الخميس 28-03-2024
الوكيل الاخباري
 

نشيد الإنشاد في مكافحة الفساد



في ليلة شبه مقمرة، ويعد ان انهمكتُ بتعاطي نفس أرجيله بحريني – بصفتي تركت الدخان المفروم مع الجرادين منذ عقدين، انتابني خدر لذيذ ونعاس لكأني لحست (علبة آجو) حجم عائلي. وفيما أنا أغوص في أرخبيل المسرات الفاترة بين اوقيانوس الصحو ومملكة الظلمات، رأيت فيما رأيت ان الجهود تتكاتف من أجل قطع دابر الفساد والإفساد والربح غير المشروع وتم تشكيل لجنة عليا ذات صلاحيات كبيرة.اضافة اعلان


كان الاحتفال كبيراً؛ إذ جابت المظاهرات المؤيدة جميع المدن وقرى وبوادي المملكة، وعقدت الندوات والمحاضرات الخلوات وعواصف الأفكار، وتليت الكلمات الصباحية في الإذاعات المدرسية، وطُبعت البوسترات، وأجري يانصيب وطني خيري لدعم اللجنة حتى لا تمد يدها إلى أحد، وانهمك أعضاء لجنة « الشعب « كما سُميت، بالتجوال في القرى والبوادي الأردنية شارحين وجهات نظرهم ومناهجهم في الكشف عن الفساد والإفساد، خصوصاً في قضايا الغداء والدواء والهواء والكوبونات. وعاهد أعضاء وعضوات اللجنة الجماهير على كشف الحقائق ومحاسبة المسؤولين عن سرقة الشعب والمال العام، ابتداء من بائع السردين في دُكان صغير بفارق (تعريفة) من السعر الأصلي، وحتى الحيتان الكبار في كل مكان.

وبما أننا شعب معطاء وكريم، فقد أولمت القرى والعائلات الأردنية في كل مكان حلت فيه اللجنة، حتى تم القضاء نهائياً على (دابر) الثروة الحيوانية، فتم استيراد نصف مليون رأس من الغنم والماعز لإنجاح الاحتفالات وديمومتها، مما أدى إلى وفاة ستة من أعضاء اللجنة بأمراض قلبية نتيجة الإجهاد والتخمة وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.

للحديث بقية....