناول وجبة الغداء او (العصرية) وهي وقت قبل المغرب يحتاج الى بعض «الحلوى» لهذا يكون الكعك والشاي هو الحل ، وعادة ما يكون «كيس الكعك» قرب كيس الخبز ، واحيانا لأهميته ومنعا للاسراف فيه يتحول الى مادة ثمينة تحظى بمكان خاص حتى لا يكون في متناول الجميع ، فكل امر يكون في متناول الجميع تقل قيمته حتى الدول عندما تكون كل ابوابها مفتوحة فانها تدفع ثمنا لهذا وقديما قالوا «كثرة الترحيب بتجيب الضيف الهامل» والكعك عندما يشتريه رب الاسرة يكون في حالة نفسية مختلفة عما يكون عليه عندما يشتري الخبز ، فالخبز مادة أساسية ، اما الكعك فهو مادة رفاهيه وهو حلويات ، واحيانا يكون «وجبة انتقالية» لغايات الصبر حتى موعد العشاء.
والكعك «القديم» كان صلبا وبحجم كبير أي شبه وجبة ، وكما قلت ليس من السهل ان يذوب الا اذا قضى وقتا داخل الكاسة ، لكنه تحت الاصرار يذوب ويتحول الى لقمة لسيده الذي قد يكتوي ببعض حرارة الشاي الموجودة في الكعكة لكن هذه الكعكة الصلبة تتحول الى عجين بمذاق حلو وساخن ، وهذه الكعكة يمكن ان تذوب في ماء ساخن لكنها ليست ممتعة ، فالشاي يذيبها ويحولها الى لقمة سهلة ويتحول ذلك الجسم الصلب القاسي الى مادة سهلة البلع والهضم.
ربما لان الامر لم يعد بحاجة الى جهد كبير لاذابة الكعك ، غاب الكعك القاسي واليوم وجبة الكعك والشاي أكثر سهولة ، ومن يتعامل مع الكعك على انه الكعك القديم يخطئ في الحساب فتذوب الكعك في يده بسرعة، فالكعك صغير ويخلو من القسوة ، وبمجرد ان يرى كاسة الشاي يصبح لقمة سهلة ، وبعضه يمكن هضمه دون شاي.
الكعك والشاي جزء من تاريخ طعامنا ، وهو مثل كل الاشياء التي تفقد صلابتها ودورها بل وضرورتها فهناك الكثير من البدائل للكعك ، اما الذوبان فلم يعد بحاجة الى شاي فمضمون الكعكة تغير وهي اليوم سهلة المضغ والهضم ، وربما لم يبق فيها من الكعك والشاي القديم سوى « الحموضة « التي تصيب آكلها .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو