الأحد 2025-01-19 07:33 ص
 

محاضرة تتناول أهمية الرواية السورية وحضورها في المشهد الثقافي العربي

06:51 م

تحدث الأكاديمي السوري جمال شحيّد أول من أمس في دارة الفنون، ضمن اللقاء الثقافي الشهري الذي تنظمه (مؤسسة خالد شومان) عن واقع الرواية السورية وأثرها على الثقافة العربية تحت عنوان 'واقع وآفاق الثقافة في سورية'.اضافة اعلان

وتطرق شحيّد خلال الندوة التي أدارها الدكتور فيصل درّاج حول الرواية السورية وآفاقها الاجتماعية الثقافية على مستوى الإقليم والعالم، معتبرا إياها رائدة على مستوى النهضة في الأدب العربي.
وأضاف شحيّد أنّ المجهود الذي بذل في منتصف القرن التاسع عشر ركّز على الرواية التاريخية والتي عنيت بدلالات كثيرة، أهمها إعطاء صور للعالم على أنّ تاريخ العرب يحوي عددا كبيرا من الأمجاد التاريخية والتي لا تستحق على إثرها الاحتلال. ودلّ على مجموعة من الروايات لكتاب من سورية أمثال فرنسيس مراش وأحمد فارس الشدياق، نعمان قساطلي.
مشيرا الى أن امتداد الرواية السورية العربية خمد لفترة ما بعد منتصف القرن التاسع عشر، وازدهر ما بعد الاستقلال فراحت تتصدر الروايات السورية دول العالم وتشغل الكثير من المشاهد الفنية والسياسية والاجتماعية، إلى جانب انتشار الماركسية التي أظهرت معها الكتب التي تناولت حرية المرأة وأمراض البرجوازية، والقضية الفلسطينية بحيث أصبحت الرواية تقترب من (الشيوعية).
أما فترة ما بعد الاستقلال '1946 وحتى العام 1967' بلغ عدد الروايات 72 رواية، وقد ساعد المناخ السياسي والاجتماعي على تطور الرواية وفيما بعد أخذت تنمو باتجاه الواقعية وبرزت سماتها بـ'مقاومة الظلم والاحتلال، أمراض البرجوازية والإقطاع والتسلط، القضية الفلسطينية، المرأة المتحررة' ويرد ذلك لـ 'انتشار الفكر اليساري والتأثر بالفكر الماركسي'.
وأضاف أنه بعدها انتشر الفكر الوجودي في عدد من البلدان العربية وخاصة لبنان فقد ترجم سهيل إدريس مجموعة من الأعمال الوجودية صدرت عن 'دار الآداب'. وأخذت تتجلى تلك النزعة فيما بعد في روايات مطاع صفدي، حيدر حيدر، جورج سالم، وليد إخلاصي.
ولفت شحيّد إلى أنّ هزيمة 67 جددت الأمل وأعادت الثقة للجماهير والقارئ وحصد الأدب العربي نتيجة ذلك إنتاج حوالي 167 عملا روائيا خلال السنوات الست التي تلت الهزيمة. مبينا أن تلك المرحلة تجاوز فيها الكتاب الكتابة التقليدية العربية متأثرين بالرواية الغربية.
وأضاف أن الرواية السورية بعد الهزيمة أخذت تتملك ملامح النضج، وكانت ميزتها أنها نص مفتوح، كما يقول هاني الراهب، وعدد مجموعة من الأسماء تمكنت من صياغة الرواية بشكلها الحديث: فواز حداد، ممدوح عزام، نهاد سيريس، نبيل سليمان، وسليم بركات.
وتوقف شحيّد عند الروائيات السوريات والتي نمت أعمالهن بعد الاستقلال وكانت على درجة عالية من النضج، وتوازيها غادة السمان وألفة الإدلبي وقمر كيلاني وأنيسة عبود. وهيفاء بيطار معتبرة الاخيرة اقتربت من الحديث الصحفي أكثر من الرواية الناضجة.
واختتم حديثه مبينا أهمية الرواية الشبابية في سورية، قاصداً بذلك الروائيين الشباب الذين كتبوا الرواية ولم تتجاوز أعمارهم الأربعين في القرن الواحد والعشرين، وصدرت أعمالهم إبان العقد ومنهم: سمر يزبك، خليل صويلح، منهل سراج، وخالد خليفة الذي اتجه حاليا للعمل في مجال المسلسلات المتلفزة.
فيما أثنى درّاج على الروائيين السوريين الذين لمعت أسماؤهم في مصاف الروايات العالمية والعربية واستطاعوا من خلالها الحديث عن كافة الميادين ومنها السياسية والقمعية مشيدا بعمل 'مديح الكراهية' لخالد خليفة، وعمل 'مشهد عابر' لفواز حداد.
وشحيد أكاديمي حاصل على دكتوراة في الأدب المقارن حول نجيب محفوظ وأميل زولا، وهو أستاذ جامعي في جامعة دمشق سابقاً. ولد في السويداء العام 1942، نشر أبحاثه للمرة الأولى في الصحف والمجلات السورية واللبنانية، وهو عضو جمعية النقد الأدبي في اتحاد الكتاب العرب، وعضو الجمعية الدولية للأدب المقارن. من مؤلفاته 'في البنيوية التكوينية' 1982 دراسة، الوعي التاريخي في روايات أميل زولا ونجيب محفوظ 1983 دراسة بالفرنسية. 'السفينة'، ترجمة لرواية جبر ابراهيم جبرا إلى الفرنسية 1997، 'بين الأسطورة والسياسة'، ترجمة عن الفرنسية لجان بيير فرنان 1998.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة