الخميس 2024-12-12 11:29 ص
 

أي الأبواب وأي الحارات!

01:13 ص

في هذه الاجواء التي تعيشها دمشق لم يكن من المطلوب ان يكون «باب الحارة» قد تم استحضاره بهذه السطحية والسخف. فالى جانب ان مثل هذه الحارة لم تكن موجودة بتفصيلاتها المهينة, ونسائها اللائي استهلكن ساعات من المهارشة, ونقر الكوسى والاستغابة, والخضوع المقيت لابن العم الذي يمثل السلطة غير المبررة. فالعشرينات من القرن الماضي شهدت «المملكة السورية» وزعامة فيصل والثوار الذين وحدوا الهلال الخصيب, وخاضوا معركة ميسلون اليائسة البطولية حتى لا يدخل الفرنسيون دمشق دون مقاومة, وثورة سلطان باشا الاطرش وامتدادها الى غوطة احمد مريود, وحماة سعيد العاص, وزوّية هنانو والعلي. وشهدت الثلاثينات نضال الكتلة الوطنية وحزب الشعب وارفع ما حققته قوى المجتمع المدني.. فكانت جامعة دمشق هي مفرخة الزعماء والعقداء لا بلطجية الحارات, وكان رجال الفكر والثقافة يبنون دولة سوريا المستقلة حتى اذا اطلت الاربعينيات اطل الاستقلال, وعيد الجلاء, وعلم الثلاثة نجوم وحماة الديار!! وقد نعمنا في اواخر الاربعينيات بالعيش في تلك العاصمة الجميلة. وتعرّفنا الى ابناء الحارة: ميشال عفلق من باب الجابيه, وخالد بكداش من حي الاكراد وعصام المحايري من القيمرية, ونزار قباني من البحرة مدخل المسجد الاموي من الجنوب. وفارس الخوري من القصاع. ولم نر كل هؤلاء الذين يذهبون ويجيئون في باب الحارة.. ولعل اختفاء بعضهم في الغوطة, ومشاهد اطلاق النار على «الفرنساوي» لم تكن اكثر من افتعال. فالدرك وابو جودت لم يكونوا فرنسيين.. وانما كانوا من «جيش الشرق» الذي جنّده الاستعمار للفتك بالسوريين. وكان منه اول انقلابي – حسني الزعيم – وأول عسكري يحكم لبنان فؤاد شهاب!!اضافة اعلان

لقد شهدنا مسلسلاً عن دمشق الان نتمنى ان يكون هو الصورة الحقيقية لدمشق للعجوز الذي بقي وحيداً في دمشق في حين هاجر ابناؤه وبناته الى لبنان, وحين قرر أن يداري اشواقه اليهم بزيارتهم كانت نهايته وحيداً.. دون دمشق لأن الابناء والبنات منشغلون عنه.. باشيائهم!!
في الحروب الاهلية, ومجازر الاخوة لا تستطيع ان ترسم صوراً للماضي السعيد بمثل السخف الذي نشهده في باب الحارة!
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة