الأحد 2024-12-15 01:40 م
 

ما الذي يريده لافروف؟!

07:53 ص

عندما يدعو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى عدم النظر إلى كل مشكلات الشرق الأوسط من زاوية الصراع مع إيران فإن عليه أن يقنع الإيرانيين، مادام أن بلاده هي الحليف الأول لبلادهم، بأن هذه المنطقة العربية قد تكون مجالاً حيوياًّ لهم وبخاصة في المجالات الإقتصادية لكنه غير جائز أن تكون ملحقة بهم وكعلاقة المستعْمِرُ بالمُستعمرُ وعلاقة المحتل بالمحتل وهذا هو ما جعل أحد قادة حراس الثورة الكبار يتباهى وهو يقف على رؤوس أصابع قدميه بأن عواصم ثلاث دول عربية هي دمشق وبغداد ولبنان غدت تابعة وملحقة بطهران العاصمة الإيرانية.

اضافة اعلان


كان العرب ينظرون وما زالوا إلى مشكلات الشرق الأوسط ومشكلات هذه المنطقة كلها من زاوية الصراع مع إسرائيل، التي هي العدو الأول لكل عربي فيه ولو ذرة واحدة من العروبة، ومن زاوية إن إيران، بعد انتصار الثورة الخمينية وإطاحة نظام الشاه، ليست مساندة وفقط لا بل شريكاً فاعلاً لأشقائها العرب في هذه المواجهة التي يبدو أن نهايتها لا تزال بعيدة جداًّ مادام أن الإسرائيليين قد تخلصوا من إسحق رابين وجاءوا بهذا الذي لا مثيل له في التطرف بنيامين نتنياهو واغتالوا (أبوعمار) الذي باغتياله اغتالوا عملية السلام على أساس اتفاقيات أوسلو التي ألقى عتاة التطرف الإسرائيلي بها في «برميل» المهملات بينما «الأصدقاء» الروس يتفرجون!!.


لم يكن العرب «التقدميون» قد تعاملوا مع الإتحاد السوفياتي، الذي كانوا يعتبرونه صديقاً ورفيقاً، كما تعاملوا مع الولايات المتحدة وذلك مع أن دورهم في إقامة دولة إسرائيل، «الكيان الصهيوني»، كان في حقيقة الأمر أهم من دور الأميركيين الذين كان معظم أبناء الأمة العربية ينظرون إليهم وما زالوا من زاوية المشكلات الشرق أوسطية وهذه حقيقة لم يعد هناك أي نقاش فيها طالما أنه لا فرق بين ما يقوم به بنيامين نتنياهو إزاء الفلسطينيين وما يقوم به دونالد ترمب!!.


إن سيرغي لافروف بالتأكيد يعرف، ولكنه يتظاهر بعدم المعرفة، أن الخطر الإيراني في هذا العهد غير المأمون قد اقترب كثيراً من الخطر الإسرائيلي فالإحتلال لا فروق فيه ولا درجات ومن يحتل بغداد ودمشق وأيضاً لبنان هو كمن يحتل القدس وفلسطين وهذا مع أن أحدهم يرفع علماً بنجمة سداسية والآخر يرفع علماً بهلال إسلامي فالمهم هو الأفعال وليس الأقوال وأيضاً ولا الإختلاف بألوان الرايات وأشكالها!!.


لقد نبش الإسرائيليون قبوراً عربية دارسة في الأرض المحتلة منذ عام 1948 وأيضاً في القدس والضفة الغربية بينما نبش الإيرانيون كل قبور دمشق القديمة ومع التركيز على قبور الأمويين وبخاصة في المناطق القريبة من المسجد الأموي كما نبشوا قبر بطل نهاوند واليرموك خالد بن الوليد في حمص ولقد طال هذا النبش قبور القادة والخلفاء العباسيين في العراق كلها من منها في بغداد وسامراء ومن منها في النجف وكربلاء... ومؤخراً من منها في الموصل.. ومع ذلك فإن وزير خارجية «الرفيق» فلاديمير بوتين يتجاهل هذا كله وينصحنا كعرب بعدم النظر إلى كل مشكلات الشرق الأوسط من زاوية الصراع مع هذه الـ «إيران».. التي هي ليست الشعب الإيراني الذي هو منا ونحن منه.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة