الأحد 2024-12-15 06:51 ص
 

ويحي

02:18 م

ما زلتُ أركضُ ..أحملُ الفراغ فوق رأسي و أركض ..أحمل مشروعاً فارغاً و أركض ..كل أمنياتي على حد السكين، لكنها بيضاء من غير سوء ..!!اضافة اعلان


الركض يورثني اللهاث ..في يميني حكومة عربية قادرة أن تضرب ما في شمالي ؛ لأن في شمالي شعباً عربياً غير أعزل، فهو يحمل جينات السلاح، لكن عن أي سلاحٍ أتكلّم ..سلاح إذا ما أُخرِجَ من غمده ارتجف الحامل له قبل العدو ..!!

أتراني أضيع اليوم في وهم العرب ..؟!

أترى لو كنت غير عربي أو من ملّة أُخرى سيعرفني العرب كما يعرفونني اليوم ..؟

أتراهم وسط ضعفهم يدافعون عن طفولتي التي ضاعت في حاراتهم و أزقتهم وكأن الطفل العربي الذي كنته لم يرتكب إلا إثم البراءة ..؟!

ما أوجع العيش في قرارات عربية ليس لها قرار ..!!

أعلم إني أُحلّق اليوم بعيداً ..فقط لأستعيد عافية القدمين الحافيتين اللتين كنتُ أركض بهما طفلاً صغيراً ؛ ليس خوفاً من قائمة الأوجاع العربية، ولا قائمة الهزائم ..ولا بحثاً عن حليب أُمّي ..و لكنني كنتُ أركض يومها ركضاً شنيعاً لأصل إلى ( المستقبل ) ..وها هو المستقبل بين يديّ و قد صار حاضراً معجوناً بلهاث ركضي القديم ..ويلي بل ثكلتني أمّي بل ويحي ..هذا الذي أرهقتَ الدنيا كلها مرارةً و سجناً و حرماناً كي أصل إليه ..؟!

أما زلتَ تركض ..؟!

حسناً ..بقي سؤالان بريئان أيها الطفل الكبير ..سؤالان بحجم الاختناق الذي أنت به الآن ..!! السؤال الأول : من هو الذي أمامك ..؟ ليس ظلّك ولا مستقبلك ..و سأسمح لك أن تحتال للإجابة على هذا السؤال ..ولكنني لن أسمح لك أن تخدعني في إجابة السؤال الثاني : من الذي كان وما زال وراءك منذ ميلادك إلى الآن حتى الخاتمة ..؟ بل ماذا كان يفعل وراءك أيها الأحمق ..؟!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة