الجمعة 19-04-2024
الوكيل الاخباري
 

شهداء الواجب وتقصير «الصحة»



رحم الله عز وجل شهداء « الجيش الابيض « الذين رابطوا وزملاؤهم على الخط الامامي للتخفيف عن المرضي وحماية المواطنين، منهم لم يستطع رؤية اسرهم ومنهم عمل ساعات طويلة تفوق طاقة التحمل، كل ذلك وغيره الكثير من التضحيات التي قدمها الجهاز الطبي بالمقابل لم تقم الجهات الرسمية بالقيام بواجبهم تجاههم واسرهم، والاصعب من ذلك ان لدينا مستشفيات مهمة تعاني نقصا كبيرا في الطواقم الطبية والتمريضية دون تبرير حقيقي، فالاولوية القصوى يفترض ان توجه لدعم الجهاز الطبي والتمريضي والمخبري والاداري الذين يبذلون جهودا كبيرة، غالبية المواطنين لا يعرفون هذه الجهود الجبارة في ظل ظروف استثنائية شديدة الصعوبة والتعقيد.اضافة اعلان


المراقب المحايد يكاد لا يصدق ان هناك اطباء تم تعيينهم بأقل من الحد الادني للأجور، وهل يعقل استمرار عمل طبيبات وممرضات في مستشفيات ومراكز صحية وهن يحملن في ارحامهن أجنة؟، وهل نعمل وفق بروتوكول طبي محكم خصوصا في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 يحمي اعضاء الجهاز الطبي وتوفير مستلزمات ذلك حتى لا نواجه (في ظروف متفاقمة وتفشي الفيروس الذي يقلق شعوب الارض ودولها ) انهيار المنظومة الصحية في البلاد.

الحكومة ووزارة الصحة مطالبة باعادة النظر في اولويات الانفاق العام ورصد مخصصات مالية كافية لرفع قدرة الجهاز الصحي والمحافظة على سلامته، ورفده بأعداد كافية من الاطباء من كل التخصصات والممرضات والممرضين، فالتصدي للجائحة وتخفيف آثارها يتطلب النظر على الجوهر وتغليبه على الشكل، فالتعينات المطلوبة يفترض ان تتم بسرعة كبيرة لرفع الطاقات الفعلية الى الطاقة التصميمية للمستشفيات اذ هناك مستشفيات حديثة تعمل بنصف طاقتها جراء نقص الكوادر في وقت نحن بحاجة ماسة لكل قدرة طبية متاحة في البلاد.

خلال الاشهر الماضية كان الحديث والتصريحات لمسؤولين حول التعامل مع الجائحة وطربنا كثيرا عندما سمعنا قصائد مديح داخلية وخارجية حول التجربة الاردنية، وكان العامل الحاسم في حينه الحظر الشامل ثم الجزئي مع اغلاق المنافذ الجوية والبرية والبحرية امام القادمين والمغادرين مع تنظيم المستوردات والصادرات لتسهيل السلاسل الغذائية والصادرات الرئيسية، لذلك نجح الاردن في ادارة الملف برغم التكاليف الاقتصادية والاجتماعية، وبذل القوات المسلحة / الجيش العربي والاجهزة الامنية دورا رياديا في ادارة وتنفيذ الازمة.

خلال الاسابيع القليلة الفائتة وقعنا كما غيرنا وربما اشد ضراوة في مصيدة الفيروس، فالسبب الرئيس  لذلك حالة الارتخاء العام في الدولة الاردنية من مسؤولين ومواطنين، وبلغ البعض حد انكار الفيروس، ونسينا التباعد او تنسينا ذلك، واصبح ارتداء الكمامة محل تندر من البعض..ووافقنا ونحن ندفع ثمنا غاليا من خيرة الاطباء واحبة لنا..علينا جميعا كل في موقعه مطالب بضرورة بذل كل جهد ممكن لتخفيف الجائحة وتداعياتها، والبداية بتعزيز وحماية المرابطين في المواقع الامامية بكل ما يتطلبه ذلك ماديا وادبيا ونفسيا، والتزام المواطنين بمعايير السلامة تحت طائلة المسؤولية.