الأحد 2024-12-15 07:37 م
 

هموم سياحية .. الذين باعونا لشرم الشيخ

03:03 م

ملاحظة : هذا المقال خاص بالوكيل الاخباري

المحامي محمد الصبيحي


ممكن وممكن جدا أن نصمم على أستقبال موسم سياحي غير عادي , موسم ينهض بالسوق ويفتح فرص عمل , فالاقليم من حولنا أصبح طاردا للزوار وخيارات المصطاف العربي أصبحت محصورة في خيارين أثنين الاردن أو شرم الشيخ .اضافة اعلان

أعرف الاردن جيدا وسبق أن زرت شرم الشيخ .. فمالفرق بين مصائف الاردن وبين شرم الشيخ ,, ؟؟ .
اهم ملاحظة تكشفت لي أن شركات السياحة الاردنية ذات الاعلانات الغزيرة المغرية هي من تلحق الضرر بالسياحة الاردنية من أجل أن يثرى عدد محدود جدا من أصحابها .. فهي من حملت ثلثي الشعب الاردني ومعظم المغتربين الى شواطىء شرم الشيخ وغيرها من الاماكن باعلاناتها المكثفة ذات الكلفة المالية الزهيدة التي يكتشف الزائر لاحقا أن كل حركة هناك بثمنها المكلف جدا وأن الانفاق الاجمالي في الرحلة يتجاوز بكثير الكلفة الاجمالية لأي رحلة استجمام في الاردن ,, القصة أن أسعار الفنادق المعلنة في المنتجعات خارج الاردن ( خداعة ) لأن السائح الاردني لايعرف مثلا أن فنادق خمس نجوم التي يندهش لكلفتها الرخيصة في شرم الشيخ مصنفة فئات ( أ , ب , ج ) فقد نزلت في فندق خمس نجوم مشهور في شرم الشيخ بعد أن خدعت باعلان شركة ما لأكتشف أن فنادق ثلاث أو أربع نجوم في الاردن أكثر نظافة وأطيب طعاما منه , وأكتشفت أن ما توفره في ثمن الرحلة تدفع أضعافه في المشاركة في الرحلات والبرامج , وبالمحصلة فان كلفة يومين في شرم الشيخ كانت مساوية لكلفة اربعة أيام في فندق خمس نجوم في العقبة .و لم تقل لي دعايات تلك الشركات ولم تحذرني من أن المياه المستعملة هناك مياه معاد تدويرها وتكريرها ولا تصلح ربما للأستحمام - حسبما أسر لي الدليل السياحي المصري – عندما سألته في التفاصيل والعمق ..
شركات السياحة المشار اليها أعمت ( ضو ) المواطن الاردني بالدعاية عبر الصحف والاذاعات وهي تسوق لمنتجعات غير أردنية وتتواضع ( رفع عتب ) بتقديم رحلات محلية ,, لدرجة أني بدأت أشك في أن أصحاب بعض تلك الشركات يحملون الجنسية التركية أو المصرية ,, أين الوطن والانتماء الوطني ؟؟ لا أدري ؟؟
لم أشاهد في مصر ولم أسمع عن تركيا أن شركة سياحة هناك قامت بتسويق برامج سياحة في دولة أخرى .. كلها برامج محلية وطنية ..
أما نحن فحدث ولا حرج ..
نعم يمكن لنا أن ننظم صيف سياحي ينقذ أقتصادنا الراكد ولكن علينا كهيئة تنشيط سياحة وشرطة سياحية وأدارة حدود ونقابة مطاعم ومواطنين أن نتوقف عن بيع الكلام وننتقل الى العمل ,, المواطن الذي يتأفف من سيارات الزوار العرب ليس مخلصا لوطنه ,وسائق التاكسي الذي يستغل الضيف بالدوران واللف في الشوارع ليس مخلصا لوطنه .. والبائع في المتجر يتنكر لوطنه وقيمه حين يستغل جهل الزائر بالاسعار فيبادر الى نهبه جشعا وطمعا .
الشرطي الذي لايبتسم في وجه الضيف ولا يسارع لمساعدته عند الطلب مقصر في أداء واجبه , ورجل الجمارك الذي ينظر الى الزائر كمتهم بالتهريب يجب أن يغير نظرته ويضع حسن النية وكرم الاردن بين عينيه ..
المحتجون في الشوارع والمشاركون في المسيرات والاعتصامات لا تتوقفوا ولكن فقط أستمروا حضاريين وديمقراطيين دون تعطيل مصالح الاخرين ودونا نقول لزوارنا نحن نمارس حقنا الديمقراطي ونرفع صوتنا ولكننا أيضا نحمي أستقرار وطننا ونعطي الاخرين درسا في الديمقراطية والحرية .. دعونا نقول لزوارنا أن شوارع عمان مغطاة بالمحبة وليس بالدماء 1
وأخيرا نحتاج الى جهد أو حملة وطنية جماعية كبرى الان والا فاتنا قطار السياحة كما فاتنا الباص السريع ..


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة