الأحد 2024-12-15 02:25 م
 

70% من الأردنيات لا يمانعن تلقي الضرب من أزواجهن!!

09:13 م

الوكيل - رقم مفزع وحقائق مذهلة حطت بكامل تفاصيلها على جهود الحركات النسائية الأردنية، وقد تداعت منذ عشرات السنين لتبني قضايا وقف العنف تجاه المرأة.

اضافة اعلان


دراسة كشفت أن 70% من نساء الاردن وفقا لعينة جابت محافظات المملكة لا يمانعن تلقي الضرب من أزواجهن في حال ارتكبن أي خطأ، وأن عدد من تعرضن للعنف وفقا لارقام إدارة حماية الاسرة عام 2012 7931 امرأة، الامر الذي أثار حفيظة المعنيين وتساؤلاتهم: كيف ذهبت تلك الجهود أدراج الرياح؟ وكيف تقبل نساؤنا على أنفسهن تلك الحالة؟ لا بل يقبلن بتوجيه الاهانات لهن من قبل الازواج والتعرض للسب والشتيمة والضرب الجسدي لاسباب لا علاقة لها بأي رد فعل يلحق بالمرأة الإهانة المباشرة.


الدراسة التي نفذها المشروع الاقليمي «وصال»، وتجمع لجان المرأة الاردني بالشراكة مع منظمة كير العالمية وبتمويل من الاتحاد الاوروبي، خرجت بأرقام خطيرة ومذهلة بأن نساء الاردن ومنهن صاحبات مواقع مهمة في المجتمع يقبلن بتعرضهن للعنف.
وبينت الدراسة أن نسبة تعرض المرأة للضرب 59% والسب 51% والاهانة 42% رغم أن إجابات النساء وفقا للدراسة بأن اهتماماتهن تنصب على تربية الاولاد بنسبة 82% و59% للاعمال المنزلية و50% لخدمة الزوج.
ورغم ذلك فإن المرأة تصر على أنها ترضى بأن تتلقى الضرب من قبل زوجها لأنها أخطأت بشيء ما، كما أظهرت الدراسة، التي أشارت الى أن إجابات النساء كانت أن عدم طاعة المرأة الكاملة للرجل خطأ، وأن تركها للمنزل دون مبرر مقنع خطأ، وأن إهمالها لأولادها أحيانا خطأ أيضا، ما يبرر أن تضرب لأجله.
مراقبون اعتبروا أن هذه الأرقام تودي بجهود الحركات النسائية الى حافة الهاوية لا سيما أنها تدعو دائما الى نبذ العنف ضد المرأة، وكان عام 2013 عام نبذ العنف ووقف سلوك الرجل الذي يؤدي الى تعنيف النساء بلا أي حق أو أدنى وجه سبب، وقوضت جهود مؤسسات وأفراد دعت ومولت وحشدت عشرات الالاف من الدولارات لانجاح مشروع او تدريب متطوعات او اجراء دراسات وورشات عمل لاجل وقف العنف ضد المرأة.
أمينة سر تجمع لجان المرأة الاردنية مي أبو السمن قالت إن الرقم بلا أدنى شك مفزع ومحبط ومخيب للامال، وهو بمثابة رد قاس على كل الجهود النسوية تجاه المرأة الاردنية.
ورغم إيمانها بأن الارقام تدفع نحو هاوية الواقع، إلا أنها رأت أن الاوضاع الاقتصادية وراء كل القهر والضغط الذي تعيشه المرأة الاردنية، وأن الوضع الاقتصادي الصعب يجعل المرأة تسكت وترضى و»تقبل بالمر» من أجل عدم خروجها الى المجتمع لتكون مطلقة او خارجة عن السياق الاجتماعي.
وأضافت ان الموروثات الاجتماعية هي التي تحكم الواقع الاردني وتسيطر على المرأة الاردنية بافعالها وردود أفعالها لا سيما أنها تخضع للتنشئة الاجتماعية الخاطئة بشأن إطاعة الرجل وكيفية إدارة أمور حياتها وكيفية قبولها بردود فعل الرجل تجاه تفاصيل الحياة اليومية. وقالت: نرى حالات عنف وضغط موجه للمرأة بآلاف الحالات وندعو العديد منهن للتخلص من تلك الحياة المرعبة التي تعيشها وهي مؤمنة بهذا القرار بفعل الموروثات الاجتماعية التي تحيط بها تجعلها ترفض فكرة الطلاق حيث يرفضها اهلها ويرفضها مجتمعها وبذلك فهي تقبل بالذل والعنف لصالح عدم طلاقها ولان اهلها لا يستقبلونها، كيف وهي لا تعمل وقد اجبرها زوجها على ترك الوظيفة، من اجل الابناء، فاين تذهب وكيف ستعيش، لذلك - كما بررت ابو السمن - فالنساء أوصلن أنفسنهن الى هذه النسبة الصادمة.
وأكدت أن الدراسات السابقة التي تدل على أن 90% من نساء الاردن لا يحصلن على حقهن بالميراث هي أيضا تصب بذات القالب وذات المفاهيم الخاصة بالعنف والموروث الاجتماعي الموجه ضد النساء وهي القضية ذاتها التي تعيدنا الى المربع الاول.
واشارت الى ان الحقيقة تؤدي الى القول بان الجهود لم تذهب سدى فالحالات التي اصبحت تراجع ادارة حماية الاسرة تضاعفت وهو دليل ايمان المرأة بحقها ومعرفتها لحقوقها وايمانها بالتشريعات والقوانين التي يمكن ان تعيد لها حقها، لكن الواقع يعود ليفرض نفسه على النساء ويجعلهن أسيرات الزوج.
وقالت: لا يمكن اعتبار تلك المشاهد فقط للمرأة الريفية او بالقرى لكنها أيضا تطال نساء مثقفات متعلمات على رأس عملهن ويمارسن حياة اجتماعية واقتصادية عالية المستوى لكنهن ايضا يرضين بضرب الازواج لهن، خوفا من احاديث المجتمع ورفض أهلهن لفكرة الطلاق وعدم رغبتهن باثارة مشاكل اجتماعية.
خبير الدراسات الاجتماعية الدكتور حسين الخزاعي أكد أن الارقام بالطبع مفزعة وخطيرة، مع تأكيده أن النسبة الاعظم هي التي لا تكشف عن أسرار حياتها وهي التي تخفي الظلم والعنف الموجه ضدها. وبين أن الرقم الاكثر إفزاعا أن 90% من النساء اللاتي يتعرضن للعنف لا يخبرن أحدا بما يتعرضن له، مؤكدا أن تلك الارقام تعيدنا الى مفاهيم وموروثات اجتماعية مرفوضة جدا، وأهمها وأبرزها خوف النساء اللاتي يتعرضن للعنف من مفاهيم الطلاق وخسران الحياة الزوجية، والخوف من كلام المجتمع وتعليقات الناس.
وتحدث عن الموجود في المملكة بشكل مكثف حول ما يسمى بثقافة «السترة»، تلك التي تعزز للنساء السكوت عن أي شيء في حياتهن وتجاوز الاهانات الزوجية لاستمرار الحياة ولو بدون روح، مؤكدا ان العديد من الاسر تعيش ما اسماه «الطلاق العاطفي» أي أن الزوجين يكونان في حكم المطلقين دون إشهار ودون عقد رسمي وذلك خوفا من الناس والاهل والمجتمع، وهو الذي عزز عند المرأة قضية الرضا بضرب الازواج لهن في حال أخطأن. وأشار الى أن سكوت الزوجات عن الضرب أو رضاهن بهذا السلوك هو ما راكم الشعور لدى المرأة بأن الضرب أمر عادي أو له مبررات لانهن يرفضن الطلاق وانعزالهن عن الحياة الزوجية، وأصبحت تلك الردود تغلب المرأة في الدفاع عن كرامتها وبيتها ونفسيتها وتنحصر بالموافقة على الاساءات وقبول ضرب الزوج لها.
وأوضح أن مؤشرات الدراسات تعزز قضية خوف المرأة من المجتمع وخوفها من المستقبل حيث ان 30% من المساجين واصحاب الجرائم الكبيرة جدا لم تطلب الزوجات منهم الطلاق وهن على ذمة أزواجهن رغم خطورتهم ورغم ان مدد اعتقالهم تتجاوز عشرات السنين، حيث تقبل الزوجة باسم الزواج حتى لا تعتبر مطلقة او بلا زوج، وهذا جزء من مفاهيم المجتمع التي تعزز الانصياع لـ»السترة» وعدم ذهاب المرأة للاهل مطلقة وخاسرة لحياتها الزوجية.
واوضح ان النصائح التي يهبها الاهل لبناتهم عند الزواج والتي اسماها «النصائح المفخخة» هي التي تجبر المرأة على السكوت عن واقعها مهما كان عنيفا أو أليما، بأنه لا طلاق ولا مغادرة لبيت الزوجية ولا استقبال لها في بيت أهلها حاملة هم الزوج والاولاد.
أمان السائح-الدستور


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة