الوكيل - تضافر العناصر وتكاملها وصولاً لمشهدية شعرية بصرية أدائية لافتة، هو، العنوان الرئيسي لأوبريت «السرو والقباب» الذي توّجت الجامعة الأردنية من خلاله احتفالاتها بيوبيلها الذهبي وعيدها الخمسين.
الأوبريت الذي عرضته الجامعة الأم أول مرة مطالع كانون الأول الماضي بحضور جلالة الملك عبد الله الثاني ورعايته وحدبه واهتمامه، أعادت مساء الخميس الماضي على مسرح الحسن بن طلال في مبنى عمادة شؤون طلبة الجامعة، عرضه من كلمات شاعر الأردن الراحل حبيب الزيودي وألحان وتوزيع وإخراج وسينوغرافيا الموسيقي محمد واصف.
الوفاء الذي تمثل بعرض فيلم وثائقي قصير عن الشاعر الراحل حبيب الزيودي وعن ذكرياته في الجامعة ورأيه فيها، عدم الوقوع في النمطية، والسعي إلى مغايرة فذة ومدهشة، ومحاولة ربط المكان بالزمان من خلال الراوي الذي أدى دوره بإحساسٍ عالٍ الفنان د. أشرف أباظة، وغير ذلك بعض ملامح قدمها الأوبريت الذي تسابق كل عنصر من عناصره في سبيل إنجاحه: نص شاعر مرهف الإحساس تربطه بالجامعة الأم ذكريات صبا، ولحظات تجلٍ، وتشاء الأقدار أن تكون قصيدة «السرو والقباب» وما أجراه عليها من تعديلات بتواضع جم لصالح الأوبريت وتماشياً مع فكرة وجود عناصر أخرى وتحقيق مشهدية متكاملة، هي آخر عهده بالحياة قبل أن يترجل ولمّا يُعرض الأوبريت بعد. عنصر النجاح الثاني كانت ألحان الأوبريت التي حرص محمد واصف على تنوعها من مشهدية إلى أخرى ومن مقطع إلى آخر، وفق تنقّل جريء وسلس ومدروس بتناغم بين الجانب الأكاديمي من الموسيقى والجانب الإبداعي المتعلق بالإحساس. يقول واصف في حديث مع «الرأي» حول هذه النقطة وحول مجمل ما قدمه للأوبريت «إن ما تحقق في «السرو والقباب» يعد مخاضاً يشبه إلى حد بعيد مخاض ولادة الجامعة وصولاً للإرادة الملكية السامية بإنشائها». ويشير في سياق متصل إلى حرصه الخاص على خروج الأوبريت على أحسن وجه وفاء للجامعة التي يعمل فيها، ويرتبط بها وجدانياً وجمالياً، ويقدر عالياً حرص إدارتها الحالية ممثلة برئيسها د. اخليف الطراونة على أن يشكل الأوبريت أيقونة احتفالية الجامعة بيوبيلها الذهبي وعيدها الخمسين، بعدما مرّت فكرة العمل بتقلبات وتبدّل إدارات، وبعدما تنافس على نيل شرف تنفيذ الأوبريت أكثر من شاعر وموسيقي وفنان ومتخصص. المخاض تعلق أيضاً كما يوضح واصف بطبيعة التحضير، بالجنون الذي سبق العرض، بتجول واصف وحبيب الزيودي في الجامعة مرات ومرات، كما يكشف، مع أول لحظات الندى وزقزقة الفجر، لمعايشة انبلاج الشمس من عروق الضباب فوق السرو وفوق القباب. لدخولهم قاعات الدرس والطلبة ما يزالون يتناولون جرعة علم من أستاذهم الجامعي، لدخولهم حتى مختبرات الجامعة، والجلوس تحت برج الساعة لسماع دقاتها، رغبة منهما في معايشة أجواء الأوبريت كما يوضح واصف.
واصف يذكر أن كل ما تقدم لم يكن بمعزل عن المجتمع الأردني خارج أسوار الجامعة، إذ يرى أن قصة الجامعة الأم هي في نهاية المطاف قصة وطن بأريافه وبواديه ومختلف جهاته وشرائحه، فللأردنية حكاية في كل بيت من بيوتات الوطن.
استحضار مختلف ما تقدم، وخلق لحظة انسجام بينه جميعه، وبالإشارة إلى لمسات الموسيقي د. جروج أسعد في هرمنة الكمنجات على صعيد التوزيع والرؤية، ولمسات مصمم الديكور والإضاءة عادل الشريف، وفي جعل الرقصات بحركاتها وإيقاعها من تصميم رامز مقطش، وأزيائها من تصميم خولة أسعد، جزءاً من العمل ورسالته وشمولية رؤيته، وعكسها مع الديكور والمشهدية الفيلمية الخلفية وحكايات الراوي وأصوات الكورال، روحه، جعل الأوبريت كما يأمل واصف، يصعد لأن يكون لائقاً بما أنجز من أجله: ربط عيد الجامعة بعيد مليكها، وولادتهما كلاهما في العام 1962:
«خمسون أشرق وجهك الوضاءُ/ وشدا الزمان وأنشد الشعراءُ
ملكٌ وجامعةٌ، وبوح قصيدةٍ/ يتعانقان، فتمّـــتِ... الآلاءُ
أشرقتما فإذا الصباح حكايةٌ/ عربيةٌ، فاخضرّتِ الصحراءُ
وعليكما روح الحسين عباءةٌ/ نبويةٌ، ومهابـــــــةٌ وبهاءُ».
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو