الخميس 2024-12-12 09:20 ص
 

وردة حمراء أيقظها الندى

07:44 ص

متى نشعر أن الورد لغة أخرى؟!، لا تقولها كلمات، ولا تتأوهها آهات. الوردة الحمراء الطازجة كقلب صبي عاشق؛ لغة لا تتاح لكثير من صم وبكم هذا العالم الخربان. هي لغة لا تبكيها بحة ناي أو غنة كمان.

اضافة اعلان


الورد الأحمر قلوبنا الراعشة، كسمكة سُحبت من نهرها الشاهق بالحياة. هي قلوبنا إذ نهديها إلى أحبابنا بحرارة أنفاسنا الحرّاقة بالشوق، يا الله ما أرهفنا إذ نعمر بالحب، وبالحب نكبر ونطير.


نحتاج إلى وردة حمراء أكبر من هذا التعب الذي ينخرنا كسوس الحطب، نحتاج ليوم لا تغرب شمسه قبل سنة أو سنتين. نحتاج لعيد من نوع آخر، فما زال الرماد يلفِّع جمرنا، لكنه يطفئنا ويبردنا كلما راودنا اشتعال جديد.
في الأزمنة منزوعة دسم الحب، لماذا نتظاهر بأننا نعشق؟!، وقد صرنا آلات مبرمجين، لا يدهشنا شيء، ولا يلفتنا شيء، وننسى أن الماء أو الهيدروجين هما من الأشياء التي جعلت الحياة متاحة على كرة الأرض: إنه الحب من جعل الأرض عش الإنسان المؤثث بالحياة!.


العالم قزّم الحب وحشره في زجاجة، واختصره في يوم واحد، ووردة بلاستيكية قبيحة، ويريدنا أن نحتفي بالحب بيوم وحيد بليد، بل وجعل من الحب لغة بالجسد فقط، وبوتقه له. فصرنا نحب بعيداً عن جوانية الروح وبوحها!.
عندما أستعيدني عاشقاً للمرة الأولى يرمي وردته بخجل في درب حبيبته الجياشة بمريولها الأخضر، وشعرها الرامح كذيل حصان، أحس كم جعلني كبيراً ذلك الحب، وكم جعلني مختلفاً، فيما أخطائي تكبرني بسبعةِ أقمارٍ، وأنا لا آبه لشيء؛ فحبيبي ظل يسجِّلها على دفتر صغير، بقلم رصاصٍ، وبيده الممحاة النهمة، وحين أقدم قلبي مربوطاً بوردة يغفر لي: الورد شفيع!.


كان علينا أن نصنع وردةً من قلوبنا الماطرة بالحب، وردةً أكبر من كل ورود القديس (فالنتاين)، لنهديها إلى أعمق جرح فينا، فبالحب نبرأ ونطيب. فاليوم عيد الحب، وقبل أن نفكر بإهداء الورد، علينا أن نرويه بأوكسجين هذه الحياة ونسغها: المحبة والتسامح.


كنا نريد قلوباً طفولية لا تصاب بالأحتشاء المادي الزائف، ونحتاج لشرايين لا تتكلس بحبات العشق المصطنع، نحتاج وروداً لا تذبل مع أول خيط شمس، نحتاج لقلب بكر كوردة حمراء طازجة أيقظها الندى!. دام الحب حليفنا اليومي.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة