الأربعاء 08-05-2024
الوكيل الاخباري
 

استراتيجية جديدة لوزارة الثقافة

72020617121133496315


الوكيل الإخباري- قال وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي ان الوزارة تعمل على وضع إطار استراتيجي وخارطة طريق تتجاوز ما كان سائدا في عقود خلت من غياب لاستراتيجيات ثقافية على مستوى الدولة الاردنية ضمن رؤية وطنية شمولية.

اضافة اعلان

 

وستسهم الاستراتيجية بحسب ما كشفه الطويسي في مقابلة مع وكالة الانباء الاردنية (بترا)، بخلق تنمية ثقافية على أسس موضوعية وبأدوات معاصرة وعملية، وتلتحم بالمشروع التنموي الشمولي للدولة الأردنية بمختلف عناصره وقطاعاته التي تعزز من محركات النمو والتطوير والتحديث على مختلف الصعد الاجتماعية والاقتصادية والإنتاجية والابداعية. * وضع إطار استراتيجي وسياسات عامة ثقافية وطنية: وقال الدكتور الطويسي "علينا الاعتراف بأن ثمة فراغ في السياسات العامة الثقافية في البلد"، لافتاً إلى أن آخر خطة وضعت لوزارة الثقافة كانت في الفترة 2006-2008، ولم يسبق أن وضع إطار استراتيجي وطني عام لقطاع الثقافة في الاردن.

 

وأكد أن هذا الامر هو ما تعمل عليه وزارة الثقافة منذ نهاية العام الماضي، مشيراً إلى سلسلة من الحوارات الثقافية التي نفذتها الوزارة والتي جابت محافظات المملكة، علاوة على 14 ورقة بحثية مرجعية كلّف فيها باحثون وخبراء، تعالج مختلف الموضوعات التي تتعلق بالشأن الثقافي ومنها الصناعات الثقافية، والثقافة، والتطرف والهيئات الثقافية، والفنون وغيرها.

 

وأشار إلى أن الوزارة دعت مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية لإجراء دراسة مسحية للأولويات الثقافية وفق رؤية فئتي المثقفين والشباب الأردنيين.

 

وبين أن جميع هذه المعطيات سيتم جمعها للخروج بإطار استراتيجي ثقافي لقطاع الثقافة الأردنية، وسيمثل أول إطار ورؤية للقطاع بتاريخ المملكة، مؤكداً أن الشأن الثقافي ليس مسؤولية الوزارة وحدها، وإنما شأن مجتمعي عام وبحاجة إلى رؤية وطنية توافقية للسنوات العشر المقبلة.

 

واشار الى سلسلة من البرامج الوطنية التي تعمل الوزارة على اطلاقها قريبا ومنها البرنامج الوطني لرعاية المواهب الذي سُيطلق الشهر المقبل.

 

* التحول الى الاقتصاد الابداعي: وأكد وزير الثقافة اهمية الاقتصاد الابداعي الذي بحسبه "لا يؤخذ بكثير من الجدية"، مشيرا الى انه يشمل الجوانب الابداعية التقليدية مثل الفنون والانتاجات الثقافية الاخرى علاوة على جانب من تطبيقات التكنولوجيا الرقمية المعاصرة.

 

ووفقا للدكتور الطويسي فإن ما بين 10 الى 11 بالمئة من الناتج الاجمالي العالمي يشكله الاقتصاد الابداعي، في الوقت الذي لا يوجد لدينا في الاردن بحساباتنا الوطنية ارقام محددة وواضحة عن مدى مساهمة الاقتصاد الابداعي في الناتج الاجمالي الوطني، والذي نحن بأمس الحاجة للالتفات اليه وتفعيل دوره في الاقتصاد الوطني.

 

وفي هذا الصدد قال إن لدى الوزارة تصورا واضحا في هذا الشأن لدعم الصناعات الثقافية الاردنية، من خلال خلق شبكة من العلاقات سواء من المؤسسات الحكومية المعنية بشكل مباشر والتي يمكن ان تقدم الثقافة بوصفها مدخلات لازدهار منتجاتها، ومنها قطاع السياحة، لافتا الى ان القيمة الثقافية التي تعنى بالخصوصية والاصالة هي التي يمكن ان تميزنا عن الاخرين وتحقق القيمة المضافة في التنافسية.

 

وقال "نحن في الوزارة لدينا مشروع سنعلنه قريبا وهو مسرعة الاعمال الثقافية، وهي اول مسرعة اعمال في العالم العربي تختص بالثقافة والفنون"، وتأتي ضمن توجهات الدولة الاردنية لدعم فئات الشباب وريادة الاعمال، مبينا ان الوزارة بدأت العمل على إنشاء هذه المسرعة التي تُعنى بتوفير بيئة ملائمة لإنشاء شركات صغيرة من قبل فئات الشباب للاستثمار في مجالات الثقافة والفنون.

 

واوضح ان الوزارة بدأت العمل لإقامة تحالف مع سبع مؤسسات وطنية ذات صفة عامة وخاصة ومدنية، لتوفير دعم وبيئة ملائمة لجذب المبدعين من تلك الفئة في مجالات الثقافة والفنون لكي يستثمروا في حقولها.

 

وقال "نريد ان نضخ دماءً جديدةً في الحياة الثقافية والفنية في المملكة، وان ندفع بالشباب لكي ينشئوا قطاع اعمال ثقافيا وفنيا على اسس اقتصادية".

 

وفي هذا السياق لفت الى قطاع صناعة الدراما الذي تراجع منذ سنوات التسعينيات من القرن الماضي، وقال "نحن لم نوفق في بناء نموذج اقتصادي ناجح لصناعة الدراما، بمعنى نموذج يحافظ على جودة المنتج ويحتوي قيمة ثقافية حقيقية ويتحقق له في الجانب الاخر الاستدامة في التمويل". ورأى انه لا يمكن لقطاع ما ان يكون معتمدا الى الابد على الرعاية والدعم والتمويل على المدى الطويل دون ان يخلق ديناميات ذاتية للاستمرار والاستدامة من خلال بناء نموذج اقتصادي ناجح له.

 

واشار الى ان الوزارة اطلقت العام الماضي بالتعاون مع مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ونقابة الفنانين، مشروع تنمية الدراما ودعمها، وان التلفزيون يعمل حاليا على انتاج عملين، مؤكدا التزام الوزارة بهذا البرنامج والعمل على تفعيله بشكل اكبر.