أبو ظهر مكسور

لا تغرنّك الأشكال ..الذي يرانا و يرى طولنا الفارع ..و لساننا المتقد ..و كشرتنا الوثّابة ..و وتشبيرنا بأيدينا و نحن نتكلم ..يظن بأننا قومٌ (عايشين الحياة عرضاً بطول ) ..! لا يعلم هذا الذي يرى ..أن في داخلنا ( ظهراً ) مكسوراً ..و نفسية تتدحرج من فوق لتحت ..وأننا نمشي على رؤوس أصابعنا وكأننا نرقص رقصة البكاء المر ..!اضافة اعلان

ننسحب من كل أماكننا ..ليس لأننا لا نريدها ..بل لأن هناك من احتلها وفي وضح النهار ..وطلب منّا المغادرة تحت تهديد الحياة ..فانسحبنا ..نحمل ضرائبنا و طوابيرنا و دموع أطفالنا و أوجاعهم ..و حملنا فوقهم شعاراً رائعا يقول : ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا..!!! سبيلا ؟؟؟ ها ها ها ..نعم ؛ سبيلا...؟ بلى ؛ سبيلا..! أوكيه ؛ سبيلا ..! بكل اللغات و اللهجات و الطعجات ..سبيلا سبيلا ..!! ولكن : أين هو الـ ( سبيل ) الذي يقولون عنه ..؟!.
مطعوجون من الداخل ..محرومون من الخارج ..مطعونون من المنتصف ..متلبسون بجريمة الوقوف الزائف ..!
ظهرنا المكسور ..ليس إلا بداية الألم ..و الأطفال الذين يدبّون الحياة في شوارع الصباح ذهاباً إلى قَدَر التعليم ..آخر من يعلم عن شكوانا من قلّة الحياة ..!
أما المسؤولون كبارهم و صغارهم ..فهم أوّل من يعلم حتى قبل أن نعلم نحن ..ولكنهم اندمجوا بالأدوار حتى صدّقوا أنفسهم بأنهم لا يعلمون ..!!
أمّا لماذا كل هذه الشكوى و كل هذا التذمّر ..؟ فقط ..لأن واحداً مثلي اعتاد على ذلك كلّما وجد أن منسوب الحياة قد انخفض ..و أن عيداً يقف على الأبواب فاتحاً ذراعيه ليخدعني بالاحتضان بينما هو يهرول لكل المتلبسين بالحياة و يحتضنهم و يقدم لهم ( إشي زاكي ) بينما أطفال الفقراء بلا ( أشياء زاكية ) لأنهم لا يستحقون الحياة في نظر صنّاع الحياة ..!
أيها المقال ..انتهِ ..خلص بكفّي ..يلعن عرظ التشاؤم ..!