يحمل النظام المصري الجديد على اكتافه عبئا اضافيا جديدا من خلال محاكمته للرئيس محمد مرسي بعد عبء محاكمة الرئيس محمد حسني مبارك , اضافة الى الاعباء الامنية والاقتصادية والاجتماعية , واعباء الدستور الجديد وخارطة الطريق , فالرؤساء السابقون الذين لا يكملون مدتهم بطريقة دستورية عادة ما يكونون عبئاً على نظام الحكم التالي , وهذا ليس اختراعا مصريا او عربيا بل هو واقعا كونيا في الدول التي شهدت هكذا حالات .
فكيف اذا كانت محاكمة الرئيس محمد مرسي استثناء في كل شيء تقريبا عما شهده العالم بخصوص الرؤساء منقوصي المدة او غير مستكملي مدتهم , فهو اول رئيس عربي مُنتخب بشكل مباشر وليس اول رئيس مصري , وخلفه جموع من عشيرته وانصاره وجموع من غير عشيرته ترى فيما حدث معه انقلابا ليس على نظام حكم بل على سيرورة عربية طال انتظارها , ودفعت الشعوب العربية الكثير كي ترى رئيسا يأتي عبر صناديق الاقتراع اسوة بكل اصقاع الدنيا من غابات افريقيا الى ينابيع الماء العذب في اوروبا والامريكيتين .
صحيح ان الرئيس محمد مرسي ارتكب اخطاء سياسية واقتصادية , او على طريقة اوراق الاسئلة ارتكب كل ما ذكر من الاخطاء , فهل يبرر ذلك الانقلاب على التجربة واعتقال الرئيس ومن ثّمَ محاكمته ؟ رغم حشود المصريين في الشوارع مطالبة برحيله , وتصريحاته قبل الانتخابات بأنه سيحترم رغبة عشرة مصريين يطالبونه بالرحيل او مليون او اكثر او اقل ؟ .
الاجابة على السؤال صعبة ومركبة وتتطلب عقلا سياسيا باردا كي يخرج من ثنائية الاجابة ب “ نعم , لا “ والرضوخ للحالة الراهنة وظرفيتها القاسية التي تبتعد عن التفكير الهادئ والعقل السياسي البارد بعد ارتفاع حرارة الشوارع العربية وارتفاع سخونة المريدين لكل طرف , حد الوصول الى الاحتراب الداخلي وحد تبادل التهم بالعمالة والخيانة ورفض الجلوس على مائدة حوار للخروج من المأزق او الازمة .
ما حدث في مصر انقلاب وفر له الرئيس محمد مرسي دعما شعبيا وشارعيا بصرف النظر عن الارقام التي تتداولها وسائل الاعلام المنحازة لكل طرف , لكنه يكشف عورة عربية تاريخية بأن النظام العربي لا يقبل مخرجات صناديق الاقتراع ويضيق ذرعا بالمخالفين ويرفض استقامة الحياة بوجهتي نظر او اكثر وهذا العقل يسود في الاحزاب الدينية واليسارية والقومية , التي لا تقبل الاخر وتضيق به ذرعا وليس مرض حصري بالاحزاب الدينية , كما ان الآخر منبوذ ومرفوض من الانظمة والمعارضة على حد سواء ولا يجوز الاستكانة الى رفض الآخر فقط كي نبرر الانقلاب على مرسي لان هذا الفيروس بات في الجين العربي .
محاكمة الرئيس محمد مرسي ستصبح محاكمة لتجربة وحلم في ظل الاجواء السائدة حاليا وسيخرج الجميع خاسرا منها , حتى وان بقي مرسي في السجن او في احد بيوتات الرئاسة , فالفكرة جرى الانقلاب عليها بشكل موجع اكثر من الانقلاب على رئيس وفر كل موجبات رحيله لكن ليس بالانقلاب عليه , واجهاض حلم ظل يراود اجيال عربية كثيرة وليس الجيل الحالي .
عزل الرئيس وعدم اكماله لفترته الرئاسية هي اكبر محاكمة له , باستثناء الرؤساء الموغلين في القتل والدم , ولا احد يقول ان مرسي من تلك النوعية , مما يعزز ان الانقلاب كان على الفكرة اكثر مما كان على الرئيس الذي بلغت خطاياه بلوغ زبد البحر كما يقول خصومه وخصوم تجربة اي رئيس قادم من صناديق الاقتراع .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو