الجمعة 2024-12-13 11:57 ص
 

مرّين وما معهن حدا، قاقي قاقي

03:45 م
كنا صغارا مثل قطاع الطرق المتفرغين للمهنة، فما أن تخرج الأم العابرة للحارات مع فيلق من نساء الحارة لغايات الزيارات وطق الحنك، حتى كنا نتعرض لها على باب الحوش:اضافة اعلان


- وين رايحة؟؟؟..خذينا معاكي

كانت الأمهات يعرفن كيف يوقفننا عند حدود الحوش الخارجية وقد فقدنا الرغبة بمرافقة الأم، وبدون استخدام العصا أو الشبشب (الزنوبة سابقا) أو أية ادوات بالستية أخرى. حيث كانت الأمهات يدعين بأنهن ذاهبات إلى الدكتور حتى يعطيهن إبرة، وهذا ما كان يردعنا تماما، لأننا كنا نخاف الأطباء والإبر.

أمي كان لها عبارة خاصة، حيث كانت تقول لنا أنها رايحة (تنطّزّ)، ولا أعرف من أين تم اشتقاق هذا الإنطزاز لغويا وبلاغيا، ولست معنيا بمعرفته. طبعا كنا نصدق تماما ادعاءات الأمهات.

وقد كبرنا، وبقينا على الهبلات نصدق أي شيء يقال لنا، ونعود إلى وحل الحوش، لنلهو مع الدجاج والعقارب، ونترك الخارج للمنطزّين. ومع الزمن اختفت الأمهات والحيشان والدجاج ولم يبق سوى العقارب.

وهكذا وتحت حجة الإنطزاز، صاروا يفعلون يشاؤون، ويحملون قواشين معهم «يدللون» في سوق المزادات الدولي، ويحصلون على أبخس الأسعار، لينالوا العمولات بالعملة الصعبة.

وصحونا بعد عقود لنكتشف بأننا انهمكنا في اللعب مع الدجاج وعاشرناه 40عاما حتى صرنا منه (على راي المثل)، والعقارب لسعتنا من كل مكان، ولم نعد نهتم من هو الدكتور الذي (تنطزّ) عنده.

وإذا بقينا على هالرشة، فسوف تطردنا الدجاجات من الحوش لأننا صرنا عبئا عليها.

وتلولحي يا دالية .
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة