هل تستحق الكرك كل هذا الصخب والشجار؟...هل تستحق ان تصبح عنوانا جاذبا للصحافة الإلكترونية، يشرح ملابسات الصدام واسماء العشائر، ومتى اغلقت جامعة مؤتة، ومتى سيعود الدوام....؟
مؤتة الجامعة غير مؤتة المعركة ولكنها تحمل اسمها، ولو أن الذين تبادلوا اللكمات والحجارة والطلقات النارية يوم أمس يدركون قداسة المكان وحرمة الجامعة لما فعلوا هذا...ولكنهم لوثوا سمعة جامعة محترمة اصبح سجلها حافلا والإعتراف بشهادتها صار أمرا يقع في إطار الشك...وصارت الكرك بدلا من أن تكون في صفحات الجرائد منارة للوعي السياسي والرفض وصبر الناس على التعب والفقر ومدرسة للوطنية...ساحات لغزوات عشائرية..صارت المباني التي دفعنا ثمنها من تعبنا وخبز الأولاد عرضة للحرق والتكسير...
هل هكذا يرد الجميل للذين انتزعوا...قرار بناء الجامعة، هل هكذا يرد الجميل لأهلنا الذين أسسوا أنبل تسامح وتعايش عرفته بلاد الشام، وهل هكذا يرد الجميل للعسكر للشهداء للذين كتبوا اسماءهم في صفحات التاريخ....
الازمة ليست في الجامعة ولكنها في المجتمع الكركي الذي بدأ يرفع يده رويدا رويدا عن اللحمة الإجتماعية...والمشكلة في الحراك الذي ترك إرثا صداميا، لو أن حراك الكرك بقي على النخب المثقفة والمسيسة...لو أنه ترك للقوميين هناك وأبناء العشائر والذين عاصروا زمانا أردنيا جميلا...كي يقودوه، وحرر المجتمع الكركي من سطوة الأحزاب ذات الأجندة والشباب الذين..أغوتهم المواقع الإلكترونية والفضائيات الصاعدة لما حدث هذا...ولو أن الدولة لم تترك الرموز العشائرية ووجوه القبيلة وتتخلى عنهم لحساب مشاريع محاربة الفقر والمجتمعات المدنية وانخراط الشباب في التنمية لما حدث هذا أيضا...ولكنها تركت شيئا على حساب شيء
منذ أعوام وكلما ذهبت للكرك أجد شيوخ العشائر في حالة إنكفاء...كون الدولة تخلت عنهم وكونهم أيضا يملكون عفة ونقاءً تمنعهم من أن يخاطبوا المحافظ أو مدير الشرطة..حتى لا يفهم الأمر أنه يقع في باب العطايا أو باب التقرب.
الذين تشاجروا أمس ودمروا هدوء (مؤتة) اطلب منهم أن يتذكروا تاريخ الكرك...أن يتذكروا هزاع المجالي، وحسين الطراونة، ارشود الهواري، محمد الحباشنة، منصور بن طريف...أن يتذكروا ايضا مصطفى الرواشدة المعلم الصلب الذي لم يقاتل على باب الجامعة حاملا قنوة بل قاتل بعقله وإصراره لأجل نقابة معلمين ونجح أن يكون نقيبها...واصبح قصة نجاح للإنسان الكركي الذي يحمل احلاما قابلة للتحقيق..أحلاما بحجم وطن وليس بحجم مشاجرة
ان يتذكروا عودة القسوس الذي كتب تاريخ التعايش والتسامح الإجتماعي..وأكد أن في الكرك وحدها يتحد الصليب والهلال لينتجا عشقا ما بعده عشق....
ما الذي حدث؟.... فضيحة بكل المقاييس، فقد عدنا للعصر الجاهلي قبائل..تغزوا قبائل وفتية بدلا من أن يصنعوا مستقبلا جديدا صنعوا اسلحة بيضاء بجهد ذاتي للطعن...
لحظة كتابتي هذا المقال كنت أتحدث مع صديقي الدكتور هاني الحمايدة، عميد كلية الصيدلة في جامعة مؤتة، وهو قصة نجاح وحضور...وشاب في مقتبل العمر استطاع ان يكون من أمهر الأكاديميين والأطباء...كنت أحادثه واشعر بالقلق في قلبه..كل ما قاله لي :- ( منا داري ويش تاليها)..وأنا اضم صوتي لصوته ومن حقي أن اسأل بالكركية الفصيحة:-(ويش تاليها).
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو