الخميس 2024-12-12 08:43 ص
 

هيبة الدولة أيها النواب

12:11 م

ماذا يمكن أن يفعل النواب اليوم بخطاباتهم امام معضلة استشرت في الوطن ، وأصاب عفنها أرقى مراكز العلم والمعرفة ؟ ماذا يمكن أن يصنع النواب وهم يشاهدون ان تنازل الحكومات المتعاقبة عن دورها في فرض هيبة الدولة انما نخر في جسد الوطن واصبحنا نحتكم بقوانيننا الخاصة ، وذلك بعد ان فقدت اجهزة الدولة مصداقيتها امام الناس ؛ فتعددت القوانين واصبحت شريعة الغاب هي التي تقرر مصيرنا ومصير ابنائنا وعشائرنا.اضافة اعلان

لا اعرف عن سبب التراخي الذي يتجسد في ردود فعل الحكومات بالتعامل مع الخارجين على القانون او المعتدين على املاك الدولة، او حتى الذين ينصبون انفسهم بأنهم اكبر من القانون فيتجاوزونه , محللين ما يشاءون و محرمين ما يشاءون ، وكأننا نعيش زمن الاقطاع ؟
ما يدور في جامعاتنا عملية في غاية الخطورة ؛ فجامعاتنا صروح المعرفة ومهمتها اعداد جيل المستقبل. والاصلاح الحقيقي لا يمكن ان يقف على قدميه الا اذا حمله معشر الشباب المسلح بالمعرفة والتحصيل الاكاديمي والافكار الانفتاحية القائمة على الحوار الفكري الثقافي وتقبل الاخرين بأريحية . ما يدور هو إنهاء دور مصنع الاجيال وتأهيلهم ، ما يدور تغيير واضح في عناوين الاصلاح والنظرة المستقبلية ، ما يدور ضعف واضح او مؤامرة واضحة على جيل الشباب الذي يمثل غالبية الشعب الاردني .
لماذا لم يحصل العنف في جامعة العلوم والتكنولوجيا وبعض الجامعات العامة والخاصة سؤال اطرحه امام الاساذة النواب رغم انهم يمثلون مختلف اطياف العشائر الاردنية ، فلماذا غاب العنف هنا وانتشر هناك مع تشابه كافة المكونات ؟ ولعلي اشاطرهم الجواب الذي يكمن بطبيعة البرامج التي تطبقها الجامعة والتي لا تترك مجالا الا للتحصيل والبحث والمراجعة الدائمة ، وكذلك بطبيعة الطلبة الذين يقتنعون انه من دون الجد والاجتهاد فانهم لا يتقدمون خطوة ، وبطبيعة الاهل الذين يصرِّون ويتابعون ابناءهم فيما يحصلون وبم ينجحون ويرسبون، وكذلك بطبيعة ادارة الجامعة التي لا تسمح بأي تجاوز ولا تسكت عليه مفعِّلة القوانين .
ماذا سيفعل النواب غير التأكيد على الحكومة باجراءات حقيقية لتطبيق القانون ، واعادة ألق الجامعات لطبيعتها ، فمن لا يريد ان يكون طالبا جامعيا فلمَ نصرّ على بقائه ، ولمَ السكوت على مثيري الخلافات والصراعات ، ولمَ لا يقطع النواب عهدا على انفسهم بالا (يتواسطوا) بأية حالة مشابهة، وأن يسعوا نحو قدسية الجامعات والحرم الجامعي ، وأن يعتبروه من المحرمات ، وأن ينادوا ويراقبوا الحكومة في تطبيق القوانين بكل صرامتها بحيث لا يظلم احد ، وان يركزوا على نوعية الطالب الداخل للجامعة وخاصة في المحافظات؛ فالجامعة ليست مجرد حديقة يدخلها الطالب للنزهة!
النواب معنيّون بنشر الوعي بين الاهالي، ومعنيّون بأن تكون المقاعد الجامعية لمن يستحقها بعيدا عن المحاباة ؛ فالمناطق الاقل حظا لها حقها ، وذلك ضمن شروط ومعايير نحافظ من خلالها على مستوى الاداء في الجامعات وبالتالي قدرة الخريج على المنافسة في سوق العمل المزدحم .
على النواب أن يعيدوا بحث ملف التعليم في الاردن وتسوية اسباب التراجع ، فانعكاس الظروف الاجتماعية ،وعدم التفاؤل بالمستقبل المنظور لا يعطي الحق ولا المشروعية للطالب بان يتحول الى بلطجي يهدد ويرعب بل ويقتل زملاءه . على النواب ان يجعلوا من قضية جامعة الحسين الحالة الملحة والنهائية التي تستوجب وضع حد لما يجري في جامعاتنا ، واختلال سمعتها التي طالما افتخرنا بها.
على النواب الان أن يصرّوا على كشف ملابسات حالات القتل ، ويعلنوا عن مرتكبيها وتحويلهم إلى القضاء فورا ليأخذ القانون مجراه ؛ فهذا مطلب جماعي لكل ابناء باديتنا ومدننا وقرانا.
ليأخذ لنواب دورهم ويتحملوا مسؤوليتهم في معالجة هذه القضية ليس بالعطوات والجاهات فقط ، بل بالقانون وتعزيز هيبة الدولة .

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة