الخميس 2024-12-12 04:46 م
 

لماذا اختار أوباما الأردن؟

01:28 م

في جولته الأولى بعد انتخابه لدورة رئاسية ثانية، اختار الرئيس الأميركي باراك أوباما، الأردن ليكون محطته العربية الوحيدة بعد رام الله. قضى ليلة في أحد فنادق عمان، تناول العشاء مع الملك، وأجرى معه مباحثات مكثفة حول الوضع المتدهور في سورية، والصعوبات التي تعترض استئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، وعرج الزعيمان على ما أنجزه الأردن في مجال الإصلاحات السياسية.اضافة اعلان


اليوم، من المفترض أن يتجول أوباما في البتراء، ويتمتع بسحرها وشمسها.

ليس ثمة شيء استثنائي يمكن توقعه من زيارة أوباما للأردن، غير دعم الخطوات الإصلاحية الحذرة والمتدرجة، والوعد بمساعدته على تخطي أزمة اللاجئين السوريين، وتأكيد الالتزام التاريخي من جانب الولايات المتحدة بدعم استقرار الأردن وأمنه.

لكن ذلك ليس بالأمر القليل للأردن، المحاصر بالاضطرابات والتحديات من كل الجهات. والولايات المتحدة تدرك ذلك بالطبع. بعد سقوط مبارك في مصر، وتمرد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في العراق، لم يعد لها من حليف مؤتمن في المنطقة –باستثناء دول الخليج- غير الأردن.

في ظروف عدم الاستقرار في المنطقة، يكتسب التحالف الأميركي مع الأردن أهمية استثنائية. ففي كل المناسبات التي اختبر فيها هذا التحالف، أثبت الأردن أنه الشريك الأمني والسياسي الأكفأ؛ خاض بثبات الحرب على الإرهاب إلى جانب واشنطن، وساند توجهاتها فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي.

الشراكة في هذا الوقت تبدو أكثر أهمية بالنظر إلى التطورات الجارية في سورية، وما تشكله من تهديد استراتيجي لإسرائيل؛ الحليف الأول لواشنطن في المنطقة.

عندما يتطلع أوباما من حوله في المنطقة، لن يجد الكثير من الأصدقاء المعنيين بأمن إسرائيل؛ مصر مشوشة ويحكمها فريق سياسي يكن العداء لإسرائيل، وإلى الشمال حزب الله ولبنان المهدد بالانفراط على وقع الحرب الأهلية في سورية. وعلى مقربة من الجولان، يتراقص عناصر تنظيم القاعدة؛ يهددون ويتوعدون الصهاينة. أطول حدود لإسرائيل مع دولة عربية، هي الأكثر هدوءا اليوم.

أوباما يطالع التقارير الاستخبارية يوميا، ويعلم قبل مجيئه إلى عمان المدى الذي وصل إليه التنسيق بين أجهزته الأمنية والعسكرية، ونظيرتها في الأردن وإسرائيل؛ تتابع أولا بأول التحركات في سورية وعلى مناطق التماس، وترصد على مدار الساعة مخازن السلاح الكيماوي قرب الحدود، ونشاط المقاتلين من تنظيم 'جبهة نصرة بلاد الشام'.
حليف بهذا القدر من الأهمية ينبغي أن يظل قويا، ومتمتعا بالدعم اللازم للتغلب على الصعوبات الاقتصادية، والأعباء الثقيلة جراء استضافة أكثر من نصف مليون لاجئ سوري.

قدمت واشنطن العام الماضي دعما إضافيا للأردن، بلغ 100 مليون دولار. لكن ذلك ليس كافيا بنظر المسؤولين، ويتطلعون إلى دعم أكبر هذا العام، بعد تجاوز أزمة اللاجئين السوريين حدود التوقعات.

بالنسبة للولايات المتحدة، الأيام الصعبة في سورية لم تأت بعد، وستكون بحاجة ماسة إلى حليفها الأردني عند التفكير في كل سيناريو للتعامل مع الأزمة. ولذلك، من يراهن على واشنطن في الضغط على النظام الأردني لتقديم مزيد من التنازلات في مجال الإصلاحات، يتعين عليه أن يراجع حساباته. ما يهم إدارة أوباما في هذه المرحلة هو المحافظة على استقرار الأردن، وتجنيبه الهزات القوية.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة