الجمعة 29-03-2024
الوكيل الاخباري
 

فلنحذر من الخطوات المتسرعة



 
لجنة الأوبئة على حق، علينا ألا نتسرع بفتح البلاد أمام حركة المسافرين القادمين، دون تدابير صحية صارمة أقلها الحجر الصحي لمدة 14 يوما.اضافة اعلان


اختبرنا انفتاحا داخليا محسوبا، وكانت النتائج جيدة جدا لغاية الآن. عدد الإصابات المحلية محدود للغاية، بينما النشاط العام في أوجه. في المقابل، تعطينا الاصابات المسجلة للقادمين يوميا عبر المعابر الحدودية والأردنيين العائدين مؤشرا خطيرا لما ستؤول إليه الأوضاع لو لم نتخذ ما يكفي من إجراءات الحجر والعزل.

في عموم العالم هناك ارتفاع كبير في أعداد الاصابات مذ أن قررت الدول تخفيف إجراءات الحجر والإغلاق، وفي محيطنا العربي والإقليمي تزايد ملحوظ في أعداد المصابين بالفيروس، يحتم علينا إبقاء حدودنا وأجوائنا تحت السيطرة للأسابيع المقبلة ولحين التأكد تماما من تراجع معدل انتشار الفيروس في تلك البلدان.

يمكننا بالطبع القيام بخطوات مدروسة مثلما أفادت اللجنة الوطنية للأوبئة، كالسماح لمواطني دول تشبهنا في عدد الإصابات من القدوم عبر رحلات مدروسة وخاضعة للإجراءات الصحية الشديدة، مع تقليل مستوى الاحتكاك مع المواطنين في المملكة قدر المستطاع.

ذلك يعني أن قطاع السياحة لن يشهد انتعاشا وشيكا، ويحتاج لأشهر طويلة حتى يتمكن من استعادة زخمه، مع كل ما يترتب على ذلك من خسائر مؤسفة، يأمل الجميع بتعويض جزء منها من خلال تنشيط السياحة الداخلية. وفي المقابل لن يكون متاحا للأردنيين هذا الصيف السفر للخارج لغايات السياحة، وبالرغم مما يعنيه ذلك للكثيرين ممن تعودوا على قضاء إجازة الصيف في وجهات سياحية مشهودة، إلا أننا بذلك نقلص إنفاقنا السنوي من العملات الأجنبية.

ويتعين علينا في هذه المرحلة حشد قدراتنا الصحية واللوجستية وتسخيرها للوفاء بمتطلبات عودة عشرات الآلاف من الأردنيين إلى وطنهم. خطة عودة الأردنيين في الخارج تمضي بثبات ونجاح، وتدخل مرحلة جديدة كل أسبوعين، ورغم عودة الآلاف ما يزال الكثيرون ينتظرون دورهم.

ومن المتوقع أن يزداد الضغط على منصات التسجيل في الأسابيع المقبلة في ظل مؤشرات عن فقدان أردنيين لوظائفهم في دول الخليج. وقد نحتاج في مرحلة لاحقة لتنظيم رحلات مغادرة طلاب أردنيين للالتحاق بجامعاتهم في دول أوروبية وسواها.

وثمة استحقاقات وطنية داخلية في المرحلة المقبلة لا بد أن نوليها أهمية أكثر من المغامرة بفتح البلاد امام الأجانب وخروج الوضع الوبائي عن السيطرة، فهناك العودة للمدارس بعد قرابة شهرين وانتخابات نيابية متوقعة قبل نهاية العام الحالي، إضافة إلى برامج واعدة لتنشيط السياحة الداخلية وإدامة عجلة الانتاج في قطاعات تصديرية مهمة.

نجاح الأردن في السيطرة على الوضع الوبائي كان في الدرجة الأولى بفعل قدرتنا على احتواء الفيروس عبر إجراءات إغلاق محكمة ومدروسة، وضبط حركة السفر عبر المطارات والمعابر. ولهذا نبدو اليوم في وضع أفضل من غالبية دول العالم، فعدد الإصابات المسجلة خلال أربعة أشهر تقريبا يعادل نصف عدد الاصابات التي تسجلها بعض دول الجوار في يوم واحد.

هذا إنجاز مذهل ينبغي عدم التفريط فيه.