الأحد 2024-12-15 08:27 ص
 

مسؤولة أميركية تزور الأردن الأحد

02:53 ص

الوكيل - من المنتظر أن تبدأ مساعدة وزير الخارجية الأميركي للاجئين والسكان والهجرة آن ريتشارد، زيارة رسمية إلى الأردن بعد غد، للاطلاع على اوضاع اللاجئين السوريين في المملكة، وتأثير الأزمة السورية على الصعيد المحلي الأردني، من خلال لقاءاتها بعدد من المسؤولين، بحسب مصدر دبلوماسي في وزارة الخارجية.اضافة اعلان


وأكد المصدر لـ'الغد' أمس، ان زيارة ريتشارد تستمر يومين، وأنها ستغادر المملكة مباشرة الى الكويت، لتنضم الى وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يرأس الوفد الأميركي في مؤتمر الدول المانحة، الأربعاء المقبل، والذي يطمح إلى رصد مساعدات تقدر بمليارات الدولار للسوريين المتضررين من الأزمة في بلادهم ولدول الجوار المتأثرة بهذه الأزمة على الأصعدة كافة.

وفي الصدد ذاته، كانت ريتشارد قدمت شهادتها في مجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء الماضي حول استجابة وزارة الخارجية لأزمة اللاجئين السوريين، حيث قالت في بيان مقدم للجنة القضاء الفرعية للدستور والحقوق المدنية وحقوق الإنسان، إن 'اكثر من 2.3 مليون سوري، اصبحوا لاجئين في الخارج، وإن عدد النازحين داخل سورية وصل الى أكثر من 6 ملايين نسمة'.

واعتبرت في شهادتها، التي حصلت 'الغد' على نسخة منها، إنه 'في بداية اللجوء السوري الى دول الجوار، لقي اللاجئون ترحيبا وكرما استثنائيا، وسكنوا مع اقرباء وعائلات مضيفة، في كل من لبنان والأردن، كما ان الحكومة الأردنية سمحت بنظام التكفيل حتى بعيد افتتاح المخيمات، الا انه ومع مرور الوقت وازدياد أعدادهم، فإن هذا الترحيب بدأ بالنفاد'، كما ان ما أسمته بـ'الخصومة' تجاه اللاجئين بدأت 'تنمو في المنطقة'.

واضافت ريتشارد حول تأثير الأزمة على الأردن ولبنان، إن 'العنف احيانا امتد من الصراع السوري عبر الحدود الى دول الجوار ومنها الأردن، كما انه فاقم التوترات الطائفية في لبنان'.

وقالت إنه يتعين على الحكومة الأميركية والمجتمع الدولي مساعدة دول الجوار في استجابتهم للأزمة السورية، لأن هذه الدول لا تقوم بتوفير الملجأ للاجئين السوريين فحسب، بل هي ايضا الموقع المناسب لارسال المساعدات الانسانية الى الداخل السوري'، وحثت الدول المانحة، وخصوصا 'الحكومات الغنية'، على زيادة تبرعاتها.

واعتبرت ريتشارد أن خطة الأمم المتحدة الأخيرة للاستجابة، تسعى لفعل المزيد في مجال مساعدة دول الجوار، عن طريق تعزيز قدرة المجتمعات المحلية، لتتحمل تأثيرات استضافة الكثير من اللاجئين.

وعلى الصعيد الثنائي، قالت المسؤولة الأميركية، ان بلادها 'وفرت للأردن منذ العام 2012، 300 مليون دولار كمساعدات ثنائية للميزانية، هذا اضافة الى مساعداتنا السنوية للموازنة والتي تأتي خصيصا لتعويض ما خصصه الأردن من نفقات لاستضافة اللاجئين'.

وتحدثت عن دعم أميركي للمياه والتعليم للمجتمعات الأردنية المضيفة، وعن برامج للتعامل مع 'التوتر بين السوريين والأردنيين' في هذه المجتمعات، كما اشارت الى تقديم أميركا قرضا مستقلا قيمته 1.25 مليار دولار لـ'ضمان مساعدة المملكة في الاستجابة للضغوط الخارجية مثل الأزمة السورية، في وقت تستمر فيه المملكة ببرنامجها للإصلاح الاقتصادي'.

وحول مؤتمر المانحين، بينت ريتشارد أن 'العديد من الدول التي تشعر بالقلق إزاء الوضع في سورية، ستجتمع سويا الأربعاء المقبل في الكويت'.

وفيما بدا وكأنه مناشدة لمجلس الشيوخ الأميركي، قالت ريتشارد 'مع دعم الكونغرس، يجب على الولايات المتحدة أن تكون مرة أخرى في وضع يمكنها من أن تكون بمثابة المانحة الرائدة، وان تعبرعن تحفيزها لبلدان أخرى للتبرع'، كما قالت إن 'الدعم من الولايات المتحدة والعديد من الحكومات الأخرى سيكون حاسما للحفاظ على الاستقرار واستضافة اللاجئين في المنطقة'.

كما عبرت عن املها، بأن يساعد مؤتمر جنيف للسلام الذي سيتبع مؤتمر الكويت بأسبوع، على عودة السلام والاستقرار إلى سورية.

وحول اوضاع اللاجئين في دول الجوار، اشارت الى ان 'أكثر من 80 % من اللاجئين في تركيا والأردن، لا يعيشون في المخيمات بل في المجتمعات المحلية والمدن'، معتبرة ان هناك تأثيرا 'عظيما' على العديد من المجتمعات في جميع أنحاء المنطقة.

وعن التحديات التي يواجهها الأردن ودول الجوار، تحدثت ريتشارد عن 'المدارس التي تحولت الى نظام الفترتين، لاستيعاب الأطفال السوريين'، كما تحدثت عن 'شغل المرضى السوريين لأسرة المستشفيات' وعن 'ارتفاع الايجارات وانخفاض الأجور نتيجة التنافس على السكن وفرص العمل'.

اما عن المياه، فأشارت الى ان 'استنزاف موارد المياه يعد شديدا بشكل خاص في الأردن'، بسبب النقص النسبي في المياه، اضافة الى ان الحكومة الأردنية في الأصل 'تكافح لتغطية الدعم المالي للمياه للمواطنين الأردنيين'.

وقالت ان حكومات دول الجوار، بما فيها العراق وتركيا، 'قلقة من تمديد خدماتها التي تقدمها لمواطنيها لكي تكفي الأعداد الهائلة من اللاجئين الضعفاء الذين يعيشون في بلدانهم'، وضربت مثالا بالأردن، الذي 'شهد ارتفاعا بنسبة 27 % في اسعار الغذاء في العام الماضي'.

وبخصوص ما أسمته تحديات إيصال المساعدات من دول الجوار السوري، حددت اولا 'الحاجة الى حدود مفتوحة'، وقالت ان أميركا ما تزال 'قلقة من إمكانية ان يكون هناك اناس محاصرون داخل سورية، لأنه في بعض الأحيان، اخذ كل من الأردن وتركيا ولبنان والعراق خطوات للسيطرة او للتقليل من تدفق هؤلاء اللاجئين'.

ولفتت الى ان أميركا طلبت من جميع دول الجوار ان 'تحافظ على سياسات الحدود المفتوحة لكي يتاح لمن هم بحاجة للفرار الخروج'.

أما التحدي الثاني الذي تحدثت عنه ريتشارد فيتمثل بفصل الشتاء، والذي وصفته بـ'القاسي منذ بدايته'، وبينت ان وكالات الأمم المتحدة تقوم بعزل الخيام، وتوفير المدافئ والوقود وتوزيع الملابس الدافئة والأغطية البلاستيكية على اللاجئين.

وبخصوص تقديم الخدمات للاجئين في المناطق الحضرية، قالت ان هؤلاء في العادة يكونون 'غير مرئيين، ومتفرقين بين السكان المحليين في المجتمعات الفقيرة، ومن الصعب التعرف عليهم، لا سيما أولئك الذين هم أكثر عرضة للخطر'.

كما تحدثت عن 'قلق أميركي للغاية من تقارير عن العنف القائم على النوع الاجتماعي في أوساط اللاجئين، وان الخارجية تعمل بشكل وثيق مع المنظمات الإنسانية لزيادة الحماية للاجئين المستضعفين وتوفير المأوى والغذاء والملبس والماء والصرف الصحي، والرعاية الصحية'. وأكدت أنه 'من أصل 1.1 مليون طفل سوري، فإن 60 % منهم لا يذهبون للمدرسة'، معتبرت انه 'بعد تعلم درس من الأطفال العراقيين اللاجئين، فإن أميركا تعمل مع الحكومات لايجاد حلول خلاقة لاعادة اكبر عدد منهم الى المدرسة سواء في التعليم الرسمي او من خلال برامج مجتمعية تعليمية'.

الغد


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة