الخميس 25-04-2024
الوكيل الاخباري
 

وأنا .. وين مكاني؟



بحثت عن محل لايقاف سيارتي بلا جدوى.

شعرتُ ان «عمّان» اصبحت «كراجاً» كبيرا مليئا بالسيارات وبشكل فوضوي.. ولكنني محروم من ايجاد «مترين» لاستيعاب سيارتي.اضافة اعلان


ذهبت الى الساحة المقابلة لبيتي والتي اعتدت ايقاف سيارتي فيها ، قالوا لي ما في إلك مكان . .. عندنا «عزاء».

سرتُ نحو المساحة المتبقية من الارض الخالية، او التي كانت خالية، لقيتها محجوزة لـ» جاهة عُرس» بضم العين.

قلت اوقفها خلف العمارة التي اسكنها، جاءني ولد»شرس» وقال بلهجة حازمة: ابوي بقولك شيل سيارتك، المحل محجوز ( احتمال ) ييجو عنا ضيوف.!

اخذت سيارتي ورحت الى شارع قريب من حارتنا، وجدت سربا من السيارات تقف بشكل عشوائي يوحي ان هناك «معركة» والناس تركوا سياراتهم للتوّ وسيعودون لتناول «الاسلحة» في اية لحظة.

رحتُ على الشارع الثالث، لقيت اولادا يلعبون كرة قدم وقد وضعوا حجارة في المكان واحتجّوا على دخولي»الاستاد»، وكأن « استاد الكامب نو « تبع نادي برشلونة.. ورمقوني بنظرات حارقة.

ذهبت الى الشارع الرئيسي . وجدت «الحلاق واللحّام حاجزين نصف الشارع «.

وامام مطعم الوجبات السريعة  كانت»عجقة»سيارات ، فاكتفيت بنظرة وهربت، وفكرت ان اركن سيارتي عند مدرسة «البنات»  القريبة من بيتي ، كان احدهم قد وضع سيارته فوق الرصيف وكأنه منزّلها ب «البراشوت».

اتصلت زوجتي وطلبتْ (خبز ولبن) .

 لفّيت ودرت عند المخبز المجاور، كان يضع كرتونة وفي وسطها حجر كبير. وفهمت ان المكان»محجوز. وعند البقالة وجدت يافطة كتب عليها»المكان»محجوز للزبائن» فقط.

سلّمتُ في الطريق على بائع الدجاج. ابتسم واستثمرتُ ابتسامته وقلت اوقف سيارتي عنده. لكنه سرعان ما ابتسم وقال: عفوا يا جار .. المكان محجوز.

وعند»السوبر ماركت»كان ثمّة برميل «مصدّي» يحول دون ايقاف اية سيارة»غريبة «.

لمحتُ مكاناً عند بائعة «الفجل» . سارعت للوقوف عنده. على الفور باغتتني قائلة : وين رايح المكان.. محجوز.

وقفت في الشارع مثل المجنون

واخذتُ اصرخ:

طيّب..

... وين مكاني أنا ؟.