الأحد 2024-12-15 01:34 م
 

مناوبون يستقبلون العيد بعيدا عن الأهل

12:29 ص

الوكيل - تسعى الكثير من المؤسسات إلى تأمين خدمات الناس في عطلة العيد. فرغم أن العيد إجازة رسمية لأغلبية المؤسسات إلا أن العاملين في مختلف القطاعات، ومنها المستشفيات وغيرها تعتمد نظام 'المناوبات' في العيد لخدمة المواطنين.اضافة اعلان


ورغم أن العيد هو فرحة الاجتماع مع الأهل والأقارب إلا أن واجب العمل يتطلب من بعض الموظفين عدم الاستمتاع بتلك الفرحة بسبب المرابطة في مقرات أعمالهم، ليلا ونهارا، في سبيل حماية الوطن، وخدمة الناس، وإسعادهم، إذا ما دب مرض، أو تعرض أحدٌ لحادث ما... أو لنقل الخبر وإيصاله للناس.

ومن بين هؤلاء الجنود عدد كبير من الإعلاميين، والممرضين، والأطباء، وأفراد الأمن العام، وموظفي بعض قطاعات البنوك. إذ نجدهم في كل المناسبات الدينية والوطنية يتواجدون في مقار أعمالهم، وكل همّهم هو إسعاد الآخرين وخدمتهم، رغم بعدهم عن أهاليهم وأقاربهم، وعلى حساب فرحتهم وسعادتهم في أجمل الأيام.

الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، الرائد عامر السرطاوي، يؤكد أن ما يقارب من 90% من طاقم أفراد الأمن سيؤدون مهماتهم في أيام العيد، ولا ينعمون بإجازة عطلة العيد، فهم متواجدون على مدار الساعة لتقديم الخدمات للمواطنين.

ويضيف السرطاوي أن أفراد الأمن العام في جاهزية دائمة لتقديم واجبهم في عطلة العيد، تماما كما في أي يوم طوال السنة، وهو الأمر الذي يعتبر واجبا على كل فرد يعمل في الأمن العام.

ولذا لا تعتمد مديرية الأمن العام وطاقمها على نظام المناوبات في العيد، كون جميع أفراد طاقمها، باستثناء بعض الموظفين الإداريين، يكونون في مواقعهم، في دوام رسمي.

مؤيد، الثلاثيني الذي يبدأ عمله نهار أول يوم عيد، كموظف أمن في إحدى المولات، يوضح أن عمله يقتضي منه أن يكون في عمله بعيدا عن الاحتفال بالعيد مع أسرته، مضيفا أن عمله لحماية العدد الكبير من الناس في السوق التجاري 'المول' يخفف من غصة بعده عن عائلته في أول أيام العيد.

ويضيف مؤيد الذي يعمل في قسم 'الأمن والحماية' أن وظيفته تتطلب منه الدوام في أول وثاني أيام العيد، وأنه يحصل على إجازته في ثالث يوم عيد، نتيجة للإقبال الهائل من المواطنين على المول في العيد، والذي يتطلب تواجده، حماية للمواطنين والزوار.

أما عامر (27 عاما) الذي يعمل ممرضا ويحضر إلى عمله في أحد المستشفيات الخاصة في أول يوم عيد، يقول 'إن عملنا في غالب الأحيان يتطلب منا العمل في عطل الأعياد'، موضحا أن إنجازه لعمله ومساعدة المرضى ينسيه كل التعب الذي يعانيه نتيجة البعد عن الأهل في أول يوم عيد'.

مضيفا أن العمل في حد ذاته مرتبط بأهمية الرسالة النبيلة التي يقدمها لمجتمعه، والتي تغنيه عن الاستمتاع بوقته الشخصي مقابل خدمة إنسانية يقدمها في سبيل راحة المرضى. وهو مؤمن بأن عمله يحقق له الكثير من الأهداف الإنسانية، مبينا أن العمل في أيام العيد أصبح بالنسبة إليه عيدا يوفر فيه احتياجات المرضى.

فيما تشير أمل (33 عاما) التي تعمل في صحيفة إلكترونية، وستكون مناوبة في العيد، أنه من الواجب أن تداوم طيلة أيام العيد، نظرا لخصوصية وأهمية وطبيعة عمل الوسائل الإعلامية، وما تقتضيه من تقديم الخبر، أو رصد هموم الناس.

وتضيف أمل أن العمل مع الزملاء في أيام العيد، والتضامن والتكافل في تقديم الخدمة الإعلامية للمجتمع، يجعلها تشعر بأن فرحة العيد لا ترتبط فقط بالتواجد مع الأهل، رغم صعوبة الابتعاد عنهم، لأن خدمة المجتمع تحقق السعادة في توفير تقديم آخر الأخبار للمواطنين.

مشيرة إلى أن دوامها سيكون في أول أيام العيد، أما ثاني يوم وما بعده من أيام العيد فسيقوم زملاء بأداء واجب الخدمة فيه.

بينما يرى العشريني محمود أن عمله كموظف ألعاب في أحد المولات، أن إجازة العيد مناسبة لكل الناس لكي يلتقوا ويتبادلوا التهاني؛ لكن ظروف العمل في أيام العيد ستحرمه من التواجد مع الأهل. مضيفا أن طبيعة عمله تفرض عليه التواجد في مقر العمل.

ويرى محمود أن عمله يتطلب حضوره، لأن الكثير من العائلات تصطحب أبناءها أثناء إجازة العيد، إلى الألعاب الترفيهية التي يؤمنها المول الذي يعمل فيه.

ياسمين (29 عاما) التي تعمل في قطاع المستشفى، تقول أن عملها يتطلب الدوام في أول يوم عيد، ولذلك لا تستطيع أن تهنئ الأهل والأقارب بالعيد إلا بعد انتهاء العيد. وتضيف أنها ملتزمة بالعمل في أول أيام العيد لأن زميلاتها يذهبن إلى محافظات أخرى في المملكة لقضاء إجازة العيد مع الأهل. لكن ياسمين تعتبر أن عملها في العيد خدمة تراها واجبا، وهي سعيدة بأدائها، وترى أن 'فرحة العيد لا تقتصر على بقائها وسط العائلة.'

عميد كلية الأميرة رحمة الجامعية، وأستاذ علم الاجتماع، د.حسين الخزاعي، يطلب من جميع أفراد المجتمع تقديم المحبة والشكر لكل المناوبين في فترة العيد.

مشيرا إلى أن المناوبين في العيد لا شك يتأثرون بالبعد عن الأهل، خاصة وأن المناسبة مناسبة فرح، وما يصاحبه من قيم تكافلية نبيلة. إلا أن تأديتهم لواجبهم الرسمي، وخدمة مجتمعهم، يعوض عن تلك الفرحة عند الكثير ممن يقدّمون هذه التضحية النبيلة.

ويضيف الخزاعي أن 'الابتعاد عن الأهل في الوقت الحالي ليس كبيرا، خصوصا مع توفر وسائل الاتصال التي تمكن العاملين من التواصل مع ذويهم، لكن يتعيّن على أصحاب القرار ورؤساء الموظفين أن يعاملوا مرؤوسيهم معاملة إنسانية في هذه المناسبة، وأن يوزعوا الأعمال توزيعا عادلا بين الجميع' .

الغد


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة