إنه نوع جديد من السياحة، يمكننا بواسطته أن ننشط البلد سياحيا طوال العام، وليس حسب المواسم التي تتحكم بها وبمواقيتها شركات السياحة العالمية. هذا النوع الجديد صالح للاستثمار به والاسترزاق عن طريقه طوال العام ، وهو لا يحتاج الى فنادق ولا منادق، ولا الى شرطة سياحية ولا برتوكولات وترحيبات، ولا حاجة للتبسم الاصطناعي بوجه السياح، لإظهار وإبرازالجانب الحضاري والأبصر شو اسمه.
البنية التحتية، لا نحتاجها، لا بل أننا نستطيع تحطيم ما لدينا من بنية تحتية وفوقية إن شئنا . الأمن والأمان، لا نحتاجه ايضا، فالباحث عن هذا النوع من السياحة يبحث عن المغامرة والخطورة وتوقع الأسوأ. راحة السائح، لا يريدها فهو يبحث عن فراش من قلق وخوف ورعب ممزوج بالواقعية الباذخة.
يا سادة يا كرام، اتحدث عن سياحة الكوارث، وهي بالمناسبة نوع من السياحة الذي مارسناه واحترفناه دون أن نسميه باسمه أصلا ، لا بل أننا ساهمنا بابتكاره، الى جانب المغامرين الأوائل من الأفراد والجماعات الذين يبحثون عن بركان أو عاصفة أو زلزال مدمر أو تسرب نووي ، ويذهبون الى هذه المناطق، على سبيل التمتع بسياحة الكوارث.
بالصدفة غير المحض، وقع الأردن جغرافيا وسياسيا في وسط منطقة تعج بالكوارث المتنوعة والدائمة، وإذا تجاوزنا الأزمنة القديمة ، فقد كنا ساحة المعارك الرئيسة بين الصليبيين والعرب. واقول العرب ، لأن المسيحيين العرب انحازوا لعروبتهم منذ ذلك الزمان وشاركوا في قتال الصليبيين. ثم معارك المماليك فيما بينهم وبين القوى الخارجية وما بين بعضهم البعض، ثم معارك محمد على واحتلاله للمنطقة بقيادة فلذة كبده ابراهيم باشا، وصولا الى الاستعمار البريطاني ، وهزيمة ال1948 ونكسة ال1967 ثم الحرب العراقية الأميركية واخيرا الحرب على سوريا.
اترك الماضي البعيد والقريب، حاليا لدينا مايقارب المليوني سوري مشرد جراء الحرب ، وهو رقم مرشح للزيادة ، وطبول الحرب تقرع فوق رؤوسنا، وهناك احتمالات لضربات عسكرية متبادلة نقع نحن في وسطها، وأي قذيفة من الأطراف جميعها تقصّر في اداء واجبها سوف تقع على رؤوسنا.
لا تخافوا، هذه هي سياحة الكوارث بالتحديد، ما علينا سوى استثمارها، ليس عن طريق شركات السياحة العالمية التي تجلب «القروبات مقابل عمولات ورشاوى هائلة، بل عن طريق المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والمجموعات والأفراد، وكل الفئات التي تتواجد عندنا بداعي المساعدة أو التفرج على الكوارث مجانا مقابل خدمات لوجستية متواضعة تقدم للاجئين.
يمكننا التعاقد مع هؤلاء لجلب سياح الكوارث ......................................................................... خلص....... بكفي منـ»ج»كة.
تلولحي يا دالية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو