الأحد 2024-12-15 07:12 م
 

أحلام الفتن

02:12 م

هيثم أبوهديب - نعيش زمنا صعبا ، وعلى كافة المستويات ، الاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية وحتى الأخلاقية ، زمن اختلت فيه المقاييس حتى أصبحت القضايا تقاس بطرائق غريبة ، زمن أصبح الأمر التافه فيه ذا شأن ، وأظنه عينُ الزمن الذي وصفه صلى الله عليه وسلم في حديث له حين تحدث عن الرويبضة ، ولا اعتقد أن هذا الزمن بعيد عن أولئك الرويبضة . اضافة اعلان


لقد شهدْتُ في الأيام الماضية جملة من السلوكيات المجتمعية والتي أصبحت ظواهر تتكرر كل حين وبانتظام ، والتي يتحكم فيها أناس يقتربون مما وصفتُ سابقا ليسيروا بالمجتمع إلى حيث يشاؤون .

والعجيب في الأمر أن قسما كبيرا من المجتمع بكافة مستوياته الثقافية والاقتصادية، يسير دون وعي وراء تلك الظواهر التي اعتقد جازما أنها عبارة عن دسائس ومخططات تُحاك على شكل مظاهر .

فعلى سبيل المثال حين تتحول قضية هي قضيتنا جميعا التي عشنا وسنموت عليها ولها ، قضية فلسطين إلى قضية مطرب قام المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني أفيخاي أدرعي بتهنئته بالفوز الذي حققه ، فاعلم يارعاك الله أن في الأمر ( لُكّة ) واعلم أن كل ما سمعنا وبعيدا عن رأي الشرع الكريم ما هو إلا مؤامرة ،المستفيد الأول منها هو العدو الأوحد ، والمتضرر هي فلسطين .

ظاهرة أخرى باتت تؤرقني كثيرا ، فحين تُسرق الأحلام والليالي من شبابنا ، وبدعم مبطن من خلال التستر أو عدم التصرف واتخاذ القرارات المناسبة من قبل الأجهزة المختصة ، حين ذاك نكون قد سرقنا الأحلام ، إنني أتحدث بالتحديد عن مصائب التوجيهي .

بالأمس تحدث لي أحد الطلبة المسروقة أحلامهم ، واصفا ما يجري في قاعات الامتحان بالجريمة ، ولا أريد أن أفصح أكثر ، إذ أن أكثر العارفين بما يجري هي أذرعة وزارة التربية المقصِّرة حتما .

وحين نربط هذه الظاهرة بالمجتمع نجد أن المجتمع يسهم أيضا في هذه الجريمة ، مسلحون يقتحمون قاعات وماهم إلا أرباب الطلبة ، وإثارة شغب نتيجة حرمان البعض ، والطامة في كل ذلك أن أصواتا تخرج من هنا وهناك تدافع عن مثل هذه الظاهرة لا بل تُشرِّعُها ، وعند ربط ذلك كله بما بدأتُ به هذا المقال ، نجد أن المجتمع فعلا يُقاد من قبل الرويبضة .

كارثة أخرى ستحدث هناك في جرش حيث سيجتمع مجموعة من الراقصين والراقصات ، ليمارسوا صبواتهم على بعد أمتار من ذاك الدم الذي يسيل في الشام .

وما يدمي القلب هو انقياد الشعوب العربية مستسلمين لكثير من الموهنات التي أسهمت في المزيد من حالة التردي والضعف ، دون أن تشكل الدماء التي تجري في أودية البلاد العربية أي رادع أو واعظ .

آه يا وطني الجريح !!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة