تستخدم الإشاعات بما يشبه الانتظام في السياسة المعاصرة كأداة لنشر الأكاذيب والزيف والتضليل وافتعال الفضائح.اضافة اعلان
وهي أكثر شيوعاً في الخطاب السياسي في العالم وحسب أوكيد (مرصد مصداقية الإعلام الأردني) تصدرت الإشاعات الأمنية المرتبة الأولى فيها وجاءت الاشاعات السياسية في المرتبة الرابعة بين الاشاعات الست، وهي الأمنية: والاقتصادية، والشأن العام، والسياسية، والصحية والاجتماعية في تشرين الثاني الماضي 2021 (الغد 2/12/2021).
ومع أنه من السهولة تحديد الاشاعات إلا أنه من الصعوبة بمكان وبخاصة بالنسبة للإشاعات السياسية العثور على طرق لتنفيسها، أو لوقفها ولإبطالها وقد انتشرت وتعمقت.
وتعيش الإشاعات السياسية مدة أطول من غيرها من الاشاعات، وتكون اكثر مقاومة لمحاولة التغلب عليها، وأحياناً ذات تداعيات خطيرة او مدمرة.
تكتسب الإشاعة قوتها من أُلفتها (Familiarity) كما تفيد بحوث علم الإجماع، وحتى من محاولة نفيها من مصدر غير موثوق، لأن النفي يزيد في عدد تكرارها، ويوسع انتشارها.
فما هي الإشاعة؟ قاموسياً كما في المنجد في اللغة العربية المعاصرة، 2013: «خبر منتشر غير مثبت وغير مؤكد». «نبأ غير موثوق به». وفي قاموس وبستر الكبير 1987: A story or statement in general circulation without confirmation or certainty as facts . Gossip, hearsay» أي أن الإشاعة قصة أو كلام متداول دون توكيد أو يقين كحقائق. استغابة أو إشاعة».
وهي في أحد قواميس مصطلحات علم الاجتماع: «A Modern Dictionary of Sociology , 1978
« تقرير غير دقيق او غير صحيح ينتقل بالكلمة من فم إلى فم ومن شخص إلى آخر، وتزداد الرغبة في المزيد من المعلومات في حالات الأزمة، والرقابة، والقمع، أو عندما يكون الناس في نمط عاطفي قوي، او ضغط ثقافي شديد. فعندئذ يكون الناس جاهزين للاستجابة أي لتصديق أي «حتة» معلومات، او زعم أو ادعاء، كله أو بعضه.» لا يعني ذلك أن جميع الإشاعات كاذبة فقد يكون أحدها صحيحاً «.
ولطالما ذكرنا بأن الإشاعة (والموضة) سرعان ما تنتشر لأنها تنتقل بمتوالية هندسية، أو بالعدوى الاجتماعية.
والاشاعة عند بعض علماء الاجتماع: ادعاء بالحقيقة عن الناس، او عن الجماعات او عن الأحداث، أو عن المؤسسات لم يثبت انه صحيح، لكنه ينتقل من شخص إلى آخر بسرعة، وتصبح له مصداقية فيما بعد ليس نتيجة دليل مباشر أو دليل معروف يدعمه، ومع هذا فإن الناس يصدقونه.
تنتقل الاشاعة في رأيي بالتفكير الترانزيتي، حيث يقوم من تصل إليه بحملها على ظهره فوراً ونقلها وإنزالها إلى أقرب واحد إليه، أي تفريقها هناك، وهكذا.
وحسب هذه التعريفات فإن الاشاعة شكل معين من التضليل المعلوماتي الخالي من الدليل، أي غير المؤكد، وهي أكثر من مجرد فتافيت أو حتت من المعلومات لكهنا تكتسب قوتها بالانتشار الاجتماعي الواسع.
لقد ظلت الاشاعة موضوعاً للبحث الاجتماعي لأكثر من مائة عام وما تزال وقد أصبحت قوة سياسية داخلية، فقد كانت الوسيلة الرئيسية لتضليل العدو في الحرب العالمية الثانية.
وقد جاءت الشبكة العنكبوتية (الانترنت) لتزيد من زخمها ومن توسيع مداها، بعدما صار بقدرة كل واحد – وهو قاعد – إطلاقها في الشبكة وانتشارها فوراً، مكتسبة درجة من المصداقية، مما قد يجعلها تتجسد ولا تختفي وتزول، وبخاصة في الانظمة المفتقرة إلى الشفافية والمصداقية، والمجتمعات المغلقة عقلياً أي المعادية للحرية والتفكير الناقد.
وغيابهما يلحقان ضرراً كبيراً في الديمقراطية بتعطيل المشاركة النشطة في عملياتها، فالإشاعة لا تشكل معتقدات الجمهور الجاهل أو المعادي للتفكير الناقد فقط، وإنما قد تأتي بتداعيات سياسية، غير محمودة مثل تصديق نظريات المؤامرة (اقرأ كتابي في هذا الصدد: عصر ما بعد الحقيقة: كيف تحمي/ن نفسك من التضليل الإعلامي العلمي).
لعل إبطال الإشاعة أو تصويب السياسة ليسا أمراً سهلاً إذا غابت الشفافية، والحرية، والمصداقية، والتفكير الناقد. لكن أفضل استراتيجية لإبطالها ليس نفيها من مصدر مسؤول غير موثوق به، بل من مصدر موثوق أو معارض غير متوقع ينفيها وإن كان يطاله الضرر بمصالحه الشخصية أو السياسية بهذا النفي. لكن قيام هذا المصدر بنفي الإشاعة يسهل على الناس رفضها أياً كانت خلفياتهم وأيديولوجياتهم.
واخيراً فقوة الاشاعة تعتمد على أهميتها ودرجة غموضها عند الناس، إذ كلما كانت الأهمية أو الغموض صفراً، فلن تنشأ اشاعة كما يقول علماء الاجتماع.
وهي أكثر شيوعاً في الخطاب السياسي في العالم وحسب أوكيد (مرصد مصداقية الإعلام الأردني) تصدرت الإشاعات الأمنية المرتبة الأولى فيها وجاءت الاشاعات السياسية في المرتبة الرابعة بين الاشاعات الست، وهي الأمنية: والاقتصادية، والشأن العام، والسياسية، والصحية والاجتماعية في تشرين الثاني الماضي 2021 (الغد 2/12/2021).
ومع أنه من السهولة تحديد الاشاعات إلا أنه من الصعوبة بمكان وبخاصة بالنسبة للإشاعات السياسية العثور على طرق لتنفيسها، أو لوقفها ولإبطالها وقد انتشرت وتعمقت.
وتعيش الإشاعات السياسية مدة أطول من غيرها من الاشاعات، وتكون اكثر مقاومة لمحاولة التغلب عليها، وأحياناً ذات تداعيات خطيرة او مدمرة.
تكتسب الإشاعة قوتها من أُلفتها (Familiarity) كما تفيد بحوث علم الإجماع، وحتى من محاولة نفيها من مصدر غير موثوق، لأن النفي يزيد في عدد تكرارها، ويوسع انتشارها.
فما هي الإشاعة؟ قاموسياً كما في المنجد في اللغة العربية المعاصرة، 2013: «خبر منتشر غير مثبت وغير مؤكد». «نبأ غير موثوق به». وفي قاموس وبستر الكبير 1987: A story or statement in general circulation without confirmation or certainty as facts . Gossip, hearsay» أي أن الإشاعة قصة أو كلام متداول دون توكيد أو يقين كحقائق. استغابة أو إشاعة».
وهي في أحد قواميس مصطلحات علم الاجتماع: «A Modern Dictionary of Sociology , 1978
« تقرير غير دقيق او غير صحيح ينتقل بالكلمة من فم إلى فم ومن شخص إلى آخر، وتزداد الرغبة في المزيد من المعلومات في حالات الأزمة، والرقابة، والقمع، أو عندما يكون الناس في نمط عاطفي قوي، او ضغط ثقافي شديد. فعندئذ يكون الناس جاهزين للاستجابة أي لتصديق أي «حتة» معلومات، او زعم أو ادعاء، كله أو بعضه.» لا يعني ذلك أن جميع الإشاعات كاذبة فقد يكون أحدها صحيحاً «.
ولطالما ذكرنا بأن الإشاعة (والموضة) سرعان ما تنتشر لأنها تنتقل بمتوالية هندسية، أو بالعدوى الاجتماعية.
والاشاعة عند بعض علماء الاجتماع: ادعاء بالحقيقة عن الناس، او عن الجماعات او عن الأحداث، أو عن المؤسسات لم يثبت انه صحيح، لكنه ينتقل من شخص إلى آخر بسرعة، وتصبح له مصداقية فيما بعد ليس نتيجة دليل مباشر أو دليل معروف يدعمه، ومع هذا فإن الناس يصدقونه.
تنتقل الاشاعة في رأيي بالتفكير الترانزيتي، حيث يقوم من تصل إليه بحملها على ظهره فوراً ونقلها وإنزالها إلى أقرب واحد إليه، أي تفريقها هناك، وهكذا.
وحسب هذه التعريفات فإن الاشاعة شكل معين من التضليل المعلوماتي الخالي من الدليل، أي غير المؤكد، وهي أكثر من مجرد فتافيت أو حتت من المعلومات لكهنا تكتسب قوتها بالانتشار الاجتماعي الواسع.
لقد ظلت الاشاعة موضوعاً للبحث الاجتماعي لأكثر من مائة عام وما تزال وقد أصبحت قوة سياسية داخلية، فقد كانت الوسيلة الرئيسية لتضليل العدو في الحرب العالمية الثانية.
وقد جاءت الشبكة العنكبوتية (الانترنت) لتزيد من زخمها ومن توسيع مداها، بعدما صار بقدرة كل واحد – وهو قاعد – إطلاقها في الشبكة وانتشارها فوراً، مكتسبة درجة من المصداقية، مما قد يجعلها تتجسد ولا تختفي وتزول، وبخاصة في الانظمة المفتقرة إلى الشفافية والمصداقية، والمجتمعات المغلقة عقلياً أي المعادية للحرية والتفكير الناقد.
وغيابهما يلحقان ضرراً كبيراً في الديمقراطية بتعطيل المشاركة النشطة في عملياتها، فالإشاعة لا تشكل معتقدات الجمهور الجاهل أو المعادي للتفكير الناقد فقط، وإنما قد تأتي بتداعيات سياسية، غير محمودة مثل تصديق نظريات المؤامرة (اقرأ كتابي في هذا الصدد: عصر ما بعد الحقيقة: كيف تحمي/ن نفسك من التضليل الإعلامي العلمي).
لعل إبطال الإشاعة أو تصويب السياسة ليسا أمراً سهلاً إذا غابت الشفافية، والحرية، والمصداقية، والتفكير الناقد. لكن أفضل استراتيجية لإبطالها ليس نفيها من مصدر مسؤول غير موثوق به، بل من مصدر موثوق أو معارض غير متوقع ينفيها وإن كان يطاله الضرر بمصالحه الشخصية أو السياسية بهذا النفي. لكن قيام هذا المصدر بنفي الإشاعة يسهل على الناس رفضها أياً كانت خلفياتهم وأيديولوجياتهم.
واخيراً فقوة الاشاعة تعتمد على أهميتها ودرجة غموضها عند الناس، إذ كلما كانت الأهمية أو الغموض صفراً، فلن تنشأ اشاعة كما يقول علماء الاجتماع.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي