أحمد المبيضين - أعلن رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي في تصريحات صحفية سابقة، ان المدينة الجديدة ما هي الا دراسة حتى الوقت الراهن ، وسيتم انشائها خارج العاصمة عمان، وستبعد مسافة 90 كيلومترا، وأنه مشروع طويل الأمد، وأنها تأتي ضمن جهود الحكومة في التحفيز الاقتصادي واستقطاب استثمارات نوعية ،مؤكدا في تصريحاته المتعددة ان المدينة الجديدة ستقام على اراضي خزينة ومحاطة لمسافات كبيرة بأراضي للخزينة ايضا.
وعقب تصريحات الملقي ، ظن الاردنيون ان تكلفة بناء عمان الجديدة ستكون على حساب خزينة الدولة ، وهو الامر الذي اثار القلق لديهم خشية ان يتأثر الوضع الاقتصادي المحلي بما ستنفقه الحكومة من اموال على بناء المدينة والذي سيؤثر تباعا على الحياة المعيشية بشكل عام على الفرد الاردني ، لتخرج الحكومة في تصريحات جديدة لها وتعلن ان ' عمان الجديدة' ستكون تكاليف بنائها بالشراكة مع القطاع الخاص ، مدللة على ذلك بقولها ان الحكومة لا تملك المليارات لإنجاز المشروع ، بل ان طرحه تم مع القطاع الخاص وبالشراكة معه، وانه سيقام عدة مشاريع من خلال التأجير التمويلي، والعاصمة ستكون تنفيذاً وتمويلاً بهذه الطريقة مع القطاع الخاص
الغموض الذي ما زال حتى اليوم يدور حول عمان الجديدة على الرغم من الافصاح عنها على المواقع الالكترونية الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي و بعض مسؤولي الدولة ، الا ان الاردنيين ما زالوا في حيرة لفك لغز هذه المدينة ، والتي لن يهنأ لهم بال الا عند الاعلان عنها رسميا من قبل الحكومة .
وبحسب ما يدور في الشارع الاردني من أحاديث هنا وهناك ، وفي الصالونات السياسية ، انه يجب على الحكومة ان تضع مطالب الاردنيين في سلم اولوياتها ، والتي تحولت على مدى السنوات الماضية الى 'أمنيات' ، مع الاشارة هنا الى ان هذه المطالب هي حق للمواطن والذي يقوم بدفع الضرائب المتلاحقة غير المنتهية ، والرسوم والمستحقات وغيرها الكثير من الامور التي اصبحت تشكل لدى المواطن الاردني البسيط هاجس الخوف من فرض ضرائب جديدة ورفع للأسعار .
وان تساءلت الحكومة في هذا الشأن ، ما هي هذه المطالب للمواطن الاردني والتي تحولت لأمنيات من الصعب تحقيقها ؟ فان الاجابة ستكون كالتالي : توفير الحياة الكريمة للمواطن الاردني من الطبقة ما دون البسيطة والدي يعيش في غرفة او غرفتين وعائلته المكونة من افراد لا يقل عددهم عن عدد فريق كرة القدم ، ويحصل في نهاية كل شهر على راتب ' ان كان موظفاً ' لا يكفيه للأيام الاولى من الشهر الجديد ، فكيف سيكون هنيئاً في حياته والحكومة تعلن عبر التلفاز والاذاعات ومواقع التواصل الاجتماعي انها سترفع اسعار السلع ، او ان هناك رفع لضريبة معينة ,,, هنا يكون المطلب وهو الامنية توفير الحياة الكريمة لهؤلاء المواطنين من الطبقة دون المتوسطة ، ووضع خطط ومنح ومشاريع تسهم في رفع مستوى المعيشة لهم بدلا من انفاق المليارات على مدينة سترى النور بعد 20 عاماً .
المطلب الآخر .. متابعة ما يدور ويحصل في المجتمع الاردني من احداث تشغل في مجملها افراد المجتمع بأكمله ، وخير مثال على ذلك ، ما حصل في الاول من أمس وهو وفاة الطفلة ملك القرعان اثر تعرضها لهجوم شرس من قبل الكلاب الضالة في اربد ، وبحسب ما صرح والدها ان وفاتها هو ' قضاء وقدر ' ، الا ان التقصير الطبي في مستشفى الامير بسمة الحكومي عقب اصابتها وعدم الاعتناء بها وتقديم العلاج اللازم لها ، تسبب لاحقا في حدوث مضاعفات صحية ووفاتها .
حادثة وفاة الطفلة ملك ، والتي اثارت ضجة عبر برنامج الوكيل والذي يبث على اثير اذاعة القوات المسلحة الاردنية ' راديو هلا' و على مواقع التواصل الاجتماعي وما رافق ذلك من مطالبات للحكومة ومن جميع الاردنيين من شمال المملكة الى جنوبها ، الى مكافحة الكلاب الضالة والقضاء عليها ،ومن خلال تفعيل الجهات المعنية في هذا الشأن سواء امانة عمان الكبرى او وزارة البلديات ، لافتين الى ان هذا الامر ليس بالأمر الصعب وانما السهل ، والقول هنا والدلالة ليس ان تضع الحكومة هذا الامر بالمرصاد ، وانما ربطها بأمور اخرى باتت تشكل ' خطر الموت' على حياة المواطن الاردني كالأبراج الكهربائية ذات الضغط العالي في الشوارع والتي تكون قريبة من تناول الاطفال لها ، والمصائد الموجودة في الشوارع ' المناهل بدون أغطية ' والتي تترك على حالها لأشهر ، وغيرها الكثير من الامور التي ان بحثت عنها الحكومة ستجد انها بالفعل يجب العمل عليها لأنهائها وانقاذ حياة المواطن .
وعلى الرغم من تصريح رئيس الوزراء الدكتور الملقي ، ان المدينة الجديدة ستكون المثال الحي لمسمى المدينة الحديثة ، وانها لن تكون فقط مباني حكومية ، بل سينشأ فيها الاسكانات والحدائق ،وسيكون مشروع عابر للحكومات ، اي انه لن تنجزه حكومة واحدة، فهل سيستطيع المواطن ان ينتظر 20 عاماً ليرى ماهية المدينة الجديدة ، في ظل شعوره بالحرمان ، وانتظاره بأن الغد سيكون افضل ، وهو كله أمل ان تنظر الحكومة بكامل افرادها ،وكل وزير بمهامه ، الى النزول الى الشارع ولمس هموم المواطن ، والنظر عن قرب وبكثب اين الخلل ومعالجته ؟ حتى وان كان بالزيارات الفجائية للمديريات والاقسام التي يوجد فيها اتصال مباشر مع المواطن .
مطالب بسيطة لن تعجز الحكومة عن تنفيذها ، تنمية القرى النائية ، تعبيد الشوارع ، اعادة تأهيل لشوارع الموت مثل شارع المدورة والذي مان وما زال وسيظل يشهد المزيد من الحوادث المميتة ان لم تقف الحكومة على قدميها وعملت على معالجته واعادة تأهيله ، ومن الاولى من بناء المدينة ان تنظر الحكومة الى واقع الفقراء عمل برامج تنموية شاملة تسهم في تحسين حياتهم المعيشية الى الدرجة البسيطة ، وخاصة من ينامون على الطرقات من دون مأوى او في الخيم او بمنازل اشبه بالقبور والتي تكون من دون مستوى الارض للبناء السكني ، مطالب بسيطة بتحسين الوضع الصحي للمواطن ، وتقديم كافة اشكال الرعاية الصحية له في المستشفيات الحكومية ، والعمل بضمير وليس العمل لإنهاء ساعات الدوام الرسمي كما حدث مع الطفلة ماك والتي نهشت الكلاب جسدها ، مطالب بمراقبة الاسواق والمحال التجارية التي تبيع مواد غذائية ' على الرغم من رفع اسعارها' والتي تكون في المحصلة منتهية الصلاحية .
الاردنيون يأملون بواقع معيشي افضل يسهم في تأمين الحياة الكريمة وان كان بسيطة ، ولا يأملون بالثراء ،يأملون بخدمات عامة ترقى الى المستوى الافضل وليست بخاصة ، يأملون ان تحقق أمنياتهم قبل ان يكبر ابنائهم ..!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو