حتى في إسرائيل، ينظر إلى نتنياهو على أنه كذاب ومراوغ، ومن طرفنا نضيف أنه إرهابي وشرير، وحكومته الائتلافية من أمثال وزراء البيت اليهودي، والإرهابية تسيبي حوطوبلي 'مساعدة وزير الخارجية'، قتلة بامتياز.
مثل هؤلاء لا يريدون سلاما ولا جيرة. بأفعالهم المجنونة وسياساتهم الرعناء لن يجدوا غير المتشددين شركاء لهم على الجانب الآخر.
لقد كذب 'بيبي' على حلفائه الأميركان وعلى الأردن-هذا ماتقوله الصحافة الإسرائيلية-ولحس وعوده بالتهدئة في الحرم القدسي الشريف، فدفع بفلسطين كلها إلى حافة الانتفاضة الشعبية.
نتنياهو الذي وعد الإسرائيليين بالأمن، يضع حياة كل إسرائيلي في الشارع تحت التهديد بالطعن. كان يعلم أن هذه هي النتيجة الطبيعية لأفعاله في المسجد الأقصى، ولكنه لم يستطع مقاومة غروره وشروره.
إسرائيل كلها ستدفع الثمن. الفلسطينيون لن يقفوا مكتوفي الأيدي، لقد ملوا الوعود، وفقدوا الثقة بقادتهم المعتدلين، وليس من سبب يمنعهم من المغامرة بالانتفاضة من جديد، بكل ما يترتب عليها من أكلاف.
الأردن الذي بذل كل جهد ممكن لاحتواء التصعيد في القدس، لن يحتفظ بحكمته لوقت أطول.
يدرك كبار المسؤولين في الدولة أن لا أمل بتقدم عملية السلام في ظل حكومة نتنياهو. لقد غسلوا أيديهم من هكذا أمر، لكنهم في ذات الوقت لايسعون إلى التصعيد والتأزيم؛ العالم العربي في أسوأ حالاته، وهامش المناورة أمام بلد مثل الأردن محدود جدا.
أقصى مايمكن عمله هو الحفاظ على الوضع القائم، ووقف الهجمة الاستيطانية الشرسة، ومساعدة الفلسطينيين على الصمود والتماسك الوطني.
القدس والمقدسات هي عنوان المجابهة الأردنية الإسرائيلية في الوقت الحالي. بمعنى آخر هي الخط الفاصل في العلاقة بين الطرفين، وإذا ما استمرت حكومة نتنياهو في سلوكها الشيطاني تجاه المقدسات، فلن يكون أمام الأردن سوى مجاراتها سياسيا ودبلوماسيا وقانونيا.
وهنا يتحدث المسؤولون عن حزمة من الخيارات، دون الكشف عنها. التوقعات تذهب نحو خطوة أردنية متوقعة بسحب السفير الأردني من تل أبيب، وخطوات أخرى مشابهة بنفس المستوى أو أكثر بقليل.
إننا في الواقع إزاء خطوات تكتيكية غير مؤلمة، وإن كان لها أثر فسيكون لفترة قصيرة المدى، تعود بعدها حكومة الاحتلال لنفس الأسطوانة.
ثمة حاجة لإشعار الإدارة الأميركية قبل حكومة إسرائيل بأننا جادون في الرد على المخططات الإسرائيلية في القدس. ما يعني واشنطن على المدى الاستراتيجي التعاون الاقتصادي أكثر من العلاقات الدبلوماسية. دعونا نقول للأميركان: من فضلكم لا تضغطوا علينا في مشاريع الغاز 'لسنا بحاجة إليه في الأصل' وقناة البحرين والتعاون البيئي، وسواه مع إسرائيل، لن نستطيع الاستمرار فيها، مادامت سياسات إسرائيل في القدس بهذا الشكل، شعبنا لن يغفر لنا، وبدورنا غير مستعدين لإغضاب مواطنينا من أجل حكومة في إسرائيل لا تجيد سوى استفزاز مشاعر العرب والمسلمين في كل مكان، وتدفع بالمنطقة نحو حرب دينية، وتضرب بعرض الحائط بتعهداتها لنا بشأن الوصاية على المقدسات في القدس.
في اعتقادي أن خطوات كهذه ستكون مؤثرة أكثر من إجراءات كاستدعاء السفير للتشاور، وقد يكون من الأفضل الطلب من السفيرة الإسرائيلية المغادرة بالتزامن مع خطوة تعليق المشاريع المذكورة، في إشارة قوية على وقف أشكال التنسيق الاقتصادي.
يتعين على المسؤولين أن يفهموا أن من الصعب حمل خمس بطيخات في يد واحدة.عليهم أن يقبلوا التضحية بعدد منها حتى لايضطروا لخسارتها كلها.
إسرائيل اختارت العداء، ولن تكون أكرم منا.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو