الإثنين 2024-12-16 09:03 ص
 

ما الذي ستفعله القمة للقدس؟

06:54 ص

أيام قليلة وتفصل العرب، عن القمة العربية في الاردن، والأرجح ان الملفات المطروحة، قديمة جديدة، فلا شيء جديدا، من حيث توقع مفاجآت بخصوص القضايا العربية.

اضافة اعلان


هناك ملف حساس جدا، يخضع لتغيرات خطيرة، ولا يمكن تجاهله في القمة العربية، مثلما لا يمكن التعامل معه من جانب العرب، بنص يضاف الى البيان الختامي، فهكذا نصوص لا تغير من الواقع شيئا، وهي غارقة فقط في الصياغات السياسية، لغايات اشهار الموقف، وهي أيضا، صياغات خبرها العرب سابقا، ويعرفها العالم، انها مجرد اشهار للموقف في اغلب الحالات.


ملف القدس يتعرض الى تغيرات جذرية، ابرزها ان هناك رغبة أميركية باستئناف مفاوضات السلام، وهناك معلومات عن توجه أميركي لعقد قمة دولية عربية مصغرة في الأردن، بخصوص عملية السلام، يشارك بها الإسرائيليون، واطراف عربية، إضافة الى الأردن والفلسطينيين.


اذا صحت هذه المعلومات، فإن هذا امر مهم جدا، ولابد من بلورة موقف عربي بخصوصه، وبخصوص القدس حصرا، التي لايمكن تجاوز عقدة ملفها في كل الحالات، وهذا يعني ان على العرب ان يتخذوا موقفا محددا واضحا إزاء كلام واشنطن عن استئناف عملية السلام، وسط المخاوف من سعي أميركي للضغط من اجل حلول من نوع جديد، بخصوص القضية الفلسطينية.


النقطة الثانية تتعلق بتلميحات الإدارة الأميركية بشأن احتمال نقل السفارة الأميركية الى القدس، وهذا امر قد يتم وقد لا يتم، لكنه في كل الأحوال، بحاجة الى موقف سياسي، يقول فيه العرب موقفهم، خصوصا، ان هذا يتنافى مع دعوات واشنطن لاستئناف عملية السلام، فلا يمكن ان تنجح إدارة واشنطن، في هكذا عملية، اذا كانت سوف تنسف حل الدولتين مسبقا، وتنهيه عبر تسليم القدس كليا الى إسرائيل، وهذا يعني ان ملف القدس من هذه الزاوية حصرا، بحاجة الى موقف عربي، يتجاوز البيان الختامي للقمة، وقد يكون في بيان خاص يتعلق بقمة عمان، بخصوص قضية القدس حصرا.


مع هاتين النقطتين، فإن هناك إجراءات إسرائيلية سيئة جدا في القدس، آخرها إقرار الكنيست بالقراءة التمهيدية لمنع الأذان في القدس ومساجد الثمانية والأربعين، وهذه إجراءات تضاف الى إجراءات أخرى تتعلق ببناء المستوطنات ومصادرة الأراضي، والاعتداءات اليومية، عبر الدخول الى الحرم القدسي، ولا يمكن لهذه الإجراءات الا وتهدد القدس، مدينة وسكانا، حاضرا ومستقبلا.


هذه الزوايا الثلاث، يجب ان تثار في القمة العربية في الأردن، ونحن نعرف ان الأردن يبذل جهدا مهما، وهو قادر على التقدم بمشروع الى العرب، في هذا الصدد، من اجل تحرك دولي لاجل القدس، للضغط على إسرائيل، ووقف كل إجراءاتها في المدينة المحتلة، عبر تشكيل وفد عربي على مستوى معين، تكون مهمته الاتصال بعواصم القرار لشرح الذي تواجهه القدس، بتكليف من القمة العربية، وصولا الى مؤسسات المجتمع الدولي، بما تعنيه، خصوصا، بعد قرارات اليونسكو الأخيرة.


اذا مرت القمة القادمة، دون ان يحظى ملف القدس، بتدخل عربي على مستوى عال، نكون امام وضع شائك وصعب جدا، اقل خلاصاته ان الإدارة الأميركية سوف تسعى لفرض حلول سياسية، بمعزل عن ملف القدس، وفي حالات أخرى، استمرار إسرائيل بإجراءاتها ضد المدينة.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة