لبنان أمام امتحان آخر!

بقي اللبنانيون ساعات طويلة يبحثون عن سر انفجار الاشرفية, الى أن وجدت فرق البحث والانقاذ جثة العميد وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات في الامن اللبناني, ونجم امساك السلطة بشبكات ارهابية وتجسسية كثيرة, منها 33 شبكة اسرائيلية, ومنها طبعاً شبكة ميشيل سماحة ورئيس الامن السوري ومستشارة الرئيس الاسد!!اضافة اعلان

ووسام الحسن شاب في الاربعين من عمره, وسني من شمال لبنان, وقريب من الحريري الأب حيث كان مرافقه العسكري. وسيكون اغتياله في مستوى اغتيال رفيق الحريري بالنسبة لفريق الرابع عشر من اذار, وللطائفة السنية سواء بسواء!! ومن المتوقع أن يصحب تشييعه مظاهرات حاشدة, وقطع طرق رئيسية.. وتوتر سياسي عال يهدد أمن لبنان واستقراره النسبي..
الاكثرية اللبنانية, بعد انضمام السيد وليد جنبلاط الى المعارضة, في اتهام الرئيس السوري بأنه يقف وراء اغتيال الحسن, ستكون في وضع افضل وسيجد حزب الله والجنرال عون نفسيهما في صف التنديد بالجريمة البشعة, دون الجرأة على الدفاع عن الحليف في دمشق. فالقوى السياسية الطائفية تجد نفسها الان مقسومة بين:
- تحالف ماروني – شيعي.
- وتحالف مسيحي – سني.
- ويبقى السيد جنبلاط بيضة القبان, فإذا اصطف مع تحالف 14 اذار فإن الحكومة تصل الى الاكثرية. واذا انقلب وانضم الى 8 اذار فإنها تكون الاكثرية التي تشكل الحكومة, كما هي حكومة ميقاتي الان!!
تنبؤ السيد الابراهيمي وغيره بخطورة انتقال الحرب الاهلية السورية الى دول الجوار, قد يكون وارداً في الوضع اللبناني, فالوجود العسكري – السياسي السوري مدة ربع قرن من السيطرة المطلقة لن ينتهي بمجرد خروج الجيش السوري من لبنان اثر اغتيال الحريري, فالنظام في دمشق قادر على التراجع التكتيكي, واعادة تنظيم صفوفه والهجوم مرة اخرى. وقد فعل ذلك في اكثر من مناسبة في لبنان. فقد انسحب من بيروت والجبل بعد الاجتياح الاسرائيلي عام 1982, ورتب اموره مع المبعوث الاميركي فريد حبيب, وعاد الى مواقعه بعد أن أخذ الجيش الاسرائيلي حصته من جنوب لبنان.. فيما خرج الفلسطينيون الضحية الى كل اصقاع الوطن العربي!!
اغتيال وسام الحسن, لن يعطي نظام بشار الاسد شيئاً فيما عدا متعة الثأر. واغلب الظن أن اللبنانيين سيتجاوزون هذا الفخ. ولا نراهن هنا على حزب الله, فإذا صح أن طهران مستعدة للتخلي عن الاسد, كما صرّح مؤخراً كوفي أنان, فإن حزب الله سيبقى داخل جبّته السوداء, وتهديداته الموسمية!!