هل ستنجح "زمزم"؟ (1 - 2)

من الظلم الحكم على مبادرة 'زمزم' مسبقاً؛ فقط من خ?ل 'الشكل?ات' التي أحاطت با?ع?ن عنھا، أول من أمس، في المركز الثقافياضافة اعلان

الملكي، واستحوذت (أي الشكل?ات) على اھتمام ا?ع?م والمراقب?ن والس?اس??ن، أكثر مما حظي مضمون المبادرة نفسھ با?ھتمام
والترك?ز، وحتى ما قدّمتھ الورقة الس?اس?ة للمبادرة من أفكار إص?ح?ة واضحة وصر?حة في سقفھا المرتفع.
الحكم مستقب? على 'زمزم' ومص?رھا ?تحدّد من خ?ل ث?ثة خطوط رئ?سة. ا?ول، ماذا ?ر?د أصحاب المبادرة؟ والثاني، ماذا تر?د
'الدولة' منھا؟ والثالث، موقف جماعة ا?خوان المسلم?ن؟
لنبدأ من الطرف الرسمي، أي الدولة. إذ ?ث?ر ا?حتفاء المبالغ ف?ھ من ا?ع?م الرسمي بالمبادرة أحد أبرز ا?شكال?ات حولھا، برغم أنّ ما
تطرحھ من 'رؤ?ة إص?ح?ة' ? ?توافق بالضرورة مع 'السقف الحالي' ل?ص?ح في ا?ردن، و? مع مزاج الدولة! لكن ما ?فسّر ھذا
'العرس الرسمي' بزمزم، ھو بدرجة رئ?سة محاولة توظ?فھا بوصفھا 'انشقاقاً' جد?داً عن جماعة ا?خوان، وضربة قاصمة للتنظ?م من
الداخل، ما ?دلّ على ضعفھ وتفكّكھ.
الدولة ل?ست معن?ة بقادة المبادرة و? بأفكارھا و? بجوھر مشروعھا، بقدر ما تحاول استثمار ذلك لضرب الجماعة، حتى لو أدّى ا?مر
-في نھا?ة ال?وم- إلى 'حرق' المبادرة نفسھا والشخص?ات الق?اد?ة ف?ھا!
على الطرف ا?خر، وبالرغم من 'غضب' الق?ادة الحال?ة للجماعة، والمحسوبة على الت?ار المعارض لمجموعة 'زمزم'، من المبادرة
وق?ادتھا، وإصدار أوامر ?فراد الجماعة با?بتعاد عن المبادرة، وعدم المشاركة ف?ھا، إ? أن ق?ادة ا?خوان حر?صة على عدم فصل
المشارك?ن في 'زمزم'، إ?ّ إذا أعلنوا ن?ّتھم تأس?س حزبٍ س?اسي.
القرار، إذن، ھو 'التعا?ش' ب?ن الجماعة و'زمزم'، مرحل?اً، بعد أن فشلت الجھود الدائمة خ?ل السنوات الماض?ة في رأب الصدع داخل
ا?طر الق?اد?ة، وتقر?ب المسافات ب?ن أجنحة الجماعة المختلفة، وبصورة رئ?سة ب?ن الحمائم-ا?ص?ح والت?ار ا?خر الذي ?وسم بالتشدد
(وھو بالمناسبة وصف لم ?عد دق?قاً و? معبّراً عن جوھر ا?خت?ف الراھن). لكنھ تعا?شٌ محدد بما ستؤول إل?ھ مبادرة 'زمزم'.
داخل الجماعة، أ?ضاً، ? تحظى مبادرة 'زمزم' بموافقة وقبول من قبل ق?ادات جناح الحمائم أجمع?ن، بل إنّ ج?ل الش?وخ ?عارضون
إط?قھا، مثل عبداللط?ف عرب?ات وعبدالمج?د ذن?بات وعبدالحم?د القضاة وإسحاق الفرحان؛ خش?ةً أن تؤدي إلى ا?نشقاق. و?نضم إلى
ھؤ?ء سالم الف?حات وعبدالھادي الف?حات، وغ?رھما من ق?ادات الحمائم، ب?نما ?تبنّاھا و?برمجھا كل من رح?ل غرا?بة ونب?ل الكوفحي
ونائل مصالحة وجم?ل دھ?سات، ومعھم نخبة من الشباب الصاعد في الجماعة، من الطاقات التكنوقراط?ة والمثقفة الفاعلة والناشطة.
ربما ھذا ?قودنا إلى الطرف الثالث؛ أي ماذا ?ر?د أصحاب المبادرة أنفسھم؟ فمن الواضح أنّ المبادرة تعكس أو?ً شعوراً بعدم جدوى
الدوران في طاحونة 'ا?زمة الداخل?ة' التي تستھلك الجماعة منذ سنوات، ب? مخرج حق?قي؛ ما أدى إلى استنزاف ھذه الطاقات من دون
القدرة على إحداث اختراق جوھري في طر?قة عمل الجماعة وخطابھا الس?اسي.
لذلك، لجأت مجموعة 'زمزم' إلى التفك?ر 'خارج الصندوق'، عبر مبادرة تتجاوز ا?طار التقل?دي-التنظ?مي إلى المجال الوطني العام،
في محاولة لبناء 'أرض?ة مشتركة' مع كل من ?توافق مع ھذه ا?فكار ا?ص?ح?ة للعمل العام، خارج دائرة ا?ستقطاب الس?اسي
والصراعات الراھنة، بخاصة في ا?ردن، على خلف?ة ما ?حدث في مصر وسور?ة، لتجنّب ا?خطاء التي وقعت ف?ھا الجماعة في مصر،
وھي ا?خطاء التي تنبّھ لھا قادة المبادرة في مرحلة مبكّرة جداً.
وللحد?ث بق?ة غداً..