لا يمكن تفسير الزيارة التي قام بها رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة ووفد برلماني للعاصمة الإيرانية طهران للمشاركة في أعمال المؤتمر الدولي السادس لدعم صمود الشعب الفلسطيني، في غير مكانها وسياقها الطبيعي، ومن ثم تحميلها أكثر مما تحتمل.
ولا يمكن اعتبار تلك الزيارة استدارة وتموضعا جديدا للسياسة الأردنية، بيد أن وجود وفد برلماني على رأسه رئيس المؤسسة التشريعية في العاصمة طهران أمر إيجابي، ويحمل في ثناياه إشارات إيجابية تحرك مياها راكدة طال زمانها.
كما أن اللقاءات التي عقدت على هامش الزيارة، وما تخللها من لقاءات إيجابية بين الطرفين، تؤكد الحاجة الدائمة لإسماع جميع اللاعبين الأساسيين في الإقليم وجهة النظر الأردنية، ويكرس ضرورة تبادل وجهات النظر مع الجميع حول ما يجري، وفتح خطوط تواصل بغض النظر عن طريقتها.
إذ إن الأمر الذي يتوجب أخذه بعين الاعتبار أن الأقليم يشهد تحركات متسارعة، وتبادل أدوار واصطفافات، وهذا يتجلى فيما نشاهده يوميا من تقلبات للمشهد الإقليمي، وهو الأمر الذي يتوجب أن نأخذه في المملكة بعين الاعتبار.
وفي الأفق أيضا، اختراقات تم التعبير عنها بشكل واضح إبان زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لدولة الكويت وسلطنة عمان، وما تبعها من تصريحات إيجابية من كلا الطرفين، وهذا كله يصب في اتجاه ما يجري في الإقليم من تطورات دراماتيكية، يتوجب أن نضعها تحت المجهر، والتعامل معها بواقعية من دون تشدد، ومن دون اصطفافات غير مدروسة.
عمليا، فإن المشهد الإقليمي متغير، فمن كان يتحدث عن تغيير لأنظمة الحكم في بعض البلدان قبل أشهر، بات يبحث عن الحضور في المشهد النهائي من دون شروط مسبقة، ومن كان يتحدث عن رحيل هذا الرئيس أو ذاك انخفض سقف تصريحاته، ورحّل مطالباته لسنوات قادمة.
ففي العراق متغيرات يتوجب مشاهدتها، وفي سورية إعادة تموضع للجيش السوري في أماكن كان بعيدا عنها قبل عام، وفي فلسطين المحتلة عنصرية صهيونية متصاعدة، وفي الولايات المتحدة الأميركية ساكن جديد في البيت الأبيض، يتحدث بلغة بعيدة عن الشرعية الدولية، وعن قرارات الأمم المتحدة، وتصريحات شوفينية ترفض حل الدولتين، وتتعهد بنقل سفارة واشنطن إلى القدس المحتلة.
وفي المشهد أيضا، تقارب روسي صيني إيراني سوري عراقي وربما مصري، ولبناني جزئيا، يقابله تقارب أميركي تركي ومع دول عربية مختلفة، وهو الأمر الذي يتوجب مشاهدته من دون إغفال إمكانية وجود تقاطعات بين الروس والأميركيين والأتراك والإيرانيين في بعض الأحيان.
ولذلك، فإن الحقيقة التي يتوجب التعامل معها هي عدم مواصلة غض النظر عما يجري حولنا، ومواصلة إغلاق أعيننا عن التحولات التي تجري في محيطنا، وهذا الأمر يدعونا لكي نكون متبصرين، وأكثر انفتاحا في التعامل مع محيطنا، ورصد كل التحركات من حولنا، ومشاهدة الاصطفافات التي تجري بعيون مفتوحة، وعدم غلق الباب على أنفسنا، وفتح طاقات حوار بأشكال مختلفة.
إبقاء نوافذ التواصل مع جميع اللاعبين الإقليميين، وعدم الاكتفاء بطريق تواصل واحدة يجعلنا أكثر قربا مما يجري حولنا، ويمنحنا قدرة على رصد كل التطورات في المحيط، ويضعنا في قلب مشهد إقليمي بات يعنينا أكثر من غيرنا، ولا يتركنا على هامش كل تلك التطورات المتسارعة.
ولذلك فإن الحقيقة التي يتوجب التعامل معها هي رصد كل التطورات التي تجري، وقراءة المشهد من جميع جوانبه المختلفة، وتقديم المصلحة الأردنية الخالصة على مصالح الآخرين وحساباتهم الضيقة، وفتح طاقات حوار مع الجميع من دون استثناء.
إدامة فتح خيوط التواصل، سواء مع روسيا أو إيران أو سورية أو العراق ومصر وغيرها يضعنا في قلب المشهد الإقليمي المتغير، ويجعلنا لاعبين أساسيين، وليس على مقاعد المتفرجين.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو