الثلاثاء 16-04-2024
الوكيل الاخباري
 

« ألو.... بيروت «



قبل 15سنة تقريبا ، ذهبت إلى بيروت لاغسل حزني على وفاة الوالدة.. فاستقبلني الصديق الفنان جان قسيس وقال لي: اطمئن ، «ست الدنيا» سوف تمسح أحزانك. وصعد بي إلى الجبال الشاهقة.. وطفنا في «الضيَع» والقرى الجميلة والتي كنت أظنها بعضا من خيالي. صعودا وهبوطا إلى البحر حيث رأيت (بيروت) امرأة تغتسل بموج الفتنة والروعة. ولهذا ، لم أندهش حين بدا لي اهلها فنانين وشعراء وصحافيين ومبدعين.. فمن له مثل هذه الأم المدهشة لا بد أن يستمد حبه للحياة من قلبها وجسدها. كان صديقي يشير إلى ما خلف الموج.. حيث قوس الشر.. تلك الأفعى المتربصة بالروعة «إسرائيل» تحاصر بحر «بيروت» وتلوثه بأطماعها بعد أن غادرته «مكرهة» عام 1982. «بيروت» عاصمة العرب الأجمل... وعاصمة الحزن وعاصمة الحب شوهتها آلة الحرب العدوانية. قذائف الحقد الاسرائيلية حرمتنا من فنانين لبنان ووأدت مهرجاناتنا إلى حين.. نضمد الجراح.. ونغسل العار. «البحر يفتش في دفتره الأزرق عن لبنان» ونحن ـ المشاهدين ـ محترفي التنديد والخيانة نحتفظ بأعز ما لدينا «أجهزة التلفزيون» الملونة. نحتفظ بعارنا للمرة الثالثة والسادسة والمليون. «يا بيروت يا ست الدنيا ان الدنيا بعدك ليست تكفينا الآن عرفنا أن جذورك ضاربة فينا.اضافة اعلان

الآن عرفنا.
ماذا اقترفت أيدينا».
بيروت من يغسل حزنك الأبدي؟.
بيروت... العالم أعمى والخارطة صماء.
والزمن العربي يتحرك بالبوصلة الأمريكية يجر عاره من زمن إلى زمن
بيروت...
ها أنتِ تتعرضين لجرح آخر..
وكالعادة
سوف تقيّد ضد مجهول
بيروت.. نا الجميلة
يامن علمتِنا الحضارة والثقافة والصحافة والذّق والفن
بيروت ..
فيروز وصباح والرابعة وكتيبة المبدعين
لا تلتفتي الى شبابيكنا المشرعة على «الغرب»...
«قومي من تحت الردم.
كزهرة لوز في نيسان».
قومي يا ست الدنيا.
فنحن الموتى.
وأنت الحياة،،،.