أتغيّر حينما تتغير ملابسي

يحدث معي شيء غريب لم أكن من قبل ألاحظه على نفسي ..ولا أعرف هل بقية البشر يشتركون معي في ذلك أم إنني الوحيد الأوحد فيما يحدث معي ..؟!.

يحدث معي أن تصريحاتي و مواقفي وحتى لغتي تختلف باختلاف ما ألبس ..أيْ والله ..! إذا كنت لابسا بنطلون جيز ؛ قرود الدنيا ما أقنعتني بفكرة لا أريدها ..بينما إذا كنت لابسا (شورت) فالكلام فيه (أخذ وعطا) ويمكن أوافق أو أساير ..!! ولاحظتُ أيضاً عندما ألبس (تريننق) فإنني لا أهتم لا بالافكار ولا بالآراء بل كثيراً ما ألتزم الصمت ..وأنظر بالوجوه وأبادلهم الابتسامات أو هزّ الرأس ..!

رأيتُ فيما يرى الصاحي أنني أكون هجومياً جداً وأنا ألبس البلوزة أُم نُص الكُم ..وإنني أقلّ اندفاعاً وأنا ألبس الفانيلا الشبّاح ..وحينا أكون بدونهما فإنه لا يصدر عنّي أي قرار بل أقضّيها طبطبة على كرشي المتزايد يوماً بعد يوم ..!

حتى أن الأمور تختلف معي حسب نوعية ما ألبس برجلي ..فإذا كان حذائي ملمعاً و نظيفاً فإنّ العناد و الهيبة يصاحباني ..وإذا كنت لابساً للشبشب فإن الأمور تكون رخوة وليس لديّ ما يخوّفني و يخوّف الآخرين ..وإذا مشيتُ حافياً فإنّ ما يحدث معي هو أقرب للتوهان منه للبصيرة ؛ وهذه الحالة كثيراً ما تصيبني ..!

بالمحصلة ..إذا ثبت علمياً أن الملابس تؤثر على قرارات الانسان ..فإنني أكون قد وصلتُ لاكتشاف عظيم عن سبب عدم إدراك بعض المسؤولين لدينا لواقعنا ولماذا هم دائما عنيدون في قهرنا و مصممون على ضياعنا و لا يتراجعون عن تجويعنا ..الاكتشاف هو أن قراراتهم يتخذونها وهم يلبسون البدلات وربطات العنق و الشعر المسشور و كريمات الصلعة و الكنادر المبوزة ..!!

نداء إلى كل المسؤولين : نرجوكم لا تتخذوا قرارات تخصّنا إلا وأنت في الشورتات و الفانيلات أُم شبّاح ..وأنتم في برك السباحة ..وأنتم تطبطبون على كروشكم .. ..وأنتم متخففون من كل ما يسلطكم علينا ..!
إذا اللبس يفرق عن جد ؛ تعالوا نتفاهم ..!