الأحد 2024-12-15 08:20 م
 

هل تستدرِك سوتشي الـ«ثُنائِية».. فشل قمة طهران «الثُلاثِية»؟

02:18 م

قد تكون القمة التي رُتِّبت على عجل بين الرئيسين الروسي بوتين والتركي اردوغان عندما تلتئم غداً الاثنين في منتجع سوتشي على البحر الاسود،القمة الأهمّ وربما الأخطَر التي تُعقَد بين الزعيمين،وبخاصة منذ إسقاط الطائرة الروسية من قبل الجيش التركي،وتدهور العلاقات بينهما على نحو لم يجد اردوغان سبيلاً لاسترضاء موسكو سوى الإعتذار العلَني والذهاب مكسور الجناح الى سيد الكرملين،بعد»إكتشافه»ان كلفة معاداتها عالية،ما بالك الان وقد تقطّعت به السبل مع حليفته الاطلسية الكبرى،وهبطت شعبيته على نحو لم يعد بمقدوره الزعم انه يُمثّل»كل»الشعب التركي بل أقل من نصفه وربما نصفه،إذا ما استندنا الى نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي حاز فيها تأييد 52% من المقترِعين.اضافة اعلان


تداعيات قمة طهران الثلاثية التي عُقدت في السابع من الشهر الجاري ما تزال ماثِلة،و»السجال»الذي انطوت عليه تصريحات الرؤساء الثلاثة،كشف عمق الهوّة بين موقفي انقرة من جهة وطهران وخصوصاً موسكو من جهة اخرى،عندما رفض الرئيس بوتين الاقتراح التركي بوقف اطلاق النار،في محاولة مكشوفة لحماية حلفائِه ومرعيّيه من الجماعات الارهابية،ما لبث ان قاد حملة اعلامية وسياسية ودبلوماسية شرِسة،حرّض فيها دول الغرب الاستعماري وبخاصة الدول الاطلسية الثلاث اميركا،فرنسا وبريطانيا (لاحقاً انضمت الى الجولة المانيا ميركل،بضغط اميركي ومحاولة من المستشارة الهروب من الازمة المتدحرجة التي يعانِيها إئتلافها الحكومي على خلفية موضوع الهجرة)،وكانت مقالة اردوغان في صحيفة»وول سترتيت جورنال»(11/9) ذروة حملته التحريضية ضد الحكومات الثلاث:السورية،الايرانية والروسية،وِفق ما جاء في مقالته».. تُعدّ مدينة إدلب بمثابة المخرَج الأخير قبل حدوث الكارثة،وإذا فشل المجتمع الدولي بما في ذلك اوروبا والولايات المتحدة في التحرّك حالاً،فإن من سيدفَع الثمن ليس الابرياء في سوريا فقط وانما كل العالم».

تدرِك موسكو التي لم يتوقّف قادتها منذ انتهاء قمة طهران،تأكيد مواصلتِهم قصف المجموعات الإرهابية والتحذير من مغبة الانجرار خلف تمثيليات الكيماوي،التي تجري على قدم وساق في بلدات جسر الشغور ومورِك واللطامِنة،فضلاً عن الحشد العسكري التركي المهول،الذي لم ينقطِع باتجاه الحدود التركية السورية،وخصوصاً ارسال كتائب من القوات الخاصة الى نقاط الجيش التركي في إدلب (عددها 12).موسكو تُدرِك ان اردوغان يأخذ المشهد الى حافة الهاوية،وهي سياسة طالما استخدمها في مقارباته للخلافات المتعدّدة التي افتعلها مع اكثر من طرف اقليمي ودولي،في محاولة لإيجاد موطن قدم لبلاده في ازمات وملفات اكثر من منطقة مشتعلة،وبخاصة في المنطقة العربية.سواء في ما خص البحر الاحمر والخليج ام في العراق وخصوصا يومياتً الازمة السورية،التي لم يعد يختلف اثنان على انه بات في صف الخاسرِين،مهما كابَر وحاول تأجيل دفع الفواتير المترتِّبة عليه.ويمكن هنا التوقّف عند مزاعِمه خلال المؤتمر الصحفي الثلاثي بعد انتهاء قمة طهران بأنه يحارب الارهاب بقوله:»قُمنا بتطهير الارض وطرد الارهابيين، آخِذين في الاعتبار ارواح ودماء جنودنا في جرابلس والباب وعفرين.لقد زوّدنا ــأضاف ـــ الاراضي السورية بالسلام والهدوء،وبذلك سعيّنا فِعلياً الى خلق الظروف لعودة اللاجئين».

لم يتحدث رمز النيوعثمانِيّة عن النصرة/ هيئة تحرير الشام،ولا عن احرار الشام ولا كل القتلة والمجرمين،الذين ترعاهم اجهزته الأمنية في إدلب وريفها،ولم يأتِ بذكِر على محاولاته منع عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم،لاستخدامهم لاحقاً ورقة لابتزاز الدولة السورية والتدخّل في شؤونها،واستثمارهم»اصواتاً»انتخابية في مراحل مُقبلة.

الارهابيون في تعريف فخامته هم كرد سوريا،مُشيعاً انهم سيشاركون الجيش السوري الهجوم على إدلب،أما جماعات التكفير والخطاب الظلامي والسلفية الجهادية وغيرها من العناوين،فهم ذخر استراتيجي له ولهذا يمدّهم بالسلاح والعتاد بالصوت والصورة،باعتراف قادة هذه المجموعات التكفيرية.

في السطر الاخير... لن تكون كياسة الرئيس الروسي حاجزاً دون إعادة تأكيد موسكو على مواقفها التي لم تتغير منذ انتهاء (اقرأ فشل) قمة طهران الثلاثية،وبخاصة إدراك بوتين العميق بأن اردوغان يلعب اوراقه الاخيرة،بعد استنفاد كل مناوراته وتبّديده الوقت الممنوح له (من قمة طهران)لفرز الجماعات المعتدلة (المزعومة)عن تلك المتشدّدة،لكن السلطان العثماني الجديد ماطَل وواصَل شراء المزيد من الوقت،وها أن الوقت قد نفد،ولن تنفعه رهاناته على غطرسة وعدوانية ترمب،عندما عاد لمغازلته دون جدوى.ورغم احتمالات ترّيث دمشق في اعلان ساعة الصفر لبدء عملية «فجر إدلب»،رغم تهديد انقرة بأن:اي»هجوم»باي شكل على إدلب،سيُعتبر هجوماً على تركيا،وسيُقابَل بالرد المطلوب.

.. لننتظر ونرى، وبخاصة بعد ان قالت انقرة:ان الحديث»الروسي»عن فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من إدلب.. «مُبكّر جِداً».

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة